زجل عم بيرم .. لكل عصر في مصر

اليوم تمر علينا ذكرى الشاعر الشعبي محمود بيرم التونسي الذى توفى فى 5 يناير 1961 بعد معاناة مع الربو ، بيرم هو لقبه الأصلي ولد في الإسكندرية في 4 مارس 1893م، وسمي التونسي لأنّه من أسرة تونسية قدمت إلى مصر عام 1833م .

بدأت شهرته عندما كتب قصيدته بائع الفجل التي ينتقد فيها المجلس البلدي في الإسكندرية الذي فرض الضرائب الباهظة وأثقل كاهل السكان بحجة النهوض بالعمران، وبعد هذه القصيدة انفتحت أمامه أبواب الفن ،غنّت له أم كلثوم عدة قصائد مما ساعد على انتشاره في جميع الأقطار العربية، كما غنى له فريد الأطرش .

وظل إلى آخر لحظة في حياته من حملة الأقلام الحرة الجريئة، و عانى من أجل ذلك الكثير فى حياته فتم ترحيله من مصر إلى تونس و منها إلى فرنسا و عاد متخفيا إلى مصر فلم يستطع البعد عنها و لكنه رُحل مرة ثانية ، و قضى عمرا بعيدا عنها بين تونس و فرنسا و سوريا و لبنان إلى أن عاد مرة أخرى إلى أرض مصر ، و منحه جمال عبد الناصر سنة 1960م جائزة الدولة التقديرية لمجهوداته في عالم الأدب، و حصل إثرها على الجنسية المصرية.

و إحياءا لذكراه نعرض بعض من قصائده الجريئة الناقدة للأوضاع فى مصر :
أربع عساكر جبابرة يفتحوا برلين
ساحبين بتاعة حلاوة جاية من شربين
شايلة علي كتفها عيل عينيه وارمين
والصاج علي مخها يرقص شمال ويمين
إيه الحكاية يابيه؟
قال خالفت الجوانين
اشمعني مليون حرامي في البلد سارحين
يمزعوا في الجيوب ويكسروا الدكاكين
أسأل وزير الشئون ولا اكلم مين؟‏!‏

قصيدة " يا مصرى " لبيرم التونسى


يا مصري ليه ترخي دراعك و الكون ساعك
و نيل جميل حلو بتاعك يشفي اللهيب
خلق إلهك مقدونيا على سردينيا
و الكل زايطين في الدنيا ليه انت كئيب
وادي العراق نصب النصبة و دخل العصبة
و أرضك انت دهب خصبة من غير أنابيب
لكن قعادك متخبي عند "جروبي
" جعل جميع جرابيع ربي تمد الكلاليب
قنى استوماطي أوتومبيله و باع هلاهيله
و أمك انت اللي تجيله تقطع جلاليب
و خالتك انت اللي تعامله و تتهلضم له
و يبيع لها كلونيا و قمله بيدب دبيب
و أختك انت اللي سوارها و كل شوارها
من عنده هوه و مشطرها في ملو الدواليب
هناك يقابلوك في فرنسا بذوق و مؤانسة
لكن جيوبك ولا تنسى تحت التشطيب
ما تحط نفسك في العالي و تنباع غالي
و تتف لي ع اللي ف بالي من غير ما تعيب
و تقول له كرماء لضيوفنا
لكن صوفنا ما يتنتفش إلا بكيفنا و بيد حبيب