تباينت آراء المسئولين العراقيين حول إسناد الحكومة المركزية مهام الملف الأمني في المدن لقيادات العمليات العسكرية، واصفين إياها بأنها خطوة لتجريدهم من صلاحياتهم في إدارتها، فيما رأى مسئولون في محافظات أخرى أن قيادة العمليات العسكرية أسهمت في بسط الاستقرار والأمن في مناطقهم. ففي نينوى، رأى المحافظ أثيل النجيفي، حسبما أفاد راديو "سوا" الأمريكي اليوم الخميس، أن معالجة الوضع الأمني بطريقة عسكرية من خلال تشكيل قيادات العمليات، أربكت عملية اتخاذ القرارات الأمنية في بعض المدن، وهو ما قاد إلى استمرار التوتر فيها.
وأضاف النجيفي "إن تشكيل القيادات العسكرية لا يقتصر على كونه يمثل حالة عدم ثقة بالقيادات المحلية بل يتعداه ليشكل حالة عدم ثقة باستثناء شخص واحد فقط".
وتابع قائلا "هذه محاولة لجمع كل الأمور بيد جهة واحدة فقط وبمكتب واحد يتحكم بالملف الأمني العراقي كله وأنا باعتقادي هذه الطريقة لا تخدم".
وفي سياق متصل، قال نائب محافظ محافظة صلاح الدين، أحمد عبد الكريم أن هذا الإجراء هو محاولة لمصادرة صلاحيات وتقييد الحكومات المحلية، مما يسبب أزمة في المحافظات التي فيها قيادات عمليات، وذلك لتجاوز تلك القيادات الصلاحيات القانونية للمحافظين، الأمر الذي قال "إنه سيسبب إرباكا".
وفي المقابل، قال اللواء رشيد فليح قائد عمليات سامراء التي تتولى المهام الأمنية في قضاء سامراء والمناطق القريبة منها، إن قيادات العمليات لعبت دورا مهما في دعم الأجهزة الأمنية، مضيفا أن "الفضل يعود لها في بسط الأمن في أعقاب هروب عدد كبير من نزلاء سجن التسفيرات في تكريت نهاية شهر سبتمبر الماضي".
ومن جهته، قال المتحدث باسم حكومة الأنبار غرب العراق محمد فتحي، "أن هناك تنسيقا بين قيادة عمليات الأنبار والحكومة المحلية من اجل تنفيذ أوامر القبض الصادر من القضاء من قبل قيادة العمليات والشرطة تكون بعلم المحافظ".
كما أكد رئيس اللجنة الأمنية في محافظة ديالى، مثنى التميمي، أهمية الدور الذي لعبته قيادات العمليات في المحافظة من خلال إحباطها هجمات عدة لتنظيم القاعدة.
وكان رئيس الوزراء نوري المالكي قد عكف على تشكيل قيادات العمليات العسكرية على مراحل بالتزامن مع تكثيف القوات الأميركية جهودها لاحتواء آثار الحرب الطائفية التي تصاعدت حدتها بعد تفجير مرقدي الإمامين العسكريين في سامراء في فبراير عام 2006. مواد متعلقة: 1. كتلة المواطن العراقية تطالب بدعم دعوة الرئيس لحل الأزمة 2. إجراءات أمنية مشددة في"الكوت" العراقية 3. تنظيم القاعدة في العراق يتبنى هجمات عيد الأضحى