عاش عماد طوال 28 عاما هى عمره داخل غزة ، لم يمارس لعبة السياسية ، رغم ما تفرضه عليه من قسوة نتائجها بالحصار الاسرائيلى ، وحرب متوقعة تستخدم اكثر ادوات الوحشية فى فرض الامر الواقع . عاش عماد فى بيته بجوار شقيقته فى وسط مدينة غزة .. عاشها بامل فى الغد .. لم يكمل تعليمه لقسوة متطلبات الحياة .. فضل ان يعمل برزق يومى فى شتى انواع التجارة وخدمة اهل المنطقة بمقابل مادى يوفر ادنى متطلبات الحياة والعيش .
كان عماد يعمل فى اجهزة السلطة الفلسطينية قبل ان تشق الظروف وحدة الصف وتختلف الاحزاب والحركات .. وتنفصل غزة عن رام الله .. ويتاقلم عماد مع الظروف .. وحاول فتح مسالك للحياة وحتى وان ضاقت حلقاتها به .
وكعادته اليومية خرج عماد من بيت شقيقته ، يمشى فى طرقات وسط غزة .. يبحث عن امل يشق قسوة غارات اسرائيل فى تصفية حسابات لم يكن هو ولا غيره طرفا فيها سوى انهم يريدون وطنا واحدا يضمهم ..
ولكن كسرت اصوات الغارات امله .. لم يهرب او يختبئ طمعا فى حماية احد .. نظر الى السماء وانتهى به الامل بصاروخ موجه لاحلامه قاضية على ما تبقى بها من امل وعيش !! .
و أثناء تواجد "محيط" في مستشفي دار الشفاء بغزة دوي انفجار كبير هز الأنحاء المجاورة لمستشفي الشفاء ،وعندها وجدنا استعدادات بإخلاء الطريق لسيارات الإسعاف ، وقد حضر علي الفور شخص يدعي عماد وقد فارق الحياة بفعل قذيفة صاروخية قسمته نصفين .
وبعد اقل من ربع ساعة حضرت شقيقة الشهيد والتي كانت تتمني أن تراه متزوجا وترعي أبنائه .. قالت بصوت ابى : في جنت الخلد يا عماد من أجل فلسطين وتمنت على الجميع ان يتركوها مع اخوها لفترة حتى تشبع من ملامحه فيما تبقى لها من عمر .