يشهد لبنان اليوم حدادا وطنيا على رئيس فرع المعلومات في قوى الامن الداخلي العميد وسام الحسن والقتلى الذين سقطوا معه في انفجار ضخم وقع الجمعة، في شرق بيروت، وجهت المعارضة اللبنانية الاتهام فيه الى دمشق، ووسط هذا الحداد تستعد عدد من الأحزاب والقوى السياسية اليوم، لمسيرات واحتجاجات واسعة على التفجير. وبدت حركة السير خفيفة صباح اليوم في شوارع العاصمة التي اصيب اهلها بالذهول والرعب نتيجة الانفجار الناتج عن سيارة مفخخة، والذي تضاربت التقارير حول حصيلة الضحايا النهائية التي اوقعها.
فبعد ان ذكر تقرير رسمي ان عدد القتلى ثمانية والجرحى 86، اعلن الصليب الاحمر في بيان ان الانفجار أوقع "ثلاثة قتلى و110 جرحى"، بالاضافة الى 37 جريحا عملت فرق الاسعاف والطوارىء على تقديم الاسعافات الاولية لهم في المكان.
واوضح مسعفون على الارض أن "سبب الارتباك في احصاء الضحايا هو وجود اطراف في مكان الانفجار تبين ان اصحابها لا يزالون على قيد الحياة في المستشفيات".
كما تسبب الانفجار بدمار وخراب في ابنية عدة في الشارع الذي انفجرت فيه السيارة المحملة بما بين "ستين الى سبعين كيلوغراما من مادة تي ان تي"، بحسب ما أشار مدير عام قوى الامن الداخلي اللواء اشرف ريفي لصحيفة "السفير" الصادرة اليوم.
وقد توالت ردود الفعل الدولية على الإنفجار الذي أودى بحياة رئيس فرع المعلومات في قوى الامن الداخلي، أدان أمين عام الأممالمتحدة بان كي مون بشدة "تفجير الأشرفية الذي خلف عدداً كبيراً من القتلى والجرحى"، فوصفه "بالعمل الإرهابي"، داعياً اللاعبين السياسيين في لبنان "للحفاظ على التزامهم بالوحدة الوطنية".
من جهتها، شددت هيلاري كلينتون وزيرة الخارجية الأمريكية على أن "الولاياتالمتحدة تدين بشدة الانفجار"، وتدعو جميع الأطراف الى "ضبط النفس".
ورأت أن "اغتيال العميد وسام الحسن الذي كان مدافعا قويا عن أمن لبنان وشعبه، دلالة خطيرة على أنه لا يزال هناك من يسعى الى تقويض استقرار لبنان"، لافتة الى انه "على لبنان إغلاق الفصل الخاص بماضيه ووضع حد للافلات من العقاب عن الاغتيالات السياسية وغيرها من أشكال العنف ذات الدوافع السياسية".
وأضافت: "ندعو كل الأطراف لممارسة ضبط النفس واحترام استقرار لبنان وأمنه"، مؤكدة ان الولاياتالمتحدة "لا تزال ملتزمة بلبنان مستقل سيد ومستقر، وسنواصل العمل مع شركائنا للحفاظ على أمن لبنان واستقراره".
بدوره، أدان الرئيس الفرنسي فرنسوا هولاند بشدة الانفجار، ودعا المسئولين اللبنانيين إلى "حماية بلدهم من كل محاولات زعزعة الاستقرار".
وقالت الرئاسة الفرنسية في بيان: "إن الرئيس يدعو كل المسئولين السياسيين اللبنانيين إلى الحفاظ على وحدة لبنان، وحمايته من كل محاولات زعزعة الاستقرار من أي جهة أتت".
من جانبه، ندد الفاتيكان بشدة بالانفجار، وقال الناطق باسم الفاتيكان الأب فيديركو لومباردي في بيان: "إن الاعتداء الذي وقع في بيروت يستحق أشد إدانة لأنه عنف دموي عبثي"، مضيفاً: "ان هذا الاعتداء يتعارض مع الجهود والالتزامات بالحفاظ على تعايش سلمي في لبنان".
من جهته، وصف جوليو تيرسي وزير الخارجية الإيطالي التفجير بأنه "مجزرة" و"عمل عنف جبان يستحق أشد إدانة".
وأضاف: "إن الأمر يتعلق بعمل إرهابي وحشي وغير مقبول، يهدف إلى تقويض الوحدة الوطنية في لبنان"، والذي "يستحق المسؤولون عنه أشد عقوبة"، معرباً عن "التعازي العميقة بالضحايا"، ومشيراً إلى أن "إيطاليا تعرب عن تضامنها الكامل مع الحكومة اللبنانية".
وأوضح أن بلاده "ستواصل التزامها الراسخ سواء أكان في مجال حماية الاستقلال والوحدة والديمقراطية في لبنان، أم من ناحية استقراره وأمنه".
أما عربياً، فقد أدانت مصر حادث التفجير، ونقلت وكالة أنباء الشرق الأوسط المصرية الرسمية عن وزير الخارجية المصري محمد كامل عمرو، مساء أمس، تأكيده "ضرورة النأي بلبنان عن الانجرار إلى دائرة العنف وتجنيبه كل ما من شأنه تهديد أمنه ووحدته الوطنية".
وأعرب عمرو عن "خالص تعازي مصر للبنان حكومةً وشعباً في ضحايا الحادث".
كما أدان الأردن حادث التفجير، وعبر وزير الدولة لشؤون الإعلام وزير الثقافة سميح المعايطة في تصريح عن "إدانة الأردن ورفضه لحادث التفجير"، مؤكداً على موقف بلاده "الثابت في رفض كل إشكال الإرهاب والعنف أيا كان مصدره ومنطلقاته"، ومعبرا عن "تضامن الأردن مع الدولة اللبنانية في مواجهة كل ما يهدد أمنها واستقرارها".
بدوره، أدان الرئيس الفلسطيني محمود عباس الانفجار الذي استهدف رئيس شعبة المعلومات في قوى الأمن الداخلي اللبناني، العميد وسام الحسن.
وقالت وكالة الأنباء الفلسطينية الرسمية "وفا" إن عباس أبرق إلى رئيس الجمهورية اللبنانية العماد ميشيل سليمان، ورئيس الوزراء نجيب ميقاتي، ورئيس مجلس النواب نبيه بري، معزيا باستشهاد الحسن، والضحايا الآخرين الذين سقطوا جراء هذا العمل الجبان والجريمة النكراء التي سقط خلالها مدنيين.
وأدانت دولة الإمارات العربية المتحدة بشدة "التفجير الإرهابي الذي وقع في بيروت وأسفر عن سقوط عدد من القتلى والجرحى".
ونقل بيان عن الدكتور أنور قرقاش وزير الدولة للشؤون الخارجية قوله، إن "دولة الإمارات تدين هذا العمل الإرهابي الجبان وتؤكد وقوفها إلى جانب لبنان الشقيق واستعدادها للمساعدة في توفير أية احتياجات تساعده على تأمين استقراره وأمنه"، مؤكدا "ضرورة الكشف عن ملابسات الحادث وتقديم مرتكبيه للعدالة".
ودعا قرقاش المجتمع الدولي إلى "اتخاذ كل ما يلزم لمساعدة لبنان والوقوف إلى جانبه في كل ما يحتاجه لتعزيز استقراره". مواد متعلقة: 1. لبناني يكشف عن تلقيه رسائل تهديد من النظام السوري 2. «بان كي مون» يدعو اللبنانيين إلى ضبط النفس 3. الجماعة الإسلامية بلبنان تحذر من معركة لخدمة نظام الأسد