حذر المرجع الشيعي اللبناني الشيخ عفيف النابلسي من أن لبنان من أكثر البلاد التي يمكن أن تتضرر من الأزمة السورية فيما لو ظلت الأمور على حالها من الانقسامات والاصطفافات الحادة. ووصف المرجع الشيعي اللبناني إرسال السلاح إلى المسلحين السوريين عبر الأراضي اللبنانية باللعبة الخطيرة التي تهدد السلم الأهلي بكل تفاصيله خصوصا أن ذلك يأتي مترافقا مع مواقف كلامية عالية النبرة وتجييش إعلامي وسياسي وتحريض طائفي غير مسبوق مطالبا القوى السياسية بالوقوف في موقف واحد للمحافظة على مصلحة لبنان من أن تتمد الحرائق إليه. واعتبر أن المسئولين اللبنانيين بعيدين كل البعد عن تحييد لبنان في لعبة صراع دولية خطيرة مع تنكرهم سريعا للمعاهدات الموقعة مع سوريا التي تقتضي أن يكون لبنان إلى جانبها في مواجهة مشاريع الهيمنة الأميركية الإسرائيلية.
ولفت النابلسي إلى أن الأحداث المتنقلة من طرابلس إلى صيدا وإلى مناطق متعددة والخلل الأمني لا تتحمل القوى الأمنية أو الجيش المسؤولية فيه وإنما القيادات الحكومية والزعامات التي تدخل في أتون صراع أممي قد يكون لبنان مرة أخرى ساحة من ساحات المواجهة فيه.
وقال إن ربط الانتخابات النيابية والقانون الانتخابي بالحسم لأحد أطراف الصراع في سوريا أمر غير صحي على الإطلاق لأن البعض بالفعل رهن وجوده وموقعه وتحالفاته الداخلية على الحدث السوري ونتائجه داعيا الجميع إلى إدراك أن هذا الربط يبقي لبنان في وضعية هشة وأمام رياح الآخرين التي لن يستطيع صدها بل سيكون واقعه ومناطقه مشرعة أمام احتمالات العنف والإرهاب الخطرة.