القاهرة: يصل الى القاهرة اليوم الاثنين السفير الإسرائيلي الجديد يتسحاق لفانون حيث سيبدأ أداء مهام منصبه الجديد خلفًا للسفير السابق شالوم كوهين الذي قضى السنوات الخمسة الماضية في هذا المنصب. وذكرت الإذاعة الإسرائيلية أن ليفانون سيبقدم لدى وصوله القاهرة أوراق اعتماده إلى وزارة الخارجية المصرية. وذكرت صحيفة "الشروق" المستقلة أن إسرائيل رشحت في البداية شاؤول كاميسا المحسوب على تيار اليمين المتطرف. وقد اعترضت مصر عليه ودخلت فى مشاورات مع تل أبيب لإقناعها للعدول عن تعيين كاميسا انتهت بامتثال حكومة تل أبيب لرأى القاهرة في النهاية. الجدير بالذكر ان تطبيع العلاقات الدبلوماسية بين مصر وإسرائيل بدأ بعد توقيع البلدين على اتفاقية كامب ديفيد عام 1979. والسفير الإسرائيلي الجديد في مصر (65 سنة) هو نجل الجاسوسة الاسرائيلية السابقة في لبنان شولا كوهين الملقبة ب"لؤلؤة الموساد"، ديبلوماسي يتقن العربية ومستشرق. وولد ليفانون في لبنان، وهو متزوج وله ابناء، كان في السابق سفيراً لدى الاممالمتحدة في جنيف، وقنصلاً عاماً في بوسطن ومونتريال، وهو يتولى حالياً المدير العام لقسم الاعلام العربي في وزارة الخارجية الاسرائيلية. ووالدته شولا كوهين-كيشيك التي تبلغ حاليا 92 عاما من العمر، حكم عليها بالاعدام بيد السلطات اللبنانية عام 1961 بتهمة التجسس طوال 14 عاما لمصلحة اسرائيل. واستأنفت الجاسوسة السابقة الحكم فخفف حكمها الى السجن الى ان افرج عنها في صفقة لتبادل الاسرى بعد الحرب العربية الاسرائيلية في حزيران/يونيو 1967. وتقطن في القدسالمحتلة وتم تكريمها رسميا قبل عامين لمساهمتها في "امن الدولة العبرية". وكانت لجنة التعيينات العليا في وزارة الخارجية الإسرائيلية قررت في 22 نوفمبر/تشرين الثاني تعيين الدبلوماسي يتسحاق ليفانون سفيرا جديدا لتل أبيب لدى مصر خلفا للسفير السابق شالوم كوهين. وقد غادر السفير السابق شالوم كوهين العاصمة المصرية مكبلا ب"مرارة" رفض مصر التطبيع الثقافي رغم التقارب الأمني والسياسي. ويقول كوهين إنه يعتبر تعميق العلاقات السياسية بين العدوين السابقين أفضل ذكرياته في مصر، لكن المصدر الرئيس لإحباطه يظل اعتراض مصر المستمر على التطبيع الثقافي. وكان كوهين قد شن هجوما شديدا على مصر والصحافة المصرية مطلع الشهر الماضي واعتبر أن مصر تتصرف مثل أعداء إسرائيل. ونقلت صحيفة "معاريف" الإسرائيلية عن كوهين قوله خلال اجتماع سفراء إسرائيل في القدسالمحتلة مطلع شهر يناير/كانون الثاني قوله: "إن مصر تتصرف مثل عدو تماما واحتج أمام رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو على التساهل الإسرائيلي تجاه مصر وعدم الرد على التحريض ضد إسرائيل في الإعلام المصري". وتقول مصادر صحفية إن ليفانون يبدو أكثر ميلا لوجهة نظر الرئيس المصري حسني مبارك في إحلال السلام الدائم في المنطقة، وإنهاء الصراع العربي الإسرائيلي بشكل نهائي، حيث لا يميل إلى الرؤى والحلول المؤقتة لحل قضية السلام في الشرق الأوسط، لكنه يصر على أن تكون القدس العاصمة الموحدة والأبدية لإسرائيل، كما أن وجهة نظره في قضية الاستيطان اقرب إلى رؤية القاهرة، حيث يعارض ليفنون بقوة سياسة الاستيطان في الأراضي الفلسطينية المحتلة ويراها مضرة بعملية السلام. كما يرى ضرورة إرجاء القدس واللاجئين و الحدود في المرحلة الأخيرة من المفاوضات بين الجانبين.