اكد الرئيس التاسع والثلاثين للولايات المتحدة جيمي كارتر ومؤسس مركز "كارتر" للسلام ان عملية الإعتراف بالدولة الفلسطينية يعدل من الإمتثال تجاه " مبادرة السلام العربية" مشيراً خلال مقال نشر له على موقع " ذا ايلديرز" بعنوان " ما بعد اعتراف الاممالمتحدة بفلسطين" امس الثلاثاء ان الولاياتالمتحدة ستستخدم الفيتو ضد الإعتراف بالدولة الفلسطينية . اما فيما يخص الموقف الأوروبي فسيكون هناك خطة جديدة مقترحة لإحلال السلام الشامل الذي يستند على سياسة الولاياتالمتحدة الرسمية .
واوضح كارتر أن ذلك يفعل من دور الولاياتالمتحدة مرة اخرى كوسيط اساسي في عملية السلام بين العرب واسرائيل ، وهو ما ينبأ بتكرار نفس النهج فيما يختص بمرتفعات الجولان السورية .
ونصح كارتر الفلسطينيين الكف عن العنف وقبول حق اسرائيل في الوجود في سلام داخل حددود 1967 ، والعمل على تعديلها من خلال المفاوضات ومقايضة الأرض ، بجانب قيام قوات الناتو بحفظ السلام داخل الاراضي الفلسطينية .
ورجع كارتر الى الوراء تاريخيا ، حيث أوضح انه في سبتمبر 1978 قاما كلا من الرئيس الراحل انور السادات ومناحم بيجن رئيس الوزراء الإسرائيلي بتوقيع اتفاقية "كامب ديفيد" بعد اربع حروب نشبت بين العرب واسرائيل .
والتي انتهت بعدما قامت القوات المسلحة المصرية بتهديد وجود دولة اسرائيل ،ثم قام البرلمان المصري والكنيست الاسرائيلي بالتصديق على الإتفاقية بشكل قاطع ، والذي يعتبر شرفاً على رأس "مجلس الأمن الدولي " بعد إصدارها قرار 424 .
وكان واحداً من بنوده الاساسية "عدم جواز الإستيلاء على الاراضي عن طريق الحرب ، وتفعيل العمل من اجل سلام عادل ودائم في كل دول المنطقة "
ودعا الإتفاق إلى انسحاب الجيش الاسرائيلي والقوى السياسية من الاراضي المحتلة ومنح حكم ذاتي كامل للفلسطينيين .
كما جاء في مقال كارتر انه بعد مضي ستة اشهر تم اعتماد معاهدة السلام بين البلدين ، والتي تنص على الإنسحاب الاسرائيلي من سيناء المصرية واستخدام اسرائيل لقناة السويس واعادة العلاقات الدبلوماسية الكاملة .
منذ ذلك الحين تم تفعيل احكام المعاهدة ما بين الطرفين ولكن بعد وفاة انور السادات تم تجاهل بعض البنود.
واكد كارتر على ان الرئيس السابق حسني مبارك لم يكن ليضغط من أجل إرجاع حقوق الشعب الفلسطيني على الرغم من ضغوطات الشارع المصري لتلتزم اسرائيل بالالتزامات المنصوص عليها بالمعاهدة. ويوضح كارتر أن النقطة الرئيسية التي تشغل الإهتمام هو استمرار احتلال اسرائيل للضفة الغربيةوالقدسالشرقية وبناء المستوطنات علي الاراضي الفلسطينية المصادرة. واوضح الرئيس الامريكي الاسبق ان الرئيس الحالي باراك اوباما اقر على مركزية هذه القضية في خطابه الرئيسي الذي القاه بالقاهرة في مايو / آذار عام 2009 . والذي اوضح فيه أن الحدود التي كانت سائدة قبل الحرب العربية الاسرائيلية عام 1967 – ادت بالضرورة الى ادخال بعض التعديلات على المستوطنات الاسرائيلية القريبة من القدس والتي كانت من الضروري ان تتم على اساس اتفاقية السلام.
من جانبه رفض رئيس الوزراء الإسرائيلي كلا الاقتراحين وواصل بناء المستوطنات ، ورفع مطالب جديدة غير مقبولة من اجل وجود عسكري دائم في وادي نهر الأردن والإعتراف باسرائيل ك "دولة يهودية" على الرغم من ان حوالي 25 % من مواطني اسرائيل من غير اليهود!!
واشار كارتر أن الولاياتالمتحدة انسحبت من المشاركة النشطة في عملية السلام ، وهو ما فسره الفلسطينيون والعرب على أنه انحياز وسكوت على الإحتلال .
وبناءا عليه اعلنوا أنهم لن يكون لهم أي بديل سوى الإعتراف بالدولة الفلسطينية ، وهو ما دفع حالياً الفلسطينيون للمطالبة بالإعتراف بالدولة الفلسطينية لاحقاً خلال الشهر الحالي في "مجلس الامن " التابع للأمم المتحدة والجمعية العامة ايضاً.
كما أدى ايضا إلى قيام عدة مسلحين بالإعتداء على السفارة الاسرائيلية واجلاء السفير بالقوة من القاهرة وذلك على حد رأي الرئيس الأمريكي الأسبق جيمي كارتر .