كشفت دراسة علمية حديثة أجريت في جامعة كينجز كوليج بالعاصمة البريطانية لندن أن التدخين وارتفاع ضغط الدم وزيادة الوزن عوامل ثلاثة تتسبب في تلف المخ بدرجات متفاوتة. وأكدت الدراسة أن ذلك يلحق الضرر بالذاكرة والقدرة على التعلم والتفكير وهو ما يفسر تدهور الإدراك المعرفي لدى الأشخاص في سن الشيخوخة والذي أصبح أكثر شيوعاً. وعمد الباحثون، في دراستهم التي نشرت على شبكة الانترنت ، إلى الربط بين احتمالية الإصابة بالنوبات القلبية أو السكتة الدماغية وبين حالة المخ، وتم بعد ذلك جمع البيانات الخاصة بالحالة الصحية وأنماط الحياة ل 8 آلاف و 800 شخص ممن تجاوزت أعمارهم 50 عاماً،أجريت لهم اختبارات للقدرات الذهنية مثل إعطائهم كلمات جديدة ليتعلموها أو أسماء للعديد من الحيوانات في دقيقة واحدة لاختبار مدى قدرتهم على التذكر. وأظهرت النتائج أن خطر الإصابة بالنوبات القلبية أو السكتة الدماغية يرتبط بشكل كبير بتدهور النواحي الإدراكية المعرفية للإنسان، حيث أظهرت المجموعة الأكثر تدهورا من الناحية المعرفية أنها الأكثر عرضة لهذا الخطر، بالإضافة إلى وجود "علاقة ثابتة" بين التدخين وانخفاض مستوى الأداء في الاختبارات التي أجريت. وقال الباحثون "إن تدهور الإدراك المعرفي أصبح يؤثر على الأداء اليومي والحالة الصحية لعدد متزايد من الأشخاص خاصة في سن الشيخوخة" ، مشيرين إلى أنهم تمكنوا من تحديد عدد من عوامل الخطر التي يمكن أن ترتبط بتدهور متصارع في الناحية الإدراكية - المعرفية وهي عوامل يمكن تعديلها، طبقاً لما ورد بوكالة "أنباء الشرق الأوسط".
وأضاف الباحثون "لقد ربطت الأبحاث مراراً بين التدخين وارتفاع ضغط الدم من ناحية وبين زيادة خطر تدهور الإدراك المعرفي والإصابة بالخرف من ناحية أخرى ، وتضيف هذه الدراسة المزيد من الأهمية لتلك الأدلة".