ذكر مصدر في الاستخبارات التركية أن قيادة الجناح العسكري لحزب العمال الكردستاني وافقت على إخراج حوالى مئة عضو من "الكردستاني" بأسلحتهم، من تركيا إلى شمال العراق، وذلك بعد إصدار زعيم الأكراد عبدالله أوجلان رسمياً أمراً لقواته بهدنة طويلة وانسحاب تدريجي . ويأتي ذلك في اطار تسريع أنقرة لخطوات تنفيذ خطة تدريجية لنزع سلاح حزب العمال الكردستاني، اتُفق عليها بين رئيس جهاز الاستخبارات التركية هاكان فيدان الذراع اليمنى لرئيس الوزراء رجب طيب أردوغان، والزعيم المعتقل ل "الكردستاني" عبدالله أوجلان، خلال مفاوضات مباشرة أُنجز الجزء الأخير منها في سجن إمرالي.
وكان البرلمان التركي اقر قانوناً يتيح استخدام اللغة الكردية في المحاكم والقضاء، وإثر إعلان أردوغان أن الجيش لن يتعقّب أي مجموعة مسلحة تنسحب من تركيا إلى شمال العراق، إذ أقرّ بارتكاب أخطاء في هذا الصدد سابقاً، حين شنّ الجيش هجمات على مجموعات منسحبة.
وأكد أردوغان أن هذا الخطأ لن يتكرر، في إشارة إلى تنسيق بين "الكردستاني"والاستخبارات حول مكان تلك المجموعات وحجمها ووجهتها.
وفي السياق ذاته، أفادت تقارير بأن المفاوضات مع قيادات الجناح العسكري ل "الكردستاني" ستُنقل من أوسلو إلى أربيل في شمال العراق.
وقالت مصادر في الاستخبارات التركية إن رئيس الجهاز سيزور أربيل في نيسان / أبريلالمقبل، لعقد مفاوضات أكثر تفصيلاً مع قادة "الكردستاني"، علماً أن ترتيبات انسحاب مسلحي الحزب اتُفِق عليها أيضاً بين أنقرة وأربيل، لتأمين مكان لتلك المجموعات ومراقبتها.
ورحّبت حكومة إقليم كردستان العراق باستضافة محادثات بين تركيا و "الكردستاني" في أربيل، لكنها نفت تلقيها طلباً رسمياً في هذا الصدد.
وهو ما أكدته صحيفة " ميلليت" التركية التي نشرت أن جهاز المخابرات التركي يخطط لإجراء مباحثات مع مسئولي منظمة حزب العمال الكردستاني في شمال العراق بدلا من أوروبا، ويصر الجهاز على أن يكون مسعود البرزاني رئيس إقليم كردستان العراق الوسيط بين الطرفين ولكن إدارة المنظمة الانفصالية لا ترغب أن يتولى مسعود البرزاني هذا الدور إضافة إلى إجراء المباحثات في مدينة السليمانية بدلا من اربيل بشمال العراق.
وأشارت الصحيفة إلى أنه من المعلوم زار كل من "أحمد تورك" النائب الكردي المستقل عن مدينة "ماردين" جنوب تركيا، والرئيس المشارك لحزب السلام الديمقراطي "جولتن كوشناك" مدينة السليمانية خلال ديسمبر الماضي وأجروا هناك مباحثات مع "رسول خوسرت" مساعد رئيس إقليم إدارة شمال العراق والاسم الثاني بعد الرئيس العراقي وزعيم حزب الاتحاد الوطني الكردستاني جلال طالباني الراقد حاليا في أحد المستشفيات في ألمانيا لتلقي العلاج، منوهة بأنه تعتبر الزيارة بمثابة المؤشر على ضرورة عقد المباحثات بين الطرفين في مدينة السليمانية.
وحسب المعلومات الواردة للصحيفة، فإن رئيس جهاز المخابرات التركي حقان فيدان شكل وحدة خاصة لغرض إدارة حركة وسير المباحثات بين أنقرة أربيل وبحال تحقيق المباحثات في أربيل سيتم اختيار مكان مستقل لإجراء المباحثات في مدينة اربيل بدلا من مكتب جهاز المخابرات التركي في المدينة المذكورة حيث ومن المعلوم يمتلك جهاز المخابرات التركي ستة مكاتب بمدينة اربيل ومن المتوقع أن تنعقد 3 مباحثات خلال فبراير وستتخذ تدابير أمنية مشددة لمنع تسرب معلومات الاجتماع من خلال التنصت على عكس ما شهدته مفاوضات العاصمة أوسلو.