تشققات وتصدعات تهدد بانهيار الاقصى خلال شهور اثار الدمار حول المسجد الاقصى القدسالمحتلة: وجه العديد من رجال الدين وهيئات إسلامية اليوم الأربعاء إنذارا وُصف ب"الأخير" من احتمال انهيار المسجد الأقصى الذي بات يعاني من التشققات والتصدعات الخطيرة بسبب الحفريات الإسرائيلية التي تهدد أيضا كنيسة القيامة. وقال الشيخ تيسير التميمي قاضي قضاة فلسطين في مؤتمر صحفي في مدينة رام الله: "أخشى أن يكون هذا النداء هو الأخير قبل انهيار المسجد الأقصى، وعلى الأمة أن تستيقظ من نومها". وأضاف التميمي "الصيحات التي نطلقها كأنها صيحات في واد عميق لا يسمعها أحد، لكن المسجد الأقصى على وشك الانهيار". وعرض قاضي قضاة فلسطين صورا لانهيارات وقعت على مسافات قريبة من المسجد الأقصى، بسبب الحفريات الإسرائيلية، ومن ضمنها الانهيار الأخير في حي سلوان يوم الاثنين، الذي كشف وجود حفرة عميقة تحت الأرض. وقال التميمي "الأمر خطير للغاية، وقد حذرنا مرارا من نتائج الحفريات الإسرائيلية تحت الأقصى، وقلنا إن هذه الحفريات ستؤدي إلى انهيار المسجد ، والانهيارات التي كشفتها السيول مؤخرا في حي سلوان، تؤكد أن الخطر واقع حقيقي". واعتبر التميمي أن السكوت عما يجري مؤشر على مؤامرة، قائلا: نحن لا نتهم أحدا، ولكن هذا الصمت وعدم التحرك الفعال ضد ما تقوم به إسرائيل يدفعنا إلى وضع علامات استفهام، لماذا تترك هذه الأمة إسرائيل لتجري هذه الأفعال؟. تزوير التاريخ من جهته، قال المطران حنا، الذي شارك مع التميمي في المؤتمر الصحفي، إن "الحفريات التي تقوم بها سلطات الاحتلال في القدس تستهدف تزوير التاريخ العربي في الأماكن المقدسة، وهم يحفرون تحت الأرض وبشكل يؤثر على البناء فوق الأرض". وأضاف رئيس أساقفة سبسطية للروم الأرثوذكس "بدأنا نلحظ بالفعل في كافة الأماكن بأن هناك تصدعات في الأبنية والأماكن المقدسة الإسلامية والمسيحية ، هذه التصدعات تنذر بخطر كبير، وقد تتحول إلى انهيارات تهدد المسجد الأقصى وكنيسة القيامة". تشققات وتصدعات ومن جانبها ، قالت "الهيئة الإسلامية المسيحية لنصرة القدس والمقدسات" إن المسجد الأقصى يُعاني حالياً من تشققات وتصدعات خطيرة في جدرانه تنذر بسقوطه، بسبب الحفريات الإسرائيلية المستمرة أسفله، حسب تحذيرها. وأضافت "تسببت الحفريات في إحداث تصدعات وتشققات في جدران المسجد المبارك"، مشيرة في الوقت ذاته إلى أن "هناك المئات من العقارات والمنازل الفلسطينية المجاورة له مهددة بالسقوط بفعل الحفريات الإسرائيلية". وكشفت الهيئة النقاب عن ما يسمى ب "سلطة الآثار الإسرائيلية" والتي تقوم في ساعات متأخرة من الليل بتحميل عشرات الأكياس المملوءة بالأتربة والحجارة من المناطق التي يتمّ حفرها جنوبي المسجد الأقصى وتحميلها عبر رافعات على شاحنات كبيرة، ونقلها إلى مكب النفايات المقام على أراضي العيزرية. وأشارت الهيئة إلى الانهيار الأرضي الذي وقع في وسط شارع وادي حلوة بعرض 3 أمتار وطول 4 أمتار في سلوان جنوب المسجد