تطورت أشكال التحرش الجنسي بتطور وسائل الاتصال وتكنولوجيا المعلومات ، وصارت الفتاة مطاردة فى الشارع وعلى شبكات التواصل الاجتماعي والايميل والتليفون المحمول ، وتتزايد أشكال التحرش يوماً بعد الآخر دون عقاب . تقول "ن . ص": وضعت صورتي على أحد مواقع التواصل الاجتماعي في المكان المخصص لذلك وتلقيت العديد من الإعجاب والتعليقات البعض منها مؤدب والثاني خلاف ذلك وفى يوم تلقيت رسالة من شخص لا اعرفه ، تتميز بأسلوب في غاية البشاعة لا اعرف كيف كتبها صاحبها وهل إلى هذا الحد من الاستهانة والاستباحة وصل شبابنا وصل الأمر لمعاكسة صورة ويعتقدون أن صاحبتها سوف تتجاوب معهم وتستجيب لرغباتهم المحرمة؟.
وتضيف : إكتئبت أياما وفقدت الرغبة في الكلام مع أحد ، وتتساءل وما هو الحال للفتاة التي يصل المتحرش إلى ملامسة جسدها وماذا تفعل من تعرضت للاغتصاب ؟ ، مؤكدة على جسد الأنثى ملك لها ولا يجوز لأحد أن يلمسه دون رضاها وبما لا يخالف الدين والعرف.
فيما يقول جرجس واصف بكالوريوس إعلام :"لا يجوز التعميم لأن فيه ظلم كبير للشباب فمازال هناك الصالح والطالح والحياة مستمرة بالاثنين معا".
وأشار إلى أن هذا يعد اختزالا للعلاقة بين الرجل والمرأة في نطاق الجسد فقط بالرغم من أن هناك مودة ورحمة وفيها أيضا حميمية بدونها تصبح الحياة جحيما لا يطاق.
وتقول غدير أحمد أدمن صفحة "ثورة البنات" على موقع التواصل الاجتماعي Fecebook " إن ملاحقة المتحرش عبر وسائل التواصل الاجتماعي لا يكون إلا من خلال وزارة الداخلية وعبر إجراءات مطولة .
فيما أكدت شيماء محمد إبراهيم مديرة برنامج مناهضة العنف ضد المرأة بمركز قضايا المرأة على عدم وجود نص في قانون العقوبات يشرع عقوبة للتحرش لكن هذا الفعل يصنف دائما تحت مسمى هتك عرض أو فعل فاضح وهذا يعد عوارا في القانون نحاول أن نصلحه ، مشيرة إلى أن التحرش عبر الانترنت والتليفون المحمول بالطبع لا يعد فعلا فاضحا يمكن ملاحقته بالطريقة المعتادة " .
ولفتت إلى أن الحملات الميدانية على الشوارع والمقاهي والأماكن المزدحمة تسعى لمحاربة هذه الظاهرة والقضاء عليها . الافتخار بالفعل!
يقول الدكتور عدلى السمري رئيس قسم الاجتماع بكلية الآداب جامعة القاهرة أن هناك سلوك اجتماعي عام يمرر فعل التحرش فأصبح كل رجل يفتخر بتحرشه لأكثر من فتاة وذلك نظرا لظروف المجتمع ففي الماضي كان الشاب يفخر بتعدد علاقاته مع الطرف الآخر ، ثم أصبح يفخر بتعدد معاكساته وتحرشاته وذلك مع دخول البنات الجامعة ، ومع ثورة الانترنت أصبح الشاب يفتخر بتعدد علاقاته على الانترنت .
ويضيف أن هذا السلوك ليس عدواناً جنسيا مقصودا في ذاته ولكنه نوع من أنواع العنف ، وفى ظل الظروف الراهنة والانفلات الأمني الذي نشاهده أصبح كل واحد يقول " انا مالي لحسن أخد مطوه اوسكين " فلو كانت الشرطة موجودة لشجع المارة للدفاع عن الفتاة "
وأشار السمرى إلى إن هذا الموضوع له أبعاد نفسية وسيكولوجية واقتصادية من كبت وغياب للمشروع القومى الذى يلتف حوله الشباب كما ان ثقافة عدم احترام المرأة والتعامل معها على إنها وعاء للجنس فقط من الأسباب التي أدت الى شيوع الظاهرة .
فيما يقول الدكتور ميلاد موسى أستاذ التنمية البشرية بالمركز الهولندى إن المتحرش شخص لديه احتياج وهو يشبع احتياجه بشكل غير قانوني وغير طبيعي ، وقال موسى إن لغات الجسد التي تصدر عن الشخص المتحرش تتمثل فى كونه قلق ومتوتر ، ويظهر ذلك من نظرات عينيه ، فيبدو انه يفعل شئ خاطئ .
ولفت إلى أهمية توعية الشباب ورفع الوعي المراهقين بخطورة ظاهرة التحرش وتداعياتها السلبية على الفتيات .