ولكن أغلب هذه الوعود ذهب أدراج الرياح. واستمر أعداد الأميين في تزايد مستمر.. حتي بلغ 70 مليون أمي استقبلت مصر مؤخرا وفود 9 دول عربية تتشارك جميعها نفس الهم لتتبادل الخبرات والتجارب تحت مظلة هيئة اليونسكو والمنظمة الاسلامية للتربية والعلوم والثقافة "الايسيسكو" للبحث عن حل. طرح عدد من الخبراء العرب أحدث النظريات في تعليم الكبار ومحو الأمية منهم الدكتور الغريب زاهر مدير مديرية التربية بالايسيسكو والدكتور حجازي ادريس مدير المكتب الاقليمي لليونسكو ببيروت والدكتور عبد الرحمن الشاعر أمين عام جامعة نايف العربية للعلوم الأمنية السعودية وخبير الأممالمتحدة الذي أكد أن الاتجاه القادم بقوة في قضية تعليم الكبار ومحو الامية هو الاعتماد الكبير علي استخدام الانظمة الاليكترونية وتكنولوجيا المعلومات لكونها تحقق فوائد عديدة منها التوافقية واعادة الاستخدام وسهولة الوصول للمستهدفين والاستمرارية في مصر. وقال الدكتور رأفت رضوان رئيس هيئة تعليم الكبار أن التعليم قضية أمن قومي والذي يحتاج الي طرق جديدة وأساليب ابداعية لأن الطرق التقليدية لم يعد لها مكان. وقامت كل من الدكتورة غنوة جلول ونعمت جعجع من لبنان بعرض تجربة لبنانية باستحداث برنامج تحت عنوان "اقرأ" تعتمد بشكل أساسي علي الكمبيوتر وأكدا أن البرنامج معلوماتي يهدف لحل مشكلة الأمية وتعليم الكبار وتعليم اللغة العربية من خلال 24 درسا بأسلوب تراكمي يعتمد علي الجاذبية التكنولوجية التي يمكنها الولوج لعقل المتلقي بسرعة وقد حقق البرنامج الذي يمحو الأمية في خلال 5 أيام فقط نسبة نجاح وصلت الي 100%. وتحدث الدكتور سيدي محمد ولد البشير والدكتورة لا لا بنت عبد الجليل مستشارا وزير الشئون الاسلامية والتعليم الأهلي بالجمهورية الموريتانية عن اقبال الموريتانيين علي برامج محو الأمية مرتفع للغاية وظهر ذلك بوضوح في برنامج متكامل لمحو الامية جري تطبيقه بتمويل أسباني قدره 68 مليون دولار واعتمد علي استخدام الوسائل التعليمية المطبوعة والراديو غير أن هذه الجهود في محو الأمية شبه متوقفة الآن بسبب تكلفته العالية وتوقف الدعم الأسباني. أما ممثل سوريا الدكتور عبدالفتاح العبيد فتحدث بلهجة مبالغ فيها حيث قال انه خلال عامين تم تحرير 7 محافظات من الامية من أصل 14 محافظة وخلال عامين سيتم تحرير كل القطر السوري من الأمية لأن اسلوب معالجة الأمية هو حسب تعبيره أسلوب ثوري.. المهم أن سوريا ستحقق المعجزه في عامين في حين ان شقيقاتها من الدول العربية أعياها الجهد منذ عشرات السنين بحثا عن حل لم يتحقق حتي الآن لمشكلة الأمية.