تستهدف اسرائيل على مدى خمسة ايام من عمليتها " اعمدة السحاب " القضاء نهائيا ومختلف الوسائل والاساليب القضاء على قيادات المقاومى لمختلف الفاصل الفلسطينية وعلى راسها كتائب القسام التابعة لحكة حماس ، وتم اغتيال احمد جريبع القائد الميدانى لها ، من خلال شبكة عملاء تابعين لجهاز الامن الاسرائيلى المعروف بال"شاباك" . "محيط" استطاعت خلال ساعات تواجدها في غزة مع الوفد المصري ان تحصل علي طريقة اغتيال القادة الفلسطينيين التي تتبعها إسرائيل وجهاز مخبراتها في الأيام الأخيرة .ومن خلال مجموعة من ملفات العملاء التي درستها أجهزة الأمن الفلسطينية التابعة لحكومة "حماس" .
يتضح من تحقيقات الامن الفلسطينى أن جهاز الأمن العام "الشاباك" ينشط بشكل واضح وتزداد منه التكليفات للعملاء, لتغذية بنك الأهداف المعلوماتية للجيش الصهيوني, بالإضافة لمعرفة آراء الشارع الفلسطيني قبل تنفيذ أي تصعيد أو حرب.
وفي كل مرة تتجه إسرائيل لتصعيد ضد قطاع غزة يطلب جهاز "الشاباك" من مشغليهم, بهدف أساسي تغذية بنك أهداف الجيش الصهيوني, ولا يقتصر العمل على ذلك فقط بل يطلب من العملاء قياس ردود الأفعال علي تلك العمليات التي يقوم بها العدو من أثار الاستهداف وآراء الناس حولها .
أهداف ثابتة ومتحركة لعمليات الصهيونية
ومع بداية التصعيد يطلب ضابط "الشاباك" الصهيوني من العملاء البقاء في منازلهم أو في أماكن آمنة كي لا يتعرضوا للأذى من قبل الصواريخ الصهيونية التي تنطلق على الأهداف الفلسطينية.
يطلب الشاباك من عملائه تنفيذ العديد من المهام الميدانية أبرزها تحديد بعض الأهداف المتحركة مثل السيارات والأشخاص.و يتأكد من تواجد هؤلاء الأشخاص في منازلهم او منازل مجاورة لهم حتي يكون الهدف منتهي ، ثم يطلب بعد ذلك متابعة الأهداف بالمناطق التي يتم قصفها والذهاب إليها بعد تلقيه اتصال من الضابط للوقوف على آخر تطوراتها وما خلفه القصف من أضرار وشهداء واصابات.
وقد اطلعت "محيط" من خلال مصادر بأجهزة الأمن الفلسطينية بعد عدة تحقيقات مع هؤلاء العملاء أسراركيفية إدارة الشاباك لهم والتعامل معهم بعد تنفيذ كل عملية ، مثل العميل "س, و" الذي اعتقل بعد الحرب على غزة بستة أشهر أن ضابط المخابرات طلب منه قبل الحرب تحديد بيوت وقادة المقاومة في المنطقة وخاصة العسكريين منهم بالإضافة لرصد أماكن عملهم ومحالهم الخاصة.
يقول العميل فى التحقيقات التى جرت معه :" قبل الحرب بشهرين كانت اتصالات ضابط المخابرات شبه يومية وكان يريد أن يجمع أكبر قدر من المعلومات عن قادة المقاومة ومخازن الصواريخ, بالإضافة لمراقبة بعض المقار الأمنية التابعة للحكومة ومواقع المقاومة".
من جهة أخرى, اعترف العميل" ش, د" أن الضابط الذي يدعى "أبو فادي" كان طلب منه قبل الحرب بأقل من شهر رصد لأقوال الناس وتخوفاتهم من الحرب على غزة, بالإضافة لقائمة أسئلة تتحدث عن الوضع الميداني والمعيشي والاجتماعي والأخلاقي للغزيين".
وأشار إلى أنه تأخر في تسليم ما طلبه منه ضابط المخابرات ما دفع الأخير لتهديده ورفع صوته عليه وأخبره أنه يحتاج هذه المعلومات بأقصى سرعة.
بينما العميل "ش, خ" اعترف أن ضابط الشاباك طلب منه مراقبة شخصيات قيادية والبيوت التي يترددون عليها, مؤكداً أن جميع الأهداف التي قام برصدها تم قصفها في اليوم الثاني من الحرب على غزة.
