قال جونثان أدلمان الأستاذ في مدرسة (جوزيف كوربل) للدراسات الدولية بجامعة دنفر أن صعود الإخوان المسلمين السريع إلى سدة الحكم في مصر بعد خلع نظام حسنى مبارك في السنة الماضية دعا بعض المحللين إلى القول بأن تحول مصر إلى دولة إسلامية أصبح حقيقة لا مفر منه. وأشار إلى أن الإخوان من أكثر الجماعات تنظيماً ولديهم أشهر حزب سياسي في مصر، في حين أن المعارضة كانت منقسمة، إضافة للدعم الضئيل الذي كان يأتيهم من الغرب، وكذلك استضافة الولاياتالمتحدة لوفود الإخوان المسلمين في البيت الأبيض وتعاونهم مع الرئيس مرسي بشكل منفتح لوقف حرب حماس وإسرائيل، كل هذا يبدو وكأنه إعادة قوية للثورة الإيرانية عام 1979.
ويؤكد أدلمان في مقالته المنشورة في صحيفة جيرزاليم بوست الإسرائيلية أنه بالرغم من ذلك فحتى الآن تظهر التظاهرات المنددة بحكم الإخوان في التحرير وفى ربوع مصر تهدد مصير مصر كدولة إسلامية ولكن مازال الأمر غير حتمي.
ويشير البروفيسور أن الثورات الناجحة عادة يقودها قائد له كاريزما وحدس سياسي قوي مثل آية الله الخميني، موضحًا أن مرسى ليس الخميني الذي جسد التصوف الثوري المضطهد إضافة إلى ماضيه وحياته التي قضاها في السياسة، فالرئيس مرسي يفتقر للكاريزما وقضى حياته في الحصول على الدكتوراه والعمل الجامعي.
ويضيف الكاتب أن الشيعة في إيران احتشدوا حول فكرة إيران الثورية التي تعيدهم إلى دورهم " السليم " في المنطقة التابعة للسنة، وتعزز هذا الإغراء بسبب التدخل المتكرر والقوي من قبل إنجلترا وأمريكا وروسيا في شئونهم الداخلية، موضحًا أن مصر تفتقر لهذا التاريخ وما زاد الأزمة وجود ما يقرب من 8 مليون مسيحي في مصر أغلبهم يعارضون الإخوان المسلمين ، مضيفًا أن مصر تفتقر أيضًا إلى المصادر التي تقدم مساعدة حقيقة للجماهير الفقيرة.
ويرى البروفيسور أن هروب مرسى من قصر الاتحادية يوم الثلاثاء الماضى والمظاهرات الكبيرة أمام القصر وأماكن أخرى لا يبشر بالخير للرئيس مرسي، مؤكدًا أن الإخوان يواجهون إما معركة طويلة لتوطيد سلطتهم أو الإطاحة بهم من السلطة، وفي كلا الحالتين فإن مصر الإسلامية ربما لا تظهر.