تتباين المواقف بين القوى السياسية الداخلية وبعض الدول بشأن التدخل العسكري الخارجي في شمال مالي ، وما يترتب على هذا التدخل من تداعيات قد تؤثر سلبيا على أمن واستقرار محيط دولة مالي ، ففي الوقت الذي عارضت عدة دول ومنها مصر التدخل العسكري ، أيدته أخرى ومنها فرنسا وألمانيا . فقد حملت "حركة أنصار الدين الإسلامي" بشمال مالي، رئيس البلاد المسئولية الكاملة عن العواقب الدامية لقرار التدخل العسكري بقيادة قوات دول غرب إفريقيا "الإيكواس" وإضاعة فرصة تاريخية للإبقاء على مالي كدولة موحدة.
واعتبرت الحركة أن الضربة العسكرية التي دعت فرنسا وألمانيا ونيجيريا وساحل العاج ويسعى الأفارقة لتنفيذها في شمال مالي ستدمر الأخضر واليابس وستطال نيرانها كل شعوب المنطقة، موضحة أن "أنصار الدين" الإسلامية لم تدخر وسعا من أجل الحفاظ على السلام بالبلاد.
ونقلت قناة "العربية" الإخبارية اليوم الثلاثاء عن زعيم الحركة إياد أغ غالي، قوله " إن إصرار الرؤساء الأفارقة على التدخل واستعمال القوة والترهيب مدفوعين من فرنسا، يعتبر خيارا غير موفق ويعبر عن قصر نظر".
وأضاف " الخيار العسكري يمثل انحيازا واضحا لفئة من الشعب المالي ضد فئة أخرى طالما عانت من الظلم والتهميش والحرمان"، محذرا من مغبة تفاقم الأوضاع وإضاعة فرصة تاريخية للإبقاء على مالي كدولة موحدة.
وحمل زعيم "أنصار الدين" الرئيس المالي بالوكالة ديونكوندا تراوري المسؤولية الكاملة عما ستؤول إليه الأوضاع بعد القرار الإفريقي بإرسال قوة عسكرية إلى شمال مالي.
وقال " كنا نعول على الجزائر وبوركينافسو من أجل وقف التدخل العسكري في شمال البلاد ولكن الأقدار شاءت بصدور قرار إفريقي ولذلك لم يعد أمامنا خيار آخر في إشارة إلى المقاومة المسلحة ضد القوات الإفريقية".
وأوضح زعيم حركة أنصار الدين الإسلامية بشمال مالي "إياد أغ غالي"، في تصريحه لقناة "العربية" الفضائية أن الحلول الأحادية لن تجدي نفعا.
داعيا إلى حوار شامل ومشاورات موسعة بين جميع الأطراف المعنية البلاد لحل الأزمة سلميا،مشيرا في الوقت ذاته رفضه وأنصاره التام لما وصفه بالإملاءات الخارجية.
وشدد زعيم حركة أنصار الدين على تمسكه بإقامة وتطبيق الشريعة الإسلامية في مالي،محذرا من مخاطر انقسام مالي في حال نشوب حرب بشمال البلاد.
لافتا إلى أن حركة التوحيد والجهاد الإسلامية تتفق معهم في المرجعية فقط ، وقال " إننا نرى أن المنطق العدائي المتطرف تجاه المسلمين وقضاياهم العادلة والذي بات السمة البارزة للسياسة الدولية يدفع بالكل إلى تبني منهج "القاعدة" وربما إلى ميلاد جماعات أخرى".
وتجدر الإشارة إلى أن تقارير إعلامية أفادت في وقت سابق بأن وزراء الخارجية والدفاع والخبراء العسكريين الأفارقة "الإيكواس" المجتمعين بالعاصمة النيجيرية (أبوجا) يدرسون حاليا رفع عدد قوات التدخل الإفريقية بمالي إلى 5500 عسكريا.
مواد متعلقة: 1. حركة أنصار الدين بشمال مالي ترفض التطرف وتدعو للحوار 2. «التوحيد والجهاد» تعتزم الإعلان عن إمارة إسلامية شمال مالي 3. طبول الحرب تدق في شمال مالي