كشف مدير مكتب اليونسكو الإقليمي في الدول العربية الدكتور حمد بن سيف الهمامي أن أكثر من 50 مليون شخص في المنطقة العربية معظمهم من النساء، لا يجيدون القراءة والكتابة رغم الجهود الحثيثة التي تبذلها الدول والمنظمة لتحقيق تحول حقيقي في مجال محو الأمية كما ونوعا. وشدد الهمامي خلال ندوة نظمتها اليوم الاثنين وزارة الشئون الاجتماعية اللبنانية بالتعاون مع مكتب اليونسكو الإقليمي في الدول العربية ببيروت والسفارة الإيطالية لوضع خطة عمل لتعليم الكبار في لبنان على الحاجة الماسة أكثر من أي وقت مضى وخصوصا مع التغيرات السياسية في المنطقة إلى مدخلات جديدة في هذا المجال.
وطالب بتوفير تعليم أساسي جيد للجميع حتى يتسنى تجفيف منابع الأمية برؤية نماذج ومناهج عصرية تتبنى مفهوم التعلم المستمر وتوفير نماذج بديلة أو ما يسمى برامج الفرصة الثانية لإدماج الأطفال المتسربين من التعليم ، والذين يشكلون رافدا من روافد الأمية كما طالب بتنمية وعي المجتمع بأبعاد المشكلة وأهمية التعاون والتشارك في حلها.
وأكد اهتمام منظمة الأممالمتحدة للتربية والثقافة والعلوم (اليونسكو) الخاص ببرامج تعليم الكبار منذ نشأتها في منتصف القرن الماضي ليس فقط من منظور تحقيق أهداف التعليم للجميع بل من منظور حقوق الإنسان وواجبا أخلاقيا ومتطلبا من متطلبات التنمية.
وشدد مدير مكتب اليونسكو الإقليمي في الدول العربية الدكتور حمد بن سيف الهمامي على أن المهمة باتت أكثر إلحاحا بسبب عملية العولمة والتطور التكنولوجي والتغيرات الاجتماعية والسياسية التي يشهدها العالم والمنطقة العربية خصوصا، حيث أصبح المطلوب ليس فقط القراءة بل مهارات التواصل التكنولوجي والفكري مع الآخر ، وهذا يعني تغيرا في مفاهيم وأساليب ومحتويات تعليم الكبار من قراءة الكلمة إلى قراءة العالم.
وأيده في هذا الاتجاه الأخصائي الإقليمي للتربية الأساسية والتعليم للكبار في(اليونسكو) حجازي إدريس ، حيث اعتبر أن تعليم وتعلم الكبار لم يعد ذلك المفهوم القديم الذي يهتم بتعليم مهارة القراءة والكتابة ولكنه تعداه إلى مفهوم أبعد تهتم به الدول المتقدمة والنامية على حد سواء.
وقال إدريس "إنه في معظم الدول توجد مؤسسات حكومية تهتم بهذا العمل بمفهومه الحديث لكن في عالمنا العربي نحن نعاني من هذا الأمر كما ونوعا" ، لافتا إلى أن جهود لبنان في التعليم الأساسي والثانوي جيدة الأمر الذي أدى إلى انخفاض نسبة الأمية ، مشيرا إلى أنه لايزال هناك قلق.
ورأى أن المشكلة ليست معقدة في لبنان كما في البلدان العربية الأخرى ، موضحا أن تعليم الكبار يجب ألا ينظر إليه بمنظور جزئي ، بل لابد أن يتخطاه الاهتمام بالتعليم الأساسي.
وأشار إدريس إلى أن البرنامج الذي تنفذه وزارة الشئون الاجتماعية اللبنانية منذ عامين بالتعاون مع (اليونسكو) يهدف إلى وضع أطر وآليات جديدة برؤى عصرية ، بناء على دراسة وطنية وتم تدريب العديد من المدربين على الآليات الحديثة لتعليم الكبار.