ثمة حملات متعمدة تمارسها وسائل إعلام داخلية لها إرتباطاتها بالخارج، وتروج لها وسائل إعلام خارجية، تلك الحملات تحاول أن تظهرنا كشعب مصري بأننا جائعون جنسياً، ويكاد رجالنا يفترسون نسائنا بالشوارع ويتخطفوهن من فرط جوعهم الجنسي، إلى الدرجة التي يتصور فيها من يعيش خارج مصر سواء كان أجنبي أم مواطن مصري، أن في وطننا رجال يتخطفن النساء من الشوارع ومن منازلهن، وهذا ليس صحيح بالطبع، فالظاهرة أقل بكثير تفشيها بمصر عن دول مثل الولاياتالمتحدة وأوروبا والتي تحدث فيها عمليات إغتصاب علي مدار الساعة والتحرش فيها يتم بصورة علانية. ويحلو لوسائل الإعلام أن تفتعل عمليات تحرش في الأعياد لأظهار الرجال المسلمين تحديداً في أعيادهم الدينية يتحرشون بالنساء، وهذه ما هي إلا محاولات للطعن في «العقيدة الإسلامية»، وعلى سبيل المثال ما رصدته «وزارة الداخلية» من عمليات تحرش أول يوم العيد لا تتجاوز ال 15 حالة، ومرتكبيها صبية صغار مراهقين، وكانت عبارة عن معاكسة بنات بالشوارع، أي أن عمليات التحرش تكاد لا تذكر ومحدودة للغاية وأحيانا تكون مفتعلة لزوم تشويه صورة مصر.
إن جريمة «التحرش» بالسيدات جريمة غير إخلاقية وبشعة ولا تتفق تماماً مع أدياننا وعاداتنا وتقالينا وتراثنا الشرقي كعرب ومسلمين، ولذلك فأن قوات الشرطة بذلت مجهودات ملفتة للإنتباه في هذا العيد للقضاء علي تلك المحاولات الفردية التي يمارسها المتحرشون، وأنضمت إليها مجموعات من شباب الثورة إدراكاً منها لخطورة تلك الظاهرة علي مصر وعلي حقوق الإنسان، وبالفعل لعب هؤلاء الشباب دوراً مؤثرا ً في تتبع تلك الحالات الفردية التي يمارسها المتحرشون.
إن شبكة الإعلام العربية -« محيط» - إذ تُدين تلك الظاهرة الفردية، وتطالب الشرطة بتكثيف الجهود لجعل العناصر التي أدمنت عمليات التحرش عبرة أمام الآخرين، والعمل علي إجتثاث ظواهر التحرش الفردية تماماً من وطننا لما تمثله من إساءة بالغة لديننا وقيمنا وتقاليدنا وعاداتنا.