الشباب والعوامل الاقتصادية تميل الدفة نحو الرئيس المناسب كتب- محمد منصور فى الساعات الأخيرة من اليوم يظهر الرئيس الجديد لأمريكا وقد حمل فى حقيبته منذ بدء المنافسة على كرسي الرئاسة ملامح كثيرة لسياساته التى داعب بها المجتمع الأمريكي على رأسها البطالة والنمو الاقتصادى، ولعل الأطروحات التى قدمها كل من باراك أوباما ومنافسه رومنى أبرز دليل على استمالة الناخبين قبل إعلان النتيجة. ففى الوقت الذى كشف فيه تقرير حديث حول البطالة في الولاياتالمتحدة أن نسبة العاطلين عن العمل بلغت 7.9 في المائة في الشهر الماضي، مع خلق فرص عمل بلغت حدا غير متوقع. وكان معدل البطالة قد هبط في شهر سبتمبر إلى 7.8 في المائة، وهو أقل من معدل ال 8 في المائة الذي استمر سنوات عدة. واشار تقرير وزارة العمل الأمريكية الصادر الجمعة إلى أن سياسات أوباما خلقت 171 ألف وظيفة في الشهر الماضي ، مقارنة ب 178 ألف وظيفة شهريا منذ شهر يوليو/ تموز الماضي. وتزامن صدور التقرير مع محاولات أخيرة من جانب مرشحي الرئاسة ، الرئيس الحالي الديمقراطي باراك أوباما، ومنافسه الجمهوري ميت رومني استمالة الناخبين للتصويت لهما. والتقرير الشهري الجديد هو رقم 46 بشأن الوظائف منذ تولي أوباما الرئاسة رسميا في شهر يناير/كانون الثاني عام 2009. وتأتي نتائج تقرير شهر أكتوبر قبل أيام من انتخابات الرئاسة الأمريكية في السادس من الشهر الحالي. ويعد الاقتصاد أهم قضايا الانتخابات الرئاسية ال 57. واعتبر خبراء اقتصاديون نتائج التقرير الجديد أفضل كثيرا مما كان متوقعا، ما قد يعني انها سوف تعزز موقف أوباما في الانتخابات. وأشاروا إلى أنها قد تكون مؤشرا إيجابيا على أن سياسات اوباما الاقتصادية تسير في الاتجاه الصحيح. غير أنهم أشاروا إلى انها ليس قوية لدرجة تجعل لها تأثيرا في سير الانتخابات، التي تشير استطلاعات الرأي إلى تقارب كبير للغاية بين موقفي أوباما ورومني فيها. ولم يصدر تعليق فوري من حملة ميت رومني على تقرير البطالة الجديد. وفيما وصف بأنه آخر رسالة انتخابية قبل التصويت يوم الثلاثاء القادم ، اعترف أوباما بأن الاهداف التي وعد في حملته الانتخابية في عام 2008 بتحقيقها لو فاز بالرئاسة لم تتحقق. غير أنه قال الجمعة، في الرسالة التي كتبت خصيصا لموقع سي إن إن الإخباري: لم نصل إلى الهدف بعد غير أننا حققنا تقدما حقيقيا . وأرجع ذلك إلى الحربين في العراق وأفغانستان و الازمة الاقتصادية التي وصفها بانها الأسوأ منذ الكساد العظيم في الثلاثينيات من القرن الماضي. واعتبر أوباما أن من بين انجازاته انهاء الحرب في العراق وقتل أسامة بن لادن ، زعيم تنظيم القاعدة. وعلى المستوى الداخلي، قال أوباما اقتصادنا خلق أكثر من 5 ملايين وظيفة جديدة في العامين ونصف العام الأخيرين . وفي عرض لرؤيته لأمريكا في السنوات الأربع القادمة ، قال أوباما إن هذا وقت انهاء ما قال إنه بدأه خلال السنوات الماضية. ولخص هذه الأهداف بأنها تعليم أولادنا ، وتدريب عمالنا ، وخلق وظائف جديدة وطاقة جديدة ، وإيجاد فرص جديدة . وقال أوباما يوم الثلاثاء سيكون على الأمريكيين الاختيار بين رؤيتين مختلفتين اختلافا جذريا في سبيل تقوية أمريكا، وانتقد أوباما سياسات رومني المتعلقة بالدفاع. وقال طالما أنا قائد للجيش ، سوف نلاحق اعداءنا بأقوى جيش في العالم. غير