من القواعد الأساسية التي نحافظ عليها عند النية في اتخاذ أي خطوة في حياتنا ان نبدأ باسم الله كي تحدث لنا البركة والحفظ من الشيطان، ودوما يعقب التسمية صفتي الله "الرحمن الرحيم" اعترافا منا بجميل رحمة ربنا. ولأن البسملة سبب لنجاح العديد من امورنا ، واستفتاح تلاوتنا للقرآن ، فإنها تعد من أهم محصناتنا من الشيطان كالاستعاذة ، وقد تكون واجبة كما قيل انها آية من الفاتحة إلا ان العلماء اختلفوا حول ذلك ، وقد يمتنع ذكرها في بداية سورة "التوبة"، إلا انها مستحبة في جميع الأوضاع.
خصوصية البسملة: وقد روى جويبر عن الضحاك نحوه من قبله عن ابن بريدة عن أبيه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: « أنزلت علي آية لم تنزل على نبي غير سليمان بن دواد وغيري وهي {بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ }، وروي بإسناده عن جابر بن عبد الله قال: لما نزل {بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ } هرب الغيم إلى المشرق وسكنت الرياح ، وهاج البحر وأصغت البهائم بآذانها، ورجمت الشياطين من السماء، وحلف الله تعالى بعزته وجلاله أن لا يسمى اسمه على شيء إلا بارك فيه .
فوائد في البسملة: وذكر الفخر الرازي في تفسيره..أن المقصود من بسم الله هو تنبيه العبد على أنه أول ما شرع في العمل كان مدار أمره على التسهيل والتخفيف والمسامحة ، فكأنه تعالى في أول كلمة ذكرها لك جعلها دليلاً على الصفح والإحسان . وقال أيضا "أن ذكر لفظ ( الله ) إشارة إلى القهر والقدرة و العلو ، ثم ذكر عقيبه الرحمن الرحيم ، وذلك يدل على أن رحمته أكثر وأكمل من قهره". ويروى أن نوحاً عليه السلام لما ركب السفينة قال : ( بسم الله مجراها ومرساها ) فوجد النجاة بنصف هذه الكلمة ، فمن واظب على هذه الكلمة طول عمره كيف يبقى محروماً عن النجاة ؟ . وقد كتب قيصر إلى عمر رضي الله عنه أن بي صداعاً لا يسكن فابعث لي دواء ، فبعث إليه عمر قلنسوة فكان إذا وضعها على رأسه يسكن صداعه ، وإذا رفعها عن رأسه عاوده الصداع ، ففتش القلنسوة فإذا فيها كاغد مكتوب فيه : بسم الله الرحمن الرحيم .
كيفيتها: وعن قتادة قال: "سئل أنس بن مالك كيف كانت قراءة رسول الله -صلى الله عليه وآله وسلم-؟ قال: 'كانت مداً ثم قرأ "بِسْمِ اللّهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ" يمد الرحمن ويمد الرحيم،". وعن حميد الطويل عن أنس بن مالك قال: "صليت خلف النبي وخلف أبي بكر وخلف عمر وخلف عثمان وخلف علي، فكلهم كانوا يجهرون بقراءة "بِسْمِ اللّهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ". وعن أبي هريرة أيضاً، قال: "كان رسول الله -صلى الله عليه وآله وسلم- يجهر في الصلاة ببسم الله الرحمن الرحيم."
البسملة دلالة قرآنية: ما صح عن ابن عباس أيضاً قال: "كان النبيُّ -صلى الله عليه وآله وسلم- لا يعلم ختم السورة حتى تنزل "بِسْمِ اللّهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ". ما صحَّ عن ابن عباس أيضاً قال:"إن النبي -صلى الله عليه وآله وسلم- كان إذا جاءه جبرائيل فقرأ "بِسْمِ اللّهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ"، علم أنها سورة". مواد متعلقة: 1. "الاستعاذة"..طريقك إلي معية الله (فيديو)