أكد المخرج والسيناريست محمد كامل القليوبى أن الثورة التونسية والثورة المصرية هما أول ثورتين فى التاريخ يبثا مباشرة على الهواء وثورة 25 يناير المصرية هى أول ثورة فى التاريخ يتم تحديدها مسبقا، جاء ذلك خلال اللقاء الذى أجرى معه فى معرض تونس الدولى للكتاب وأداره الصحفى هشام أصلان . و أشار القليوبى إلى أن الثورة التونسية بدأت محملة بعبير الياسمين والثورة لا تقوم فى يوم وليلة، وإنما تأخذ وقت طويل والثورة فى مصر أطاحت برؤوس النظام وليس النظام نفسه، وأصبح هناك نوع من الصحوة فى الشعوب العربية، وهناك مقولة شهيرة: "أن التاريخ يعيد نفسه كمأساة وأنا أقول أن التاريخ يعيد نفسه مرتين مرة كمأساة ومرة كمهزلة"، مضيفا أنه كان للفيس بوك عامل اساسى للثورتين التونسية والمصرية، والثوار فى تونس كانوا يرسلون تنبيهات عبر الفيس بوك للثوار فى مصر والشعار الذى جاء من الثورة التونسية إلى مصر "الشعب يريد إسقاط النظام".
وأضاف القليوبى أن الصورة تاريخيا كانت تحمل وجهة نظر صانعيها والآن انتهى عصر احتكار الصورة، الشعب سيطر على التحرير تجمع فيه مليون فرد ولم يتركوا مكانهم وهذه قوة كبيرة اكتشفها المصريون فى أنفسهم، وكل الشعب نزل للميدان بالكاميرات وكذلك وكالات الأنباء والمراسلين الأجانب والتواجد فى الميدان يعطى فرصة للتأمل، وأن الغباء البيروقراطى هو السبب فى التغطية الهزيلة للتليفزيون المصرى، فالبث الإعلامي كان عن طريق كاميرات مثبتة فوق مبنى التليفزيون ولذلك ظهرت المنطقة خالية.
من أبرز الأمور الدور الذي لعبته قناة الجزيرة فى تغطية الاحداث نظرا لخبرتهم السابقة فى تغطية أحداث العراق وافغانستان،وتم عمل حوالى 30 فيلم عن ثورة يناير، وقناة البى بى سى قدمت فيلم تحت عنوان "الثورة الضاحكة" تتضمن النكات التى أطلقت على الثورة واللافتات الساخرة، والتليفزيون المصرى عمل فيلم واحد اسمه " ميدان التحرير"، وبعد أن نزل على اليوتويب حذف لأنه ضد النظام، وفى مفارقة غريبة كان أول فيلم تضمن مشاهد من ثورة يوليو هو "عفريت عم عبده"، ثم قامت الثورة أو الحركة المباركة كما كانوا يسمونها فأدخلوها فى سياق الفيلم ، ونفس الشئ حدث فى فيلم "صرخة نملة" أول فيلم عن ثورة يناير وكان اسمه الحقنا ياريس وقامت الثورة اثناء تصويره فادخلوها فى سياق الفيلم، ثم توالت الأفلام التى تناولت الثورة مثل فيلم يسرى نصر الله "الموقعة" ومجموعة من الأفلام الأجنبية التى تحدثت عن الثورة والميدان مثل "الطيب والشرس والسياسى" ، "الشارع هنا" ، "انا والاجندة" لنيفين شابى ، "برد يناير" للمخرج رومانى سعد ، واذا كانت الثورة أدت لاكتشاف المصريين لأنفسهم، فإنها أدت كذلك إلى رؤية السينما غير التقليدية وأصبح الشعب كله يتحدث فى السياسة وولد شعب جديد وأصبح مشاركا أساسيا فى الحكم .