أوضح المستشار هشام البسطويسي المرشح الرئاسي السابق ونائب رئيس محكمة النقض الأسبق أن الشعب المصري لم يشعر بأثر الثورة‘ وذلك نظراً لأن حياته كما هي لم تتغير.. بل تتعقد أكثر، ونسب الفقر تزداد، لذا كان من الأولى أن تتوحد كافة القوى السياسية لمحاولة البحث عن سبل الخروج من الأزمات الإقتصادية التي يعاني منها الفقراء، بدلا من الاختلاف حول «الدستور» أو غيره فالمواطن البسيط لا يهمه كل هذا بل إن ما يهمه هو لقمة العيش. وأضاف خلال مقابلة تليفزيونية مع قناة «CBC» أن النظام الحاكم لن ينجح حتى لو بقي 10سنوات في الحكم ، إذا كان يعمل منفرداً، فمصر لا يستطيع فصيل سياسي بمفرده أن يتحمل مسئوليتها، وأن علينا أن نتفق على فترة انتقالية مدتها 3 سنوات أو 4 يشارك خلالها كل القوى والفصائل السياسية والوطنية في حل مشاكل مصر الكبيرة والكثيرة، فهذا ليس وقت الخلاف حول الدستور أو مرجعيات لكل فصيل سياسي.. بل يجب أن يتم تنحية كل هذا ليتم الإتفاق على تحقيق أهداف الثورة الأساسية، وتؤجل أي مسألة خلافية للأوقات اللاحقة.
ولفت البسطويسي أن الوضع ينذر بخطر شديد للغاية في ظل معاناة الشعب ويأسه من حدوث الإصلاح، متسائلا لماذا نكتب الدستور الآن؟، فنحن عانينا ل 30عاما من النظام الديكتاتوري المتسلط والفساد، ولذلك فكل الموجودين يتسمون بقدر من التطرف خوفا من عودة هذا النظام، مشيرا إلى أن المجتمع المصري والقوى السياسية المختلفة تحتاج إلى ما يشبه الاستشفاء لمدة 3 أو 4 سنوات ، لذا فلا داعي للدستور حاليا.
ووضع روشتة لعلاج الأوضاع في مصر قائلا: أننا نحتاج إلى دستور مؤقت تتم كتابته بالتوافق ويستبعد منه كل أوجه الخلاف، ثم ننتخب برلمانا مؤقت يبقى لدورة واحدة، وتعمل كافة القوى لتحقيق أهداف الثورة، وإعادة بناء مؤسسات الدولة بشكل ديمقراطي، والاستشفاء من المشاكل التي نعاني منها، وبعد عبورنا للمرحلة الإنتقالية يمكننا أن نختلف فحينها لن يؤثر علينا الاختلاف لأن حالة الاستقطاب سوف تكون قد انتهت.
وأكد أن هناك أزمة ثقة بين القوى السياسية المختلفة لن تحل إلا بالحوار المباشر فيما بينها، مشيرا إلى أن على الرغم من أخطاء الإخوان فإنهم يلتمس لهم العذر لحداثة عهدهم بالسلطة، معربا عن أمله في أن تنصلح الأمور بين الإخوان والقوى السياسية المختلفة الفترة المقبلة في ظل ما يسعى إليه الدكتور الكتاتني رئيس الحزب الجديد وما تحدث عنه الدكتور عصام العريان عن مصالحة وطنية، والاتفاق على التعاون من أجل تحقيق مصلحة الوطن والمواطن، وانه بداية من الغد سوف تتخذ خطوات عملية نحو هذا.
وقال أنه لو كان في موقع الرئيس مرسي لحل التأسيسية لأنها سبب من أسباب النزاع بين القوى المختلفة، مجددا قوله بأن هذا ليس وقت الخلاف بل هو وقت تحقيق مطالب الثورة من عيش وحرية وكرامة إنسانية، فالثورة قامت من أجل هذه المبادئ والأهداف، ولم تقم من أجل سن زواج الفتيات، أو ليأتي تيار معين ويصمم على تطبيق الشريعة في الدستور طبقا لمرجعيته على الرغم من أن الشريعة مطبقة في مصر من الأساس .
وأشار إلى أن ال100يوم الأولى لم يتحقق خلالها إنجازات كبيرة، لأنها لم تشهد مشاركة القوى السياسية في محاولة تنفيذ وتحقيق أهداف الثورة، وان المشكلة التي حدثت بين السلطة القضائية والتنفيذية جاءت نتيجة لترسبات ، وعُقٌد الماضي، لكن حاليا لم يعد هناك ضغط على السلطة القضائية من السلطة التنفيذية، وان ما حدث من مشكلات يرجع في جزء منه لأخطاء ترجع لحسن النية، وتسرع في بعض الأمور، نافيا أن يكون للمستشار أحمد مكي أو المستشار حسام الغرياني أي محاولات للتدخل في أعمال السلطة القضائية، لافتا إلى أن اختيار بعض قضاة تيار الاستقلال في مواقع متعددة في الدولة يرجع إلى كفاءتهم.
وأوضح أنه على الرغم من عيوب الأخوان إلا أنهم يتميزون ببعض الصفات الحميدة منها التسامح ولا يحملون ضغينة لأي أحد، ومن الممكن أن يختلف معهم شخص ويتسبب في آذاهم لكنهم من الممكن أن يتعاملوا معه مرة أخرى، نافيا أن يكون لديهم روح انتقامية. مواد متعلقة: 1. البسطويسي يدعم تشكيل مجلس رئاسى مدني 2. حملة البسطويسي تهنئ مرسي بالفوز بمنصب الرئاسة 3. هشام البسطويسي ينضم إلى قائمة مطالبي واشنطن بالإفراج عن عمر عبد الرحمن