طرابلس: كشفت تقارير غربية أن العقيد الليبي المختفي معمر القذافي حاول إنقاذ نظامه من خلال الضغط لوقف عمليات القصف التي يشنها حلف شمال الأطلسي "الناتو" على ليبيا. وأشارت التقارير إلي استغلاله لحملات معينة للتأثير على الرأي العام الأمريكي والعالمي ضد أي هجوم يستهدف بلاده. وأعلنت صحيفة "الجارديان" البريطانية عن امتلاكها لوثائق سرية حول محاولات الحكومة الليبية خلال الأشهر الأخيرة للتأثير على الرأي العام الأمريكي والعالمي، حيث أجرت اتصالات مع صانعي الرأي العام الدوليين بدءا من الرئيس الأمريكي باراك أوباما فمن دونه. وجاء في هذه الوثائق محاولة نظام القذافي إقناع عضو الكونغرس الديمقراطي دينيس كوسينيتش الذي صوت ضد التدخل العسكري لحلف "الناتو" في ليبيا وعارض حرب العراق، بزيارة طرابلس كجزء من مهمة سلام علي نفقة ليبيا. ففي 22 يونيو/ حزيران، كشفت "الجارديان" عن تلقي رئيس الوزراء الليبي البغدادي علي المحمودي خطابا من سفيان عميش الناشط في مجال حملات الضغط والعلاقات العامة المقيم في الولاياتالمتحدة، والذي عبر فيه عن تخوف كوسينيتش من تعرض حياته للخطر أثناء تواجده في طرابلس. وبحسب الصحيفة، فإن الخطة تم وضعها علي أساس أن يقابل كوسينيتش مسؤولين ليبيين رفيعي المستوى ومن بينهم القذافي، لكنه فضل زيارة سوريا بدلا من ليبيا. وفي هذا الإطار، لم ينفي عضو الكونجرس الأمريكي تلقيه هذه الدعوة، لكنه رفضها على الفور مدفوعا بمخاوف أمنية بسبب قصف حلف "الناتو" المستمر. وفي إطار حلقات الكشف عن مساعي نظام القذافي، كتب رئيس الوزراء الليبي في يوم 23 يونيو/ حزيران خطابا متملقا لأوباما بصورة مفاجئة، والذي شكا فيه من مصادرة واشنطن لأصول النظام الليبي لإرضاء الثوار. وجاءت محاولة الضغط على المستوى العالمي من قبل نظام القذافي نتيجة زيادة اعتقاد النظام المصاب ب"جنون الارتياب" أن الولاياتالمتحدة تخطط لغزو ليبيا. وحذر عميش من جانبه من أن قرار مجلس الشيوخ الأمريكي بمد التدخل الأمريكي في ليبيا لعام آخر يمهد الطريق لهجوم أرضي. وفي خطابه إلي البغدادي، كشف عميش عن وجود مخطط عسكري لوجستي سري لشن هجوم أرضي في نهاية سبتمبر/ أيلول أو أكتوبر/ تشرين الأول كم هذا العام في ليبيا. وفي رسالة أخرى، حث عميش البغدادي على عدم التواصل عبر "الجيميل" والبحث عن حساب بريد إلكتروني خاص آمن. وذكرت الصحيفة أن من بين الأوراق أيضا نسخة من رسالة كتبها السيناتور الأمركي جون ماكين إلى محمود جبريل رئيس المجلس التنفيذي للمجلس الوطني الانتقالي التي تم اعتراضها من قبل النظام. وحث ماكين عبر رسالته جبريل على وقف الانتهاكات بحق الأفراد التي يقوم بها الثوار في أعقاب تقارير عن أعمال انتقامية، والتي تشمل النهب وحرق المنازل ضد مؤيدي الحكومة. وتتضمن الوثائق بعض التفاصيل عن النزاع داخل النظام الليبي، والتي كشف أحدها عن شكوي البغدادي من تصريحات موسى إبراهيم المتحدث باسم القذافي عن المفاوضات الأمريكية الليبية في يونيو/ حزيران دون استشارته. وأفادت الصحيفة أيضا بأن القذافي بعث بخطاب إلي الكونغرس ومجلس الشيوخ حيث عبر فيه عن غضبه من مشاركة الولاياتالمتحدة في العدوان على ليبيا، ملقيا باللائمة علي فرنسا.