أما العميل "ه,ل" فقد طلب منه ضابط المخابرات قبل الحرب على غزة بعشر دقائق لزوم بيته وعدم الخروج منه قطيعاً لأي سبب من الأسباب, مشيراً إلى أن الضابط طلب منه خلال فترة الحرب تحديد أماكن الرباط والأراضي التي تخرج منها الصواريخ.
أما العميل "ح,ث" فقد كلفه ضابط المخابرات باستطلاع آراء الناس وأبناء المساجد عن الحرب, وقياس معنوياتهم في القتال, بالإضافة لمعرفة الأشخاص الذين يخرجون للرباط خلال الحرب من المنطقة التي يقطن بها.
وأوضح أن الضابط كلفه بمتابعة المناطق التي يتم قصفها والذهاب إليها بعد تلقيه اتصال من الضابط للوقوف على آخر تطوراتها وما خلفه القصف من أضرار وشهداء واصابات.
نقص المعلومات الإسرائيلية في حرب غزة الأخيرة أكدت مصادر أمنية مقربة من المقاومة أن العدو الصهيوني فشل خلال الأايام الماضية في أن يجدد بنك الأهداف التي ادعى بوجودها لاستهداف منصات إطلاق الصواريخ ومخازن السلاح وقادة المقاومة، وذلك من خلال رصد الأهداف التي تم ضربها من قبل الطائرات والزوارق الحربية الصهيونية حتى الآن.
وفي ذات السياق كشف (أبو إبراهيم ) أحد أهم المسئولين الأمنيين في المقاومة أن جهاز الشاباك الصهيوني قام بالاتصال بالعديد من عملائه الميدانيين داخل قطاع غزة طالبا منهم تحديد أماكن إطلاق الصواريخ ومخازن الأسلحة لأذرع المقاومة الفلسطينية .
ويبين أحد ضباط الشاباك - في مكالمة مسجلة لدى أمن المقاومة- مع أحد عملائه الذين تم إلقاء القبض عليهم عدم قدرة الشاباك تحديد أهداف حقيقية يستطيع من خلالها توجيه ضربات موجعة للمقاومة، طالبا منه التحرك ميدانيا في مختلف المناطق التي يتم إطلاق الصواريخ منها وتحديدها بدقة ليتم استهدافها بصواريخ الطائرات.
وأوضح المسئول الأمني لشبكة الإعلام العربية " محيط "أن جهاز الشاباك لم يعد من السهل عليه التحرك داخل قطاع غزة بعد إلقاء القبض على العديد من العملاء من ناحية، ونجاح المقاومة في خداع الشاباك من خلال تزويده بمعلومات مغلوطة عبر العديد من القنوات الخاصة بأمن المقاومة.
نجاح المقاومة
من ناحية أخرى, أفادت مصادر أمنية أن المقاومة استطاعت تجاوز الرقابة العسكرية وتمكنت بشكل فعلي من تشغيل مصادر لها في مواقع المدن الصهيونية المستهدفة وقد استطاعت بشكل فعلي معرفة أماكن سقوط الصواريخ بدقة وأوقات سقوطها وهو ما أدى لتصحيح مسار الكثير من الصواريخ وإيقاع إصابات فعلية في قوات الاحتلال.
وفرضت الرقابة تعتيماً كبيراً حتى على الصحفيين الاسرائيلين والاجانب ومنعتهم من الاقتراب من غلاف غزة لمسافة 7 كيلومترات, وذلك للتعتيم على الخسائر الواقعة في الحشودات العسكرية التي تتجمع حول القطاع, والتي تدك على مدار الساعة من قبل المقاومة.
وعلى بوابات المستشفيات الاسرائيلية يرابط ضباط الجبهة الداخلية لمنع تسرب أعداد القتلى والاصابات, إلا أن المنع فشل بشكل واضح فقد نشرت العديد من وسائل الإعلام بينات عن اصابات وقتلى نتيجة سقوط الصواريخ على المدن الاسرائيلية المحتلة , وسرعان ما كانت هذه الوكالات الاعلامية حذف الأخبار بعد الاتصال عليهم وتحذيرهم من قبل الرقابة العسكرية.
وبرغم الجهد الكبير الذي تبذله الرقابة العسكرية لمنع تسرب الأخبار التي تؤكد الهزيمة الاسرائيلية إلا أن الوحدات المختصة في مراقبة الجبهة الداخلية والتي تتبع للمقاومة الفلسطينية تستطيع اختراق تلك المعلومات عن الخسائر البشرية والمادية فى صفوف اسرائيل .