نشرت جريدة الجارديان تقريرا اخباريا عن استمرار اعتقال المثقف الصيني ليو شياوبو الحائز على جائزة نوبل للسلام 2010 ، وهو الاعتقال الذي يجده هو وزوجته نوع من العبثية . وصفت الزوجة هذه الإقامة الاجبارية لها في منزلها بالسخافة والبعد عن العقل ، وذلك خلال مقابلة لها سريعة في غياب حراسها عنها . وكان ليو محكوما عليه بالسجن لمدة 11 عاما لاتهامه في تهمة التحريض على تقويض سلطة الدولة في الصين ، وذلك بعد أن شارك في جمع توقيعات لميثاق رقم 08 الخاص بتعزيز الاصلاحات الديمقراطية ، وهو ما رفضت السلطات الصينية الاعتراف به كعمل سلمي . وقد تمكن الصحفيون بوكالة الاسوشيتدبرس للوصول إلى الزوجة واجراء هذا الحوار معها ، ليكون بذلك أول لقاء صحفي تجريه منذ 26 شهرا ، أي منذ تم وضعها تحت الاقامة الجبرية ، وتم هذا الحوار في غياب من حراسها الذين كان أنذاك قد خرجوا لتناول طعام الغداء . وبدأت الزوجة هذا اللقاء بالبكاء ولك تكف أوصالها عن الارتعاش والارتعاد بسبب احتجازها الجبري داخل شقتها في الدور الخامس باحدي شقق بكين . وقالت بأنها تعيش في شقتها في بكين بدون خط هاتف أو اتصال بالانترنت ، ولا يسمح لها بالخروج من شقتها سوى لشراء البقالة وزيارة والديها مرة واحدة أسبوعيا ، وقال مصدر قريب من العائلة أن هناك شرطيتان أناث تعيشان معها في شقتها بشكل دائم . وأضافت : كنا نتوقع نوعا أخر من الاستقبال في بلدنا بعد فوز زوجها بجائزة نوبل للسلام عام 2010 ، ولم تفكر أن يكون هذا هو ما سيقابلانه ، ولذا فهي تفكر جديا في الرحيل عن الصين إن أمكن ذلك . أما عن زيارتها لزوجها فتقول أنها لا يسمح لها بزيارة زوجها البالغ من العمر 57 عاما سوى مرة واحدة شهريا ، حيث يتم نقلها إلى السجن الذي يقضى فيه فترة الحكم وهو يبعد بمقدار 280 ميلا إلى الشمال الشرقي من بكين ، واعربت عن قلقها وتخوفها من عدم استمرار هذه الزيارات بعد اجراءها مثل هذا الحوار الصحفي . وقد زارته في السجن بعد فوزه بجائزة نوبل بيومين ، حيث وجدته ينوي تخصيص جائزته لاولئك الذين لقوا حتفهم في الاحتجاجات الديمقراطية التي بدأت عام 1989 ، وقد استمرت الزيارات لمدة عام فقط ولم تعد تراه بعدها بانتظام . ورغم أنها كان لا تسمح الشرطة لها بمناقشة أية تفاصيل خاصة بها مع ليو إلا أنه كان يستطيع أن يفهم ما تمر به وكيف تعيش في الخارج مقيدة باقامة اجبارية ، حيث قال لها ذات مرة " أنا افهم ما تمرين به تقريبا " . وفي وقت سابق من شهر نوفمبر دعا بعض الحاصلين على جائزة نوبل ومنهم توني موريسون الزعيم الصيني الجديد شي جين بينغ للافراج عن الزوجين ، وقد اصدر في نفس الوقت العلماء والمحاميون والناشطون رسالة مماثلة لنفس الأمر . وكانت لجنة نوبل بالنرويج قد أوضحت أنها أعطت جائزة نوبل لليو شياوبو لنضاله الطويل وغير العنيف للدفاع عن حقوق الانسان في بلده الأم الصين . في حين وجدت السلطات في بكين أنها أعطتها لمجرم انتهك القانون الصيني ، وما كان منها أن تغضب لاعطاء الجائزة لمن لا يستحقها كما ترى هي . وأوضح لياو تينشي رئيس مركز القلم الصيني المستقل أن الوضع سخيف وفظيع بالنسبة لليو ، ولكنه أكثر اثارة للشفقة لما تتعرض له الزوجة فهي على حد قوله مجرد زوجة وليست ناشط سياسي . موضحا أنها تعيش ما يشبه فكرة الحبس الانفرادي ، وهو الأمر الذي يجعل الجميع قلق على حالتها النفسية كثيرا . ومن جهة أخرى يعتقد البعض أن كل ذلك قد يضغط على ليو لتجعله يبادر للموافقة على الافراج المبكر مقابل النفي الفوري خارج الصين . وختاما فأن جريدة الجارديان توضح أن هذه الزوجة قالت لها قي حوار عام 2009 " إن لم اكن مهتمة بالسياسة ، فمجرد الحياة مع شخص مثل ليو يجعلك تهتم بها كثيرا " .