أكد السفراء الأفارقة المشاركون في أعمال الندوة التي نظمها المركز الدولي للدراسات المستقبلية حول آفاق التعاون بين مصر ودول حوض النيل أنه ليس هناك نوايا أو مؤامرات للأضرار بالمصالح المصرية في أفريقيا، كما أن حل المشاكل العالقة بين دول حوض النيل يجب أن يتم بالحوار. ونوه السفراء في الوقت ذاته بالدور المصري في القارة الإفريقية وتعميق التعاون والتنسيق بينها ودول حوض نهر النيل خاصة فيما يتعلق بإيجاد حلول توفيقية للمشاكل المعلقة في حوض نهر النيل.
وقال السفير محمود غيدي سفير أثيوبيا بالقاهرة إن سياسة بلاده تهدف إلى تعزيز التعاون مع مصر وليس هناك تنافس بين الدورين الأثيوبي والمصري بل هناك تكامل في الأدوار، مؤكدا أن بلاده لا تنتهج سياسة متهورة يمكن أن تضر بالمصالح المصرية والتعاون مع مصر يستند على تحقيق المصالح المشتركة والمنافع .
وأوضح أن سد النهضة سيعود بالخير على أثيوبيا ومصر وأفريقيا وهناك أساليب علمية لتفادى المشاكل والأضرار.
وتابع قائلا :"ما بدءناه من حوار بناء مع وزارة الري المصرية سيستمر والعلاقات المصرية الأثيوبية هي علاقة أزلية والتفاوض حول الاتفاقية الإطارية لمياه النيل يجب أن يستمر وهو الأسلوب الحضاري لإيجاد حل للخلافات والنزاعات.
ونوه السفير غيدي بدور المركز الدولي للدراسات المستقبلية في تعميق ونشر ثقافة الحوار والنقاش البناء والصريح، منتقدا وسائل الإعلام ووصفها بأنها ينشر مواد تعكس آثارا سلبية على العلاقات بين مصر والدول الأفريقية ودول حوض نهر النيل، مؤكداً أنه عندما نتحدث عن مصر نتحدث عن الدولة التي قدمت وتقدم الكثير في المستقبل.
من جانبه، قال السفير أنوتني كوت سفير جمهورية جنوب السودان في القاهرة "إن لدينا الآلاف من الطلبة والمواطنين يعيشون في مصر وعلاقتنا متينة معها وأعمق من أية دولة في العالم.
وأكد أهمية إبراز الحقائق في بناء العلاقات بين الدول ، مشيرا إلى أن المياه أحد جوانب المشاكل في السودان فمشكلة دارفور في البداية كانت ترجع إلى المياه وأيضا في كردفان لا توجد مياه رغم قرب مياه النيل من المنطقة.
وقال كوت "إن الدور الإعلامي الحالي لا يساعد في حل مشاكل مياه النيل، حيث نرى في بعض الأحيان مواد منشورة تشير إلى التهديد بالحرب لحل المشاكل وكذلك أن هناك مؤامرة ضد مصر التي هي جزء لا يتجزأ من أفريقيا، وأتساءل لماذا يتآمر الأفريقيون على مصر وهم يدركون حجم ما فعلته مصر وعبد الناصر بالنسبة للأفارقة.
وأضاف أنه بالنسبة لقناة جونجلي و ما يحدث في جنوب السودان وما يتعلق بابييي ليس له علاقة بإسرائيل وأننا نحتاج إلى دراسة ومساعدات وإمكانيات.
وخلص كوت في ختام كلمته إلى أن مصر محتاجه إلى دول حوض نهر النيل وفى نفس الوقت دول حوض النيل تحتاج إلى مصر وعلينا أن نجلس سويا لنتصارح في كيفية الاستفادة المشتركة من مياه النيل.
بدوره، قال هاني رسلان الخبير بمركز الأهرام للدراسات السياسية والإستراتيجية "إنه من حق مصر الدفاع عن نفسها وحقها في البقاء كحق إنساني وليس التهديد بالحرب كحل لمشكلة مياه نهر النيل، كما أن مصر ستعرض قضيتها العادلة للاحتكام إلى قواعد القانون الدولي ،منوها بأن لمصر حقوقا تاريخية وقانونية وهى حقوق مكتسبة يجب الحفاظ عليها وهناك أساليب أخرى غير لغة التهديدات بالحرب للحصول على حقوق مصر التاريخية في مياه النيل.
وأشار رسلان إلى أن هناك ثلاث نقاط خلافية بين مصر ودول حوض النيل فيما يتعلق بالاتفاقية الإطارية ومصر لن تستطيع التوقيع على الاتفاقية إلا بعد التوصل إلى حلول واتفاق حول النقاط الخلافية.
وحذر من وجود فجوة بين الجانبين فيما يتعلق بالخلاف بين وجهات النظر وانه علينا ان نبذل المزيد من الجهد والمزيد من التفصيل والتواصل ونحترم وجهة النظر الأخرى ، كما أن الخلاف لا يجب أن يمنعنا من الوصول إلى مساحة مشتركة.
من جانبها، اقترحت الدكتورة أماني الطويل الخبيرة بمركز الأهرام للدراسات السياسية والإستراتيجية إنشاء هيئة أو مجلس قومي أو وزارة لشئون أفريقيا وإيجاد آليات مصرية لتنفيذ ما تهدف إليه السياسة المصرية الجديدة ويجب أن يكون توجه مصر إلى أفريقيا توجها كليا.
وأبرزت الندوة في ختام مناقشاتها مدى الاهتمام المصري بتطوير علاقاتها مع أفريقيا ودول حوض نهر النيل على أسس واقعية تراعى فيها كافة المصالح وفى إطار الحقوق التاريخية والقانونية للدول، واتفقت أراء المشاركين على ضرورة تجاوز أية سلبيات تكون قد طرأت على العلاقات بين مصر ودول حوض النيل في الفترة السابقة.
وأكدت الندوة في توصياتها على أهمية التفكير في فتح فرص وآفاق جديدة ووضع إطار عام للسياسة الخارجية المصرية تجاه أفريقيا ودول حوض النيل وأن يؤخذ بعين الاعتبار توصيات ومقترحات منظمات المجتمع المدني والمنظمات غير الحكومية في هذا الشأن.
وأوصت الندوة بضرورة الدراسة المتكاملة والمتابعة المهمة لأساليب وتحركات الدول التي تستهدف النيل والتأثير سلبا على العلاقات بين دول حوض النيل ومصر، منبهة إلى ضرورة إدارة الموارد المائية المتاحة وتفهم الأبعاد الإنسانية للشخصية الإفريقية وطريقة التعامل معها.
ولفتت إلى أهمية الاستفادة من الكوادر والخبرات المصرية الرائدة فى مجال العلاقات الأفريقية و تبادل المنافع الطلابية ووضع إستراتيجية تقوم على التعاون والحوار وليس على الصراع والتنافس، بالإضافة إلى تكثيف المناقشات الرسمية وغير الرسمية لإزالة أي سوء فهم أو لبس ناتج عن الاختلاف وتضارب الآراء بين مصر ودول حوض النيل.
شارك في الندوة عدد من سفراء وممثلي البعثات الدبلوماسية في بعض الدول الأفريقية والأسيوية وممثل عن الجامعة العربية ووزارة الخارجية والعديد من الخبراء من المنظمات المعنية غير الحكومية وبعض ممثلي أحزاب مصرية. مواد متعلقة: 1. مصر لن تشارك باجتماع وزراء دول حوض النيل 2. «دول حوض النيل»: التعاون المشترك ما نبحث عنه خلال الفترة القادمة