التأكيد على الحريات و إدانة قمع السلطات بالدول العربية ، و الحرص على رعاية الأدباء و المثقفين و الإعلاميين مما يتعرضوا له من تهديدات مباشرة بالقتل أو غير مباشرة بالتأثيم و التكفير كان خلاصة ما أنتهى إليه المؤتمر الخامس والعشرون للاتحاد العام للأدباء والكتاب العرب في المنامة عاصمة البحرين يوم أمس . جاء ذلك فى حضور أربعة عشر وفدًا ممثلاً للاتحادات والروابط والأسر والجمعيات الأعضاء، وأعيد انتخاب الكاتب محمد سلماوي أميناً عاماً للاتحاد بالتزكية لدورة جديدة، كما انتخب البحرين نائباً أول للأمين العام والجزائر نائباً ثانياً، بالإضافة لمساعدي الأمين العام الذين انتخب لهم أربعة اتحادات هي: السودان، فلسطين، المغرب، سلطنة عمان.
كما أصدر الاتحاد العام للأدباء والكتاب العرب في ختام اجتماعاته بياناً ختامياً أعلن دعمه حق الجماهير العربية في الحرية والديمقراطية والعدالة الاجتماعية والكرامة الإنسانية، ودعا الحكومات والأنظمة العربية بضرورة مراعاة إرادة الجماهير في اختيار حكامها.
طالب الاتحاد العام الجهات المعنية الرسمية والشعبية في أقطار الوطن العربي كافة بضرورة التصدي للخطاب التكفيري والإقصائي الذي تكون عناصره مهددة للأمن القومي الثقافي وللوحدة الوطنية ، فلا تستبدل ديكتاتورية الفرد بديكتاتورية التوجه الواحد . و التأكيد على فكرة الدولة المدنية لتبنى الدول على أساس المواطنة، مع نبذ نزعات التطيف والتمذهب والانحياز إلى العصبيات والمصالح الضيقة .
أبدى الاتحاد سعادته من حصول فلسطين عضوية مراقب في الجمعية العامة للأمم المتحدة كخطوة أولى نحو التحرير الناجز، و دعل الدول العربية لحشد كل الإمكانيات المادية والمعنوية لنصرة الشعب الفلسطيني ونيل حقوقه ، و مواجهة مخاطر التهويد ، و مقاومة التطبيع .
رفض الاتحاد التدخلات الأجنبية في أي شأن عربي، ويرجو لمناطق التوتر والنزاع في الوطن العربي التوصل إلى معالجات داخلية عبر الحوار الحر غير المشروط، ، مع التأكيد على حق الشعب السوري في حاضر ومستقبل يتيحان الحياة الديمقراطية الكريمة.
و ضرورة صون وحدة السودان الشقيق واستقلاله الوطني، حيث هو مستهدف من قوى خارجية على رأسها الكيان الصهيوني الذي وصل قصف طائراته إلى الخرطوم العاصمة. الحرص على أهمية الالتزام بقيم الهوية الثقافية العربية ، ودعا الاتحاد المثقفين والمبدعين بالحرص على المسئولية الأخلاقية و القومية .
يدعو المؤتمر الدول العربية كافة إلى احترام أدبائها وكتابها، فهم ضميرها الناطق، وصوتها المعبر عن همومها وأحلامها، و دعوة الدول العربية التي لا توجد فيها تمثيليات أو تنظيمات للأدباء والكتاب إلى الإسراع في إشهار التمثيليات التي تعتبر حقًّا مشروعًا للأدباء والكتاب، و من الأمثلة دولة قطر التي ينتظر أدباؤها إشهار جمعيتهم أو اتحادهم، والمملكة العربية السعودية، وكذلك ليبيا التي تفتقد الآن الرابطة الأدبية الواحدة المعبرة عن الجسم الإبداعي كاملاً .
كما أصدر المؤتمر بياناً عن الحريات في الوطن العربي رفض فيه التجاوزات والانتهاكات التي حدثت في الأشهر الأخيرة لحرية التعبير والإبداع الأدبي والفني والنشر، وما تعرض له الأدباء والمثقفون من ملاحقة واضطهاد وصلت في بعض الأحيان إلى حد القتل العمد مثل ما حدث مع الصحفي المصري الشاب الحسيني أبو ضيف .
وأدان البيان محاولات تقييد السلطة القضائية مستنكراً الحصار الذي وقع في مصر للمحكمة الدستورية العليا ومنع قضاتها الأجلاء من مباشرة مهمتهم المقدسة .
وقد رصد الاتحاد العام عددًا من الانتهاكات لحرية الأدباء والكتاب في البلدان العربي منها : استهداف السلطات للأدباء والكتاب بالملاحقة والسجن، بالتدليل على ما حدث في ومصر وفلسطين وسورية ، وما حدث أثناء انعقاد هذا المؤتمر من إعادة محاكمة رئيس رابطة الكتاب الأردنيين د.موفق محادين وعضو الرابطة د.سفيان التل بعد أن قضت المحكمة بعدم مسؤوليتهما في وقت سابق. عدم رعاية الأدباء،و استمرار إغلاق بعض وسائل الإعلام من صحف وقنوات فضائية، ومحاصرتها، ومحاولات الاعتداء على العاملين فيها والمتعاملين معها، منع دخول بعض الإصدارات من وإلى بعض الدول العربية .
مواجهة الاحتجاجات والاعتصامات السلمية والمعلن عنها بغير وسيلة تصل إلى القمع المسلح في كثير من الأحيان، وعن طريق مدنيين مدربين عسكريًّا، كما حدث في مصر والعراق والأردن. مواصلة الاحتلال الصهيوني لقمع الحريات عبر رقابته على الصحافة في القدس وإغلاق العديد من المؤسسات الثقافية والأكاديمية ومصادرته لإبداعات الأسرى في سجون الاحتلال الصهيوني.ومداهماته الأخيرة للعديد من المؤسسات في رام الله كاتحاد المرآة ومؤسسة الضمير ونادي الأسير. مواجهة الأدباء والفنانون والمثقفون تهديدات مباشرة أو غير مباشرة من قبل قوى وتيارات وجماعات دينية وطائفية متطرفة ضد حرية التعبير والفكر تصل في بعض الأحيان إلى حد القتل العمد مثل ما حدث مع الصحفي المصري الحسيني أبو ضيف، أو بالتهديد بتكفير وتأثيم الثقافة أو بعض تنوعاتها ومظاهرها مثل اعتبار الموسيقى حرامًا وأنها تتنافى والثوابت الدينية، أو اعتبار الفنون التشكيلية تجسيمًا منافيا للدين والتهديد بتهديمها وتحطيمها، وهي تهديدات خطيرة تهدف إلى اغتيال الثقافة- بروافدها المتنوعة- تدريجيًّا بما ينتقص من الحرية ويحد من فضائها.
و أكد الاتحاد فى النهاية أنه لا بديل عن الحرية إلا بالإصرار عليها والمزيد منها انتصارًا لكتابة الكتاب وحقهم في التعبير عن آرائهم دون قيد أو شرط. مواد متعلقة: 1. اتحاد الكتاب العرب يدعو الرئيس مرسي لتأكيد الحريات 2. اتحاد الأدباء والكتاب العرب يهنئ فلسطين بمقعد مراقب في الأممالمتحدة 3. سلماوي خارج القرعة .. ومفاجآت يكشفها قيادات اتحاد الكتاب