الأقصى، وتدفق مياه الأمطار إلى مسجد العين المجاور، حيث تتركز أعمال الحفر الإسرائيلية، موضحة أن جميع الحفريات والأنفاق في بلدة سلوان "تتجه نحو المسجد الأقصى المبارك محذرا من انهياره بسبب الحفريات". انتهاكات 2010 وأكدت الهيئة الإسلامية المسيحية لنصرة القدس والمقدسات أن المسجد الأقصى شهد منذ مطلع العام الجديد "تصاعداً ملحوظاً في عمليات الاقتحام والانتهاكات والاعتداءات من قبل الجماعات اليهودية تمثلت في قيام 50 طالباً يهودياً من قسم الآثار في الجامعات الإسرائيلية باقتحام ساحاته وتعبئة بعض الأتربة والصخور في أكياس ونقلها معهم. وأشارت الهيئة إلى قيام مستوطن باقتحام قبة الصخرة المشرفة أثناء تأدية النساء لصلاة الظهر، وقيام مجموعة من أفراد شرطة الاحتلال النسائية باقتحامه والتجوال في ساحاته والتقاط بعض الصور، إضافة إلى قيام مجموعات كبيرة من اليهود المتطرفين باقتحام سوق القطانين وتأدية طقوس وشعائر تلمودية على بعد عدة أمتار من بوابة المسجد الأقصى.
الأردن يحذر وفي ذات السياق ، قدمت وزارة الخارجية الأردنية تقريراً تفصيلياً لمؤتمر المشرفين على شئون الفلسطينيين في الدول العربية، لرفعه إلى مجلس وزراء الخارجية العرب في مارس/آذار المقبل. وحذر التقرير الأردني من أن هدم المسجد الأقصى سيقع لا محالة إذا استمر الوضع على ما هو عليه، لكنه استبعد أن يتم خلال الشهور المقبلة ، مشيرا إلى السلطات الإسرائيلية أقامت مصنعاً كبيراً في النقب لإنتاج الحجارة الخاصة ببناء هيكل سليمان المزعوم محل الحرم القدسي بالمسجد الأقصى . وأوضح التقرير أن هناك سلسلة حفريات واسعة في المنطقة الملاصقة للجدار الجنوبي للمسجد وهي المنطقة المسماة منطقة القصور الأموية، وغطت إسرائيل مناطق الحفر بالخيام، حيث تُجرى العمليات في ساعات الليل، خصوصاً في البئر الرقم 16 القريبة جداً من المسجد وتوصل إلى أسفله وإلى المصلى المرواني. وأشار التقرير إلى أن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو عين منسقاً بين الحكومة وبلدية القدس الاسرائيلية ووزارة الداخلية لتسريع هدم ما يزيد على سبعة آلاف منزل فلسطيني في القدسالشرقية كمرحلة أولى بحجة البناء غير المرخص من بين نحو 20 ألف منزل مقام من دون ترخيص. وتابع التقرير أن إسرائيل وضعت بلدة سلوان كأولوية لتنفيذ الخطة وتحويلها إلى مناطق سياحية يهودية دينية مثل حديقة الملوك، ما يهدد بتهجير أكثر من 50 ألف مقدسي. ونقلت جريدة "الحياة" اللندنية عن التقرير" هناك أكثر من 300 نفق محفور في محيط وأسفل المسجد الأقصى، وهناك انهيارات أرضية حدثت نتيجة هذه الأنفاق، آخرها انهيار في شارع سلوان". وأشار إلى أن إسرائيل تقوم بحفريات جديدة في منطقة باب الخليل في القدسالشرقية لفتح أنفاق من باب الخليل تتصل بسلسلة أنفاق محفورة تحت الأرض وتؤدي إلى منطقتي باب السلسلة وحائط البراق المليئتين بالأنفاق، ما سيؤدي إلى انهيار الشارع الوحيد في البلدة القديمة الذي يضم تجار فلسطين.