تل أبيب: نشرت صحيفة "هآرتس" الإسرائيلية الأحد مقالا تحت عنوان "الربيع العربي يظهر وجهه الحقيقي في الهجوم علي السفارة الإسرائيلية في مصر". فقال آري شافيت في مقاله أن الرئيس الأمريكي باراك أوباما المشغول بقضية المستوطنات في الضفة الغربية وحدود عام 1967، لم يبذل جهدا أو وقتا لوضع خطة مارشال حقيقية يمكن أن تنقذ الأرض من نهر النيل. ويسخر شافيت في مقاله من عدم تحقق الديمقراطية بعد في مصر، معتبرا أن ما يسمي ب"الربيع العربي" جلب مشاكل لإسرائيل من سيناء التي تجتذب حسب رأيه كل أنواع التعصب الإسلامي. واعتبر الكاتب الإسرائيلي أن مصر تحولت من دولة معتدلة إلي واحدة من الدول المتشددة التي لا تستطيع حتي الحفاظ على النظام العام. وشبه مغادرة السفير الإسرائيلي مع الدبلوماسيين للقاهرة في جنح الليل مثل هروب "عصابة من اللصوص". وانتقد الكاتب آري شافيت موقف أوباما من الأحداث الأخيرة في مصر وعدم اهتمامه بأمن إسرائيل، واهتمامه فقط بقضية المستوطنات وحدود عام 1967. ورأي الكاتب الإسرائيلي أن الإجراءات المتبعة من قبل الولاياتالمتحدة غير كافية مع غرق مصر في الفوضي حاليا، وقرب نهاية معاهدة السلام بين مصر وإسرائيل، محذرا من تحول مصر إلي عراق ثان بالنسبة لأوباما علي غرار سلفه جورج دبليو بوش. وتابع قوله بأن إسرائيل أخطأت بتصعيد التوتر مع تركيا في هذا الوقت الذي يشهد عدم استقرار في منطقة الشرق الأوسط، ومع تزايد العداء لإسرائيل في العالم العربي. وأكمل قوله بأن سياسة الأمن الوطني في إسرائيل تنهار بسبب سياسات رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو "المتشددة" ووزير خارجيته "الجامح" أفيجدور ليبرمان، داعيا إلي بذل الجهود لتقوية موقفها ومنع تعرضها للعزلة. وأضاف شافيت أن التحولات الحالية في الشرق الأوسط يصعب التحكم فيها، وأن سياسة "العناد" التي يتبعها نتنياهو تسببت في فقدان إسرائيل لأصدقائها. ووصف مواقف كلا من أوباما ونتنياهو بموقف "الأعمى" و "المشلول" اللذان يقفان علي الجسر دون القيام بأي شيء رغم اقتراب العاصفة. وفي ختام مقاله، طرح الكاتب الإسرائيلي سؤالا حول الدولة التي ستخسر إسرائيل صداقتها في الأسبوع القادم، بعد خسارتها لتركيا ومصر في الأسبوع الماضي.