يعد عيد الأضحى المبارك من أهم المناسبات التي تسعى الأمة الإسلامية بشكل عام، والشعب المصري على وجه الخصوص، لإحيائها من خلال إتباع السنة النبوية بذبح الأضاحي، في يوم ينتظره الفقراء من العام إلى العام. ومع ارتفاع أسعار اللحوم وتفاقم مشكلة الزحام في القاهرة أصبح أسلوب الذبح التقليدي مكلف من الناحية الاقتصادية وغير عملي أو غير صحي وسط الفوضى الحضرية في العاصمة المصرية.
لذا لجأ معظم المصريين إلى الإفادة من لحوم الأضاحي من خلال بعض المؤسسات الخيرية غير الحكومية التي يأتي على رأسها بنك الطعام المصري وهو منظمة لا تهدف إلى الربح على مدى السنوات السبع المنصرمة لتمثيلهم في شراء صك أضحية نيابة عنهم وذبحها وتوزيع لحمها على المستحقين.
وفي أعقاب سقوط نظام الرئيس المخلوع محمد حسني مبارك تدهورت الحالة الاقتصادية للشعب المصري بشكل لافت، نظرا لما تعانيه الساحة المصرية من اضطرابات سياسية ، واقتصادية، فضلا عن مخاطر إقليمية تحيط بالدولة المصرية من أكثر من جانب خلال المرحلة الأخيرة، ومع ذلك سجل بنك الطعام زيادة في أعداد المقبلين على شراء صكوك الأضاحي.
ومن جانبه أشاد أحد مشتري صكوك الأضحية -خلال لقائه بتليفزيون رويترز وهو يوقع عقد الشراء- ، بالدور الملموس لبنك الطعام المصري في هذه العملية،مشيرا إلى أن هناك صعوبة يواجهها المواطن العادي عند تفكيره في شراء الأضحية بنفسه، لعدم قدرته على توفير مكان مناسب لها، أو التأكد من سلامتها من الأمراض، وحتى لا يعرف كثيرون كيفية ذبحها، مؤكدا أن الصك هو الحل، خاصة وأن هذا الحل ليس ببدعة، وقد اتبعته المملكة العربية السعودية منذ سنوات.
ويوضح بنك الطعام أن عدد مشتري صكوك الأضحية زادت نسبة الإقبال عليها من نحو 30 ألفا في السنوات الأولى للعملية إلى ما يزيد على مليون العام الجاري.
وفي مقر بنك الطعام المصري بالقاهرة قال معز الشهدي رئيس بنك الطعام ان التغيرات السكانية في البلاد والحقائق المالية تجعل من الأسلوب الجديد إلزاميا تقريبا.
ومن جانبه أوضح معز الشهدي أحد مسئولي بنك الطعام أنه قبل ظهور فكرة الصكوك، كانت الشوارع المصرية تعيش في بحور من الدماء والمخلفات خلال أيام عيد الأضحى المبارك، ولم يعد هذا الأمر محتملا خلال السنوات الأخيرة، خاصة مع زيادة ازدحام، والمحاولات المستمرة للحفاظ على البيئة، لهذا عندما ظهرت فكرة الصكوك لاقت رواجا بين المواطنين. لافتا إلى أن بنك الطعام يتميز بأنه يمتلك مزارعه الخاصة لتربية العجول والماشية ، مما يجعله قادرا على طرح الصكوك بأرخص الأسعار، مشيرا إلى أنه يحقق ربحا طوال العام نتيجة لشراكة البنك في بعض مزارع تسمين الخراف والعجول، وهو ما يساعده على طرح الصكوك بأسعار رخيصة للغاية، أملا في الحصول على الثواب والأجر من الله سبحانه وتعالى، من خلال مساعدة الفقراء والمحتاجين, مؤكدا أن جميع المواشي تذبح طبقا للشريعة الإسلامية.
ويقول الشيخ مجدي محمد عاشور المستشار الأكاديمي لمفتي الديار المصرية انه على الرغم من أن الأصل هو نحر الشخص لأضحيته بنفسه فان شراء صكوك الأضاحي من بنك الطعام المصري حل مقبول وعملي.
وأضاف الشيخ عاشور لتلفزيون رويترز "هذا إذا لم يتوفر المكان. لم يتوفر الذبح. ماذا نفعل؟. هناك كينونة جديدة جاءت تقول أعطيكم هذا الصك وتشترون هذه الأضحية مني وأنا أذبحها لكم وأوزعها توزيعا كما جاءت به الشريعة الإسلامية. فهو بمثابة الوكيل. أنا أوكل هذا ليشتري لي عقارا.. فأنا أوكل هذا ليذبح الأضحية لي ويوزعها على سنة رسول الله صلى الله عليه وسلم."
وبالنسبة للعدد المتنامي من الأسر المصرية التي تكافح لتنفيذ الشرع ونحر الأضاحي يقدم بنك الطعام المصري وسيلة آمنة ومعقولة ودينية لتحقيق مطالبها. ويوفر بذات الوسيلة أيضا الطعام اللازم لبعض الفقراء المصريين والمحتاجين أثناء عيد الأضحى. مواد متعلقة: 1. بيطري أسيوط :ارتفاع حالات نفوق المواشي بسبب الحمى القلاعيه 2. "رأس البر" تشتكي "المواشي" بعد أن هجرها المصطافون 3. موظف يشترى مواشي ب «أموال مزورة»