أن هذا هو وقت استخدام توفير الاموال الذي حققناه من انهاء الحرب في العراق وأفغانستان في سداد ديوننا واعادة بناء أمريكا وطرقنا وجسورنا ومدارسنا . من ناحيته ، قال المرشح الجمهوري ميت رومني إن الولاياتالمتحدة لم تعد بالنسبة لكثير من الأمريكيين أرض الفرص. وفي رسالة بشأن رؤيته لأمريكا نشرها ايضا موقع شبكة سي إن إن في التوقيت ذاته، قال رومني إن الأمريكيين غرقوا في وحل تراجع اقتصادي خلف أدى إلى فقد ملايين الأمريكيين وظائفهم . فيما وعد رمني الأمريكيين بخطة للنهوض بالاقتصاد من شأنها أن تخلق ، كما قال ، 12 مليون فرصة عمل خلال السنوات الأربع المقبلة لو فاز بالرئاسة. وتشمل الخطة التركيز على المشروعات الصغيرة، التي اعتبرها المرشح الجمهوري، أكبر محرك لخلق الوظائف في البلاد، ووعد رومني بالعمل من الحزب الديمقراطي لتحقيق الاهداف الاقتصادية المرجوة. وقال لقد تعلمت انه عندما نتكاتف سويا لحل المشكلات بروح عملية ، فإننا نستطيع تحقيق المعجزات . واعتبر رومني أفكاره بانها تقدم تغييرا وخيارا حقيقيا ، لعهد أوباما الديمقراطي. وانتقدت رسالة رومني سياسات أوباما في المجال العسكري، واعدا بتعزيز قوة أمريكا العسكرية لمواجهة أي خصوم محتملين. وقال كقائد للقوات المسلحة ، سوف أوقف التخفيضات العميقة والتعسفية التي فرضها الرئيس (أوباما) بالنسبة لجيشنا . وأضاف اعتقادي الدائم هو أن الغرض الأول من وراء وجود جيش قوي هو منع الحرب . واعتبر رومني أن منع الحرب هو مصلحة قومية عليا ، مؤكدا أنه لو فاز بالرئاسة ، فإن سوف يضمن أن يكون جيشنا من القوة بحيث لا يجرؤ أي خصم على تحدينا . وقال الدكتور سعيد صادق، أستاذ علم الاجتماع السياسي بالجامعة الأمريكية، أن هناك 50 ولاية ولكل ولاية وزن انتخابي أولهم كاليفورنيا وتقسم الأصوات إلى 500 صوت على 50 ولاية ولكى يفوز الرئيس يجب أن يحصل على 270 صوتًا وكاليفونيا وحدها تزن حوالي 80 صوتًا مضيفا أن المرأة بالولاياتالمتحدة تعد الأكثر تصويتًا بالولاياتالمتحدة. أشار إلى أن قوة المرشح رومنى تكمن فى الجانب الاقتصادي وهى نفسها نقطة ضعف الرئيس أوباما، منوها أن قوة أوباما فى الساحل الشرقي والغربي ورومنى فى الوسط والجنوب، وبعد الإعصار فإن بعض الولايات في الساحل الشرقي التي أصيبت بالإعصار من الممكن أن يصعب عليها ان تحضر إلى مراكز التصويت. أضاف مساء أمس خلال حواره لبرنامج الشعب يريد على قناة "التحرير" أن متوسط الحضور لمراكز التصويت قد بلغ 60% منذ عام 1995 رغم أنها فى الثمانينات من القرن العشرين كانت تصل إلى 80%، وان الرأي العام الأمريكي فى أواخر الخمسينات كان الاستطلاع يخرج بنسبة 30% فقط للموافقين على تولى المرأة والأقليات، أما الآن فاختلف الوضع كثيرًا. فالحزب الجمهورى والديمقراطى بأمريكا جميعها تنتمى إلى نخب سياسية واقتصادية وكيانات ومؤسسات عملاقة لتغطية كافة التكاليف، وهناك كل ناخب يدعم مرشحه مادية وقد اوصلها القانون إلى مليار جنيه حد أقصى للتبرع وأغلب المرشحين من الطبقة الثرية. واستطرد قائلا، إن الشعب الامريكى دائمًا ما يعطى رئيسه فرصة أخرى إلا أن الأمر الوحيد الذي يضعف موقف اوباما هو الركود الاقتصادي، وخاصة أن الشباب هم العنصر الأكثر دعمًا لأوباما إلا أنه لم يحسن أوضاعهم كثيرًا واهتم أكثر بإصلاح الشئون الخارجية.