يستهل "أتيليه جدة" للفنون الجميلة نشاطه لعام 1434 الهجري، بمعرض الفنانة التشكيلية اللبنانية جنان الخليل، الذي يفتتحه د. طلال أدهم يوم الأثنين المقبل الموافق 19 نوفمبر. وذلك بالتعاون مع "أتيليه العرب" في القاهرة الذي أسسه هشام قنديل مدير الأتيلية. وسيقام علي هامش المعرض حوارا نقديا حول أعمال الفنانة. درست الفنانة جنان كاظم الخليل الفن بمعهد الفنون الجميلة (الجامعة اللبنانية)، وبعدها حصلت على دبلوم دراسات عليا في الرسم والتصوير. كما حصلت على ليسانس في الهندسة الداخلية فرع الديكور. وقدمت جنان معارض مختلفة في لبنان والخليج. في معرضها هذا تلفت جنان الأنظار إلى الشكل الذي يحتوي ألوان لوحاتها، فكان لابد من الحديث معها للتعرف على ايقاعات الروح التي تساهم في بناء هذا الشكل وتلك الألوان: "هذه أنا، من بيئة لم تعترف بالفن في البداية.. بيئة إقطاعية بورجوازية همها الوحيد الحصول على الشهادات الجامعية كالطب والصيدلة وغيرها.. فقد كانت تعتبر ان الفن او الفنان بشكل عام لا يفصله عن الجنون شعرة". وتعتبر جنان أن اللون هو الذي يخلق اللوحة وليس العكس، وهذا ضمن حديثها عن مزجها بين الألوان الحارة والباردة في لوحاتها. مشيرة إلى أن تطويع ريشتها لخدمة قضايا المرأة ما هي إلا محاولة لكسر القيود وإخراجها من طوي الحبال. وتسرد كل لوحة من لوحات الفنانة مفردات ولمسات امرأة تقف أمام مرآة نفسها، كما تمثل فكل لوحة تجربة إنسانية أنثوية لنساء موجودات في لوحاتها محاولة أن تخرجهن عن طوق وحبال التقاليد والعادات، وتكسر بهن قيود امرأة أسيرة ذاتها. وقد اعتمدت الفنانة في هذا على الأسلوب التعبيري التجريدي كمنشأ للبنية التشكيلية الحياتية لكل شخص، والذي يعد جزء من ذاته والمجتمع، كما تبحث جنان عن التعبير في التجريب المطلق فتحضر ما هو مرئي لما هو غير مرئي، فترى أن هذه العملية بما فيها من حبك ومغازلة للوحاتها بداية من مسك النسيج طريقا للوصول لأسلوبها الخاص.
وعن اعتمادها على الألوان الصارخة الزاهية قالت جنان: "لقد أقمت دراسة خاصة عن الألوان، فاللون بالنسبة لي هو ما يخلق اللوحة وليس العكس، ولقد اعتمدت دوما على الخلط بين الألوان الحارة و الباردة وهي في الأساس ألوان الطبيعة اللبنانية التي نعمل تحت ظلها كفانين لبنانيين، كما أنها ألوان مرحة ناطقة لا تحتاج لمن يتحدث عنها، وذلك لا يتوفر عادة في عدد من البلدان العربية الأخرى التي يعتمد فنانوها على الألوان القاتمة أو الباهتة كالرماديات، وهذا الجزء من التعايش اليومي مع الألوان من خلال الممارسة والمعايشة؛ لذا فاللون هو أساس الرسم التشكيلي لدي".
أما عن اختيارها للمرأة كمحور لأعمالها بكل حالاتها فذكرت الفنانة أنها شاركت في هذا المعرض الشخصي بلوحات تمثل مراحل حياتية مختلفة مرت بها، من خلال فكرة "كيف ترسم المرأة المرأة". مؤكدة أن هناك مواضيع عديدة ومختلفة لمراحل سابقة تناولت هذا. معتبرة أن أهم هذه اللوحات لعام 2001 لوحة "قيس وليلى"، التي ترمز لعلاقة المرأة بالرجل في حالة من الحب النقي لتتخطى فيها كفنانة الحدود، مع استيعاب هذه العلاقة التي امتدت من بدء الخليقة وحتى الآن، ولقد أبرزت هذه العلاقة من خلال اللونين الأبيض والأزرق ضمن لوحات مصغرة محاطة بإطار كبير دلالة على سمو هذه العلاقة، متخطية أية مشاهد تقليدية فنية اعتيادية مجردةً أشخاصها من التفاصيل؛ لتصهر هموم المرأة مع مجتمعها. وقالت الفنانة: "اجمالا فإن لوحاتي تعبر دوما عن هويتي كفنانة أمام جمع الفنانين التشكيليين؛ لذا فإن المعارض الفنية الفردية يعبر فيها الفنان بشكل أكبر عن نفسه أكثر بصورة تخصصية عن تلك المعارض الجماعية".