قال الكاتب الصحفي عادل حمودة أن ثورة الخامس والعشرين من يناير التي تحل ذكراها الثانية بعد أيام قليلة لم تكن أمرا متوقعا من جانب نظام مبارك أو وزير داخليته حبيب العادلي، أو حتى بين الحركات السياسية التقليدية التي أعلن البعض منها أنه لن يشارك في تظاهرات 25يناير، في حين تركت بعض الحركات الأخرى الحرية لأعضائها للمشاركة أو عدم المشاركة، لافتا إلى أن ما لم يخطر ببال الجميع هو وجود جيل من الشباب يحمل الكثير من الغضب ويمتلك وسائل تكنولوجية حديثة للاتصال، وهو ما جعل مسألة الحشد أمر يسير بالنسبة إليه، ضاربا المثل بصفحة كلنا خالد سعيد على موقع فيس بوك التي كانت الشرارة الأولى التي انطلقت منها الثورة. وأضاف خلال مقابلة تليفزيونية مع برنامج(آخر النهار) الذي تبثه فضائية(النهار) أن الرئيس المخلوع حسني مبارك أصبح غير مهتما بشئون الدولة بعد وفاة حفيده محمد، وأنه قبل الثورة حينما أراد أوباما أن يأتي لزيارة القاهرة وخلال لقائه بمبارك بدا وكأن الرئيس السابق غير مهتم بالزيارة ويتعامل معها باعتبارها أمر روتيني، لافتا إلى أنه مع اندلاع الثورة المصرية كانت الولاياتالمتحدة منقسمة بين تيارين الأول مؤيد لمبارك وهو كان من كبار السن في الإدارة الأمريكية وتتزعمه هيلاري كلينتون، والثاني كان يرى ضرورة تأييد الثورة المصرية ويتزعمه الرئيس باراك أوباما، وكان من الطبيعي أن تنتصر جبهة الرئيس.
وأوضح أنه بعد اندلاع الثورة وتعيين عمر سليمان نائبا لرئيس الجمهورية ذهب مع رؤساء تحرير الصحف إلى القصر الرئاسي وفوجيء بأحد الضباط الموجودين للحراسة يقول له أنه يتمنى ألا يستمع نظام مبارك للنصائح ولا يستغل الفرص في إشارة لرفضه استمرار مبارك، مؤكدا أن ذلك دليل على أن أقرب المقربين لمبارك وهم حراسته يرفضون وجوده، وأنه بعد الخطاب العاطفي لمبارك في 1 فبراير خرجت صحيفة الفجر التي يرأس تحريرها بعنوان فيه قدر كبير من الشجاعة وهو"فليذهب مبارك وتبقى مصر"، بالرغم من أن الخطاب كان بمثابة استرداد النظام لعافيته.
وأشار إلى أن جمال وسوزان مبارك كانت رؤيتهم تفيد بأن ما يحدث في التحرير وقتها ما هو إلا مؤامرة من المشير طنطاوي واللواء عمر سليمان للاستيلاء على السلطة، مؤكدا أنه أوضح للواء عمر سليمان حينما كان في اجتماع معه وقال سليمان أن مبارك لن يترشح مرة أخرى أن الرئيس كما عينه نائب يمكن أن يقيله، ويجب أن يكون المجلس العسكري هو الضمانة لتنفيذ هذه الوعود، وهو ما جعل عمر سليمان يدرك تماما أن النظام سقط بعد خطاب مبارك في يوم 10فبراير، وأن سليمان كان في وداع مبارك في ال 11صباح يوم 11فبراير لسفره إلى شرم الشيخ، ثم اتجه لعقد إجتماع مع مجموعة من رموز الدولة آنذاك ثم أجرى اتصالا بمبارك وقتها واتفقا خلاله على تولي المجلس العسكري لمسئولية الحكم في البلاد.