شهد العراق يوما داميا جديدا اليوم الأربعاء حيث بدا المتمردون ومسلحو تنظيم القاعدة يسعون إلى استعراض عضلاتهم من جديد ، وأسفرت التفجيرات الانتحارية بالسيارات الملغومة والعبوات الناسفة عن مقتل ما لا يقل عن 60 شخصا وإصابة المئات في عدة محافظات عراقية استهدف غالبيتها قوات الشرطة والأمن بالتزامن مع جمود الوضع السياسي وفشل جهود تشكيل الحكومة العراقية الجديدة وقرب حلول موعد انسحاب القوات الأمريكية القتالية من البلاد الأسبوع المقبل مع بقاء أقل من 50 ألف جندي في مهمة تدريب قوات الجيش والشرطة العراقيين. وامتد نطاق العنف ليشمل بغداد وأحيائها وينتقل إلى محافظات الجنوب التي غالبا ما تنعم بهدوء نسبي ثم طال بعض محافظات الشمال، ووقعت أشد الهجمات دموية في تفجير انتحاري بسيارة ملغومة استهدفت مركزا للشرطة في حي القاهرة شمال بغداد ، مما أدى إلى سقوط 15 قتيلا وإصابة 58 آخرين، وقالت مصادر أمنية إن 8 من القتلى و16 من الجرحى من الشرطة كما لحقت أضرار بالغة بواجهة المركز وعدد من الوحدات السكنية المجاورة. وفي هجوم دموي آخر، قتل 26 شخصا وأصيب 90 آخرون غالبيتهم من قوات الشرطة في مدينة الكوت إثر انفجار سيارة ملغومة قرب مبنى محافظة واسط ومركز للشرطة،وتعمل قوات الدفاع المدني على انتشال الجثث من تحت أنقاض مبنى مركز الشرطة المدمر مع توقعات بارتفاع عدد الضحايا. وقتل شخصان وأصيب 7 آخرون وسط بغداد نتيجة انفجار سيارة ملغومة، كما قتل 2 من عناصر الشرطة في هجوم مسلح استهدف حاجز تفتيش في حي العامل جنوب بغداد. ولقيت امرأة حتفهما وجرح 18 آخرون جراء انفجار سيارة مفخخة في مدينة بعقوبة مركز محافظة ديالى شمال شرق بغداد، وقتل 3 مدنيين و2 من الشرطة وجرح 4 آخرون في انفجار سيارة ملغومة في شارع مكتظ بالسكان في مدينة الرمادي كبرى مدن محافظة الأنبار، كما لقى مسلحان مصرعهما كانا يحاولان تلغيم سيارة بالمتفجرات في حي الأندلس وأدى الانفجار إلى إصابة 4 مدنيين، وأصيب 5 أشخاص في انفجار 4 عبوات ناسفة زرعت أمام منازل للشرطة جنوبالمدينة ،وأصيب عضو المجلس البلدي لمدينة الفلوجة خلدون فليح و2 من أفراد عائلته إثر انفجار عبوة ناسفة في سيارته، كما قتل طفلان وأصيبت والدتهما نتيجة انفجار عبوة ناسفة كانت تستهدف دورية للشرطة وسط الفلوجة. وفي المقدادية شمال شرق بغداد ، قتل 3 أشخاص بينهم سيدة وأصيب 13 بينهم 5من من الشرطة في انفجار سيارة ملغومة قرب مقر الشرطة ، وانفجرت سيارة أخرى لدى وصول قوة من الجيش مما أدى إلى إصابة 6 جنود. وفي جنوب البلاد، أعلن كريم مهدي المتحدث باسم دائرة صحة كربلاء مقتل 7 أشخاص وإصابة و35 آخرين غالبيتهم من عناصر الشرطة في انفجار بسيارة ملغومة استهدف مركزا للشرطة في حي النصر، مشيرا إلى أن الانفجار ألحق أضرارا بعدد من المحال التجارية، كما أصيب 29 من قوات الشرطة والمدنيين في انفجار سيارة ملغومة في المنطقة ، وجرح 4 أشخاص في انفجار سيارة ملغومة قرب موقف سيارات في مدينة البصرة. وفي شمال العراق، قتل مدني وأصيب 9 آخرون في انفجار سيارة ملغومة كانت متوقفة على جانب الطريق في مدينة كركوك شمال بغداد، ونجا مسؤول أمني كبير من محاولة اغتيال في سامراء بينما أصيب مسؤول في شرطة صلاح الدين و2 من مرافقيه في انفجار عبوة ناسفة وجرح 2 من رجال الشرطة في انفجار عبوة أخرى في تكريت مركز محافظة صلاح الدين، وقتل 6 أشخاص على الأقل بينهم شرطيان وقائد في قوات الصحوة في هجمات في بغداد وبعقوبة وكركوك أمس. وبالتزامن مع الهجمات الدامية كشف متحدث عسكري عراقي عن وصول عدد من الطائرات تعد الأفضل في العالم في حرب الشوارع، موضحا أن «تلك الطائرات لها قدرة على الطيران في الأماكن المبنية والمدن». وتعكس الهجمات التي استهدفت في غالبيتها مراكز للشرطة وقوات الأمن الوليدة لزعزعة ثقة العراقيين في قوات الأمن والتأكيد على عدم قدرتها على مواجهة العنف المتنامي وسعي تنظيم القاعدة في بلاد الرافدين إلى السيطرة على الأوضاع وبسط هيمنته بعد انسحاب غالبية القوات الأمريكية القتالية. وقالت صحيفة «نيويورك تايمز» الأمريكية، اليوم: إن انخفاض عدد القوات الأمريكية يتزامن مع عدم استقرار العراق حيث يتصاعد الإحباط العام لسوء الخدمات العامة وانقطاع الكهرباء وعدم قدرة قادة البلاد تشكيل حكومة بعد مرور أكثر من 5 أشهر على انتخابات مارس الماضي. وكان قائد القوات الأمريكية فى العراق ريموند اوديرنو أكد قدرة قوات الأمن العراقية على حماية أبار النفط في البلاد واستبعد قيام الجيش العراقي بانقلاب عسكري، بينما أشاد مستشار الرئيس الأمريكي لشئون مكافحة الإرهاب جون برينان أمريكي بتخفيض حجم القوات الأمريكية، ووصفها «الإنجاز المتميز».
