قالت مصادر دبلوماسية إن المخاوف الغربية من تنامي قوة المعارضة الجهادية المسلحة في سوريا تتزايد، ما يعرقل المساعدات للائتلاف الوطني السوري المعتدل. ووفقا لهيئة الإذاعة البريطانية"بي بي سي", فشل الائتلاف الذي يتمتع باعتراف واسع في الحصول على دعم على الأرض في سوريا منذ تشكيله في نوفمبر/ تشرين الثاني الماضي.
وتضررت مصداقيته بفشله في تأمين السلاح والتمويل في المعركة من أجل الإطاحة بالرئيس بشار الأسد.
وأدى غياب الانسجام داخل الائتلاف الذي فشل هذا الأسبوع في تشكيل حكومة انتقالية إلى ردع الغرب عن تعزيز الدعم له خاصة بالسلاح والذخيرة التي تحتاجها المعارضة المسلحة بشدة.
وترك ذلك الباب مفتوحا أمام الجماعات الإسلامية التي تحصل على المال والسلاح من دول خليجية غنية وأفراد لتصبح أقوى الفصائل المقاتلة في سوريا.
واكتسبت المعارضة المسلحة الإسلامية الاحترام على الأرض لفاعليتها لكنهم يقلقون البعض في الغرب.
ويأمل مسئولون غربيون وفي الائتلاف أن يتمكنوا الاثنين من كسر هذا الجمود خلال الاجتماع المقرر في باريس وسط اتهامات من الائتلاف بمخالفة الوعود بتقديم المساعدات وانقسامات في الغرب بشأن كيفية التعامل مع وجود الإسلاميين في صفوف المعارضة المسلحة.
وقال مصدر دبلوماسي فرنسي "هذا الاجتماع يهدف إلى دق ناقوس الخطر. علينا أن نؤكد للائتلاف دعمنا ودعم المجتمع الدولي".
وأضاف "علينا أن نتفادى تشكيل حكومة في المنفى. الهدف هو وجود تأثير مباشر على الأرض."
ويقول مسئولون في الائتلاف الوطني السوري إن أفضل وسيلة للتأثير هي تسليح مقاتلي المعارضة.
لكن دبلوماسيين غربيين قلقون من الخلافات داخل الائتلاف ويخشون من وقوع السلاح في أيدي الإسلاميين المتشددين في سوريا وفي المنطقة المضطربة بأسرها.
ويزيد من تعقيد الأمور الانقسامات الواضحة بشأن كيفية التعامل مع الجماعات الإسلامية المتشددة مثل جبهة النصرة المرتبطة بتنظيم القاعدة وهي واحدة من أكثر الجماعات المسلحة تماسكا وانضباطا بين القوات المعارضة للأسد في سوريا.
وكانت الولاياتالمتحدة أدرجت جبهة النصرة على قائمة المنظمات الإرهابية وتشاطرها بريطانيا المخاوف ذاتها فيما يبدو.
وقال دبلوماسي غربي طلب عدم الكشف عن اسمه "من المثير للقلق أن أقوى الجماعات من المقاتلين الإسلاميين الذين تربطهم صلة محتملة بالقاعدة ومن الواضح أن من مصلحتنا الوطنية الحيوية ضمان عدم حدوث ذلك."
وأضاف الدبلوماسي الغربي "أحد الأهداف الرئيسية لمشاركتي الدبلوماسية ومشاركة زملائي الغربيين هو مواصلة الضغط على الائتلاف الوطني ليشمل مختلف الآراء في سوريا."
لكن الائتلاف السوري الذي لا يرغب في استبعاد جماعة تقاتل ضد الأسد انتقد الخطوة الأمريكية بينما هونت فرنسا من شأن نفوذ الإسلاميين.
ورفض الائتلاف هذا القلق لكن المخاوف تتزايد بين الأقليات السورية.
وقال مناف طلاس الذي كان مسئولا عسكريا بارزا قبل أن ينشق عن الجيش السوري إن عددا كبيرا من المسيحيين والعلويين لا يرون أنهم ممثلون لا في النظام ولا في المعارضة التي يخشون من تزايد هيمنة الإسلاميين المتشددين عليها.
وعلى الصعيد الميداني ، اقتحم الجيش الحر سجن إدلب المركزي وحرر 300 معتقل عقب اشتباكات عنيفة مع القوات الحكومية، في وقت قتل 109 أشخاص باشتباكات بين الجيشين السوري والحر.
وشن الطيران الحربي صباح الجمعة غارات جوية على مناطق شرق دمشق، بعد ساعات من تفجير جنوبي العاصمة أدى إلى مقتل 8 أفراد من المخابرات العسكرية، حسب المرصد السوري لحقوق الإنسان.
كما استهدف الجيش الحر حاجز البزورية وسط العاصمة، أما بلدة خان الشيح في ريف دمشق، فتعرضت لقصف صاروخي.
وقتل ليل أمس "ما لا يقل عن 8 أفراد من المخابرات العسكرية إثر تفجير رجل من جبهة النصرة سيارة مفخخة" في فرع المخابرات في سعسع، جنوب ريف دمشق، بحسب المرصد.
وتشهد قرية عريقة في السويداء جنوبي البلاد اشتباكات عنيفة بين الجيش السوري وقوات المعارضة المسلحة.
وفي حمص تجدد القصف براجمات الصواريخ و المدفعية الثقيلة على أحياء المدينة القديمة. وسيطر الجيش الحر على حاجز المخابرات الجوية، في الطبقة في الرقة.