قال المخرج والسيناريست محمد كامل القليوبى ان الثورة التونسية والثورة المصرية هما أول ثورتين فى التاريخ يبثا مباشرة على الهواء, وثورة 25 يناير المصرية هى اول ثورة فى التاريخ يتم تحديدها مسبقا، جاء ذلك خلال اللقاء الذى أجرى معه ضمن فعاليات معرض تونس الدولى وأضاف القليوبى: "الثورة التونسية بدأت محملة بعبير الياسمين؛ والثورة لا تقوم فى يوم وليلة وانما تأخذ وقت طويل والثورة فى مصر أطاحت برؤوس النظام وليس النظام نفسه، واصبح هناك نوع من الصحوة فى الشعوب العربية، وهناك مقولة شهيرة تقول ان التاريخ يعيد نفسه كمأساة وانا اقول ان التاريخ يعيد نفسه مرتين مرة كمأساة ومرة كمهزلة". وقال القليوبى: "الصورة تاريخيا كانت تحمل وجهة نظر صانعيها والآن انتهى عصر احتكار الصورة مع الثورات عن طريق الكاميرات الديجيتال والهواتف المحمولة، الشعب سيطر على التحرير وتجمع فيه مليون فرد ولم يتركوا مكانهم وهذه قوة كبيرة اكتشفها المصريون فى انفسهم، وكل الشعب نزل للميدان بالكاميرات وكذلك وكالات الانباء والمراسلين الاجانب والتواجد فى الميدان يعطى فرصة للتأمل". وعن تغطية التلفزيون المصرى للأحداث قال القليوبى: "الغباء البيروقراطى هو السبب فى هذه التغطية الهزيلة فالبث الاعلامى للحدث من التلفزيون المصرى كان عن طريق كاميرات مثبتة فوق مبنى التلفزيون ولذلك ظهرت المنطقة خالية، ومن ابرز الاشياء الدور الذى لعبته قناة الجزيرة فى تغطية الاحداث نظرا لخبرتهم السابقة فى تغطية احداث العراق وافغانستان، وتم عمل حوالى 30 فيلم عن ثورة يناير ،وقناة البى بى سى قدمت فيلم تحت عنوان "الثورة الضاحكة" تتضمن النكات التى اطلقت على الثورة واللافتات الساخرة ، والتلفزيون المصرى عمل فيلم واحد اسمه ميدان التحرير وبعد ان نزل على اليوتويب حذف لانه ضد النظام ،وفى مفارقة غريبة كان اول فيلم تتضمن مشاهد من ثورة يوليو هو "عفريت عم عبده" وكان يصور ثم قامت الثورة او الحركة المباركة - كما كانوا يسمونها- فأدخلوها فى سياق الفيلم، ونفس الشئ حدث فى فيلم "صرخة نملة" اول فيلم عن ثورة يناير وكان اسمه "الحقنا ياريس" وقامت الثورة اثناء تصويره فادخلوها فى سياق الفيلم ايضا، ثم توالت الافلام التى تناولت الثورة مثل فيلم يسرى نصر الله "بعد الموقعة" ومجموعة من الافلام الاجنبية التى تحدثت عن الثورة الميدان و"الطيب والشرس والسياسى" ، "الشارع هنا" و"انا والاجندة" لنيفين شابى و"برد يناير" للمخرج رومانى سعد ، واذا كانت الثورة ادت لاكتشاف المصريين لانفسهم ادت كذلك الى رؤية السينما غير التقليدية واصبح الشعب كله يتحدث فى السياسة وولد شعب جديد واصبح مشاركا اساسيا فى الحكم" .