الدول الدكتاتورية ذات الصبغة العائلية او الطائفية ترهن قراراتها لقواها الامنية، التي تكون عادة مكونة من شلة من الساقطين، والزعران، والذين لم يجدوا سوى الملاهي الليلية وطاولات القمار ملجأ لهم.
في تلك الجمهوريات، وبينما كان الساقطون فرحى بسكرهم وعربدتهم، كان العالم يتطور، وتنشأ اجيال جديدة اتقنت استخدام ادوات العصر، وتآلفت معها، وملكت كل امكانياتها فنمى الوعي، واتسع الافق، وتمخض التساؤل والافكار.
في الماضي لم يكن هناك فيسبوك، او اشبكة عنكبوتية تنقلك بلحظات محلقة بك في زوايا مختلفة من عالم بدا مع حراكها قرية صغيرة.
في تلك الاجواء انطلقت ثورات الربيع العربي. ثورات يقودها الفكر العابر، فكر يتلاقح عبر الصفحات، في متوالية وراثية تقضي على صفات الضعف، وتعزز صفات قوية، فالبقاء في الوراثة للصفات السائدة، والصفات السائدة عبر التراشح الفيسبوكي هي الافكار الاصلح، لانها تعرضت لعمليات ترشيح متتالية.
عجبا لهذه الثورات!!! بلا قائد معروف كي نقبض عليه ونجعله امثولة!!!، ماهذه الثورات ومع اي الكواكب الكونية تنسق هذه المؤامرات؟!!!!. هكذا يفكر الساقطون فالثورات اكبر من ملاهيهم الليلية وسيقان الراقصات وتمايلاتهم.
لقد عاب الساقطون على الثورات اسبقيتها، وحداثتها، فانطلقوا تائهين محاولين بالكلمة خنق اعجوبتها وتمايزها، مثلما اعدم من سبق عصره وتلكم عن كروية الارض، فاعدمه جهلة قبلهم.
ايها الساقطون، هذه ثورات حقيقية يقودها فضاء معرفي، بوعي شعبي، سبقت فيها كل الامم، وتمردت على تعريفها في الكتب، لكن فكركم المنحط في الارداف وما يحاكيها لن يرتقي الى فكرها الا عندما تسقطون تحت اقدامها.
** كاتب سورى حر
الآراء المنشورة في الموقع تعبر عن توجهات وآراء أصحابها فقط ، و لا تعبر بالضرورة عن الموقع أو القائمين عليه