يشهد لبنان اليوم الأحد، تشييع جنازة رئيس فرع المعلومات في قوى الامن الداخلي اللبنانية وسام الحسن وسط توقعات بمشاركة حشود كبيرة بعد دعوة المعارضة إلى تحويل الجنازة إلى احتجاجات ضد السلطات السورية ورئيس الحكومة نجيب ميقاتي. وستنطلق الجنازة من مقر قوى الأمن الداخلي في الأشرفية مارة بموقع التفجير الذي وقع يوم الجمعة قبل أن تصل إلى ساحة الشهداء في وسط بيروت، حيث سيوارى الجثمان الثرى بجانب رفيق الحريري رئيس وزراء لبنان الأسبق الذي قتل في تفجير عام 2005.
وشهد لبنان السبت يوم حداد وسط أجواء مشحونة ومظاهر غضب من متظاهري المعارضة الذين أغلقوا طرقا في العاصمة بيروت وغيرها من المدن.
وتزامن يوم حداد مع مظاهرات حاشدة للمعارضة، إعرابا عن غضبها إثر تفجيرات بيروت التي أدت إلى مقتل رئيس فرع المعلومات في قوى الامن الداخلي اللبنانية وسام الحسن وعدد آخر، وأغلق المتظاهرون طرق بيروت وغيرها من المدن.
وأشارت هيئة الإذاعة البريطانية ال "بي بي سي" إلى أن نجيب ميقاتي رئيس الوزراء اللبناني قدم استقالته، بعد إصرار المعارضة على تقديمها، ولكن الرئيس ميشيل سليمان طلب منه البقاء في منصبه حفاظا على الصالح الوطني.
وجاء الاعلان اثر عقد مجلس الوزراء اجتماعا طارئا يوم السبت.
وقال ميقاتي: "إنه وافق على البقاء في منصبه"، مضيفاً أن لبنان يجب ان يبقى موحدا وقويا وآمنا، وأكد أن الحكومة تحاول تحديد الجناة.
وقال ميقاتي يوم السبت: "إنه يشتبه بأن اغتيال الحسن له صلة بدوره في كشف تورط سوريا في مؤامرة التفجيرات".
وأضاف "أنا كرئيس وزراء لا أستبق التحقيق، ولكن أنا أقول بصراحة ...لا أستطيع أن أفصل بأي شكل من الأشكال بين الجريمة التي حصلت بالأمس واكتشاف المؤامرة على لبنان في آب الماضي".
اتهام الأسد
وأنحى رئيس الوزراء اللبناني السابق سعد الحريري حسبما ورد بوكالة "رويترز" للأنباء، باللائمة في التفجير على الرئيس السوري بشار الأسد، وطالبت المعارضة السياسية اللبنانية باستقالة ميقاتي التي تضم حكومته وزراء من حزب الله الشيعي حليف سوريا.
وقال سعد الحريري في كلمة عبر تلفزيون "المستقبل" امس السبت: "كل واحد منكم مدعو شخصيا ليشارك غدا في ساحة الشهداء في الصلاة على وسام الحسن، أدعو كل لبنان الذي حماه وسام الحسن من مخطط بشار الأسد وعلي مملوك لتفجير لبنان وعرض نفسه أن يتفجر هو حتى لا تتفجرون أنتم وألا يتفجر لبنان".
وقال وليد جنبلاط زعيم الدروز لقناة العربية: "إن بشار الاسد يقول لنا انه رغم تدميره لسوريا، فهو مستعد للقتل في اي مكان".
وأشار نديم الجميل، وهو عضو في البرلمان عن حزب الكتائب اليميني المسيحي، إلى ضلوع سوريا في التفجير، وقال: "النظام المتداعي يحاول تصدير الازمة الى لبنان".
واصدرت قوى 14 اذار التي يتزعمها الحريري بيانا يدين الحكومة اللبنانية بحماية "مجرمين" وطالبها بالاستقالة.
وقال دبلوماسي غربي في بيروت: "إن الولاياتالمتحدة والاتحاد الأوروبي يحاولان وقف مطالبة الحريري وقوى 14 آذار المعارضة لاستقالة ميقاتي".
وأضاف "هناك غضب يمكن تفهمه وجنازة الغد "اليوم" ستعكس ذلك..ولكن عليهم أن يحولوا غضبهم بعيدا عن الدعوة لاستقالة ميقاتي".
ومن المقرر ان يجري لبنان انتخابات برلمانية العام المقبل، ولكن غضب المعارضة وتصريحات ميقاتي تشير إلى أنه قد لا يقود البلاد إلى هذه الانتخابات التي يمكن أن يلقي العنف المتزايد بظلاله عليها.
وقال الدبلوماسي: "إن الوضع هش، ولاأعرف ماإذا كانت تلك أول هجمة من سلسلة هجمات التاريخ يشير إلى أنه سيكون كذلك"، مشيرا إلى موجة اغتيالات في لبنان بعد قتل رفيق الحريري في 2005".
وأضاف: "من بين كل المستهدفين فإن الحسن كان أخطر هدف فيما يتعلق بإصابة استقرار لبنان".
انفجار الأشرفية
وقتل الحسن في انفجار ضخم لسيارة ملغومة أدى أيضا إلى قتل سبعة أشخاص آخرين واصابة 80 في حي الأشرفية ببيروت يوم الجمعة.
ووقع التفجير في شارع مزدحم في منطقة الاشرفية ذات الاغلبية المسيحية، وكان الحسن قد كشف مخطط تفجيرات داخل لبنان قبل شهرين.
ولم تعلن اي جهة مسئوليتها عن الهجوم، وكان الحسن، الذي يعتقد انه الهدف الرئيسي للهجوم، حليفا وثيقا لسعد الحريري زعيم المعارضة وهو من كبار منتقدي النظام في سوريا المجاورة.
واشرف الحسن على تحقيق ادان دمشق في تفجير عام 2005 ادى الى مقتل رئيس الوزاء اللبناني السابق رفيق الحريري.
وكان الحسن مسئولا ايضا ان اعتقال الوزير السابق ميشال سماحة المتهم بالتخطيط لحملة تفجيرات في لبنان برعاية سورية. مواد متعلقة: 1. الرئيس اللبناني: اغتيال «الحسن» جريمة ضد البلاد 2. طائرتان إسرائيليتان تخترقان الأجواء اللبنانية 3. توترات أمنية واشتباكات مسلحة في بعض المناطق اللبنانية