حذر برنامج الأممالمتحدة البيئى من أن العالم سيواجه تحديات كبيرة خلال السنوات القادمة فيما يتعلق بأمنه الغذائى، وذلك بسبب عدم الوضع فى الاعتبار لطبيعة الكوكب والتى يجب أن يبنى عليها التخطيط الزراعى فى الدول. وأكد البرنامج - فى تقرير له اليوم الثلاثاء بمناسبة اليوم العالمى للغذاء - على ضرورة أن يعزز العالم ومن الآن الأمن الغذائى على أسس بيئة ومن خلال نظام غذائى مستدام إذا كان يرغب فى تحقيق الأمن الغذائى لحوالى 9 مليارات نسمة كما ينتظر أن يكون عدد سكان الكوكب فى عام 2050.
ولفت إلى أن حوالى ثلث الغذاء المنتج للاستهلالك البشرى يتم فقدانه أو إهداره وبما يصل إلى حوالى 3ر1 مليار طن كل عام ، مشيرا إلى أبرز السلبيات التى تقوض الجهود العالمية لتحقيق أمن غذائى مستدام، وأوضح أن تلك السلبيات تتمثل فى تأثير الصيد الجائر والاستخدام غير المستدام للمياه والممارسات الزراعية المضرة بالبيئة وغيرها من الأنشطة البشرية ذات التأثير السلبى.
ودعا البرنامج إلى استخدام أنظمة للانتاج الغذائى تضمن عدم تقويض خدمات النظام البيئى، كما طالب بمراعاة المعايير التى تتعلق بنظم التخزين للمواد الغذائية ، وكذلك وضع معايير جديدة للحد من النفايات.
يذكر أن تقرير برنامج الأممالمتحدة البيئى قد تم بالمشاركة مع عدد من المنظمات الأممية الأخرى مثل برنامج الغذاء العالمى ومنظمة الاغذية والزراعة، وأشرف على دراساته 12 من العلماء والخبراء المتخصصين فى أنماط الاستهلاك الغذائى وكذلك مجالات الإنتاج الزراعى ومصائد الأسماك البحرية والمصايد الداخلية.
وشدد برنامج الأممالمتحدة البيئى على أن العالم أصبح بحاجة حقيقية إلى ثورة خضراء وإلى فهم أعمق للكيفية التى ينمو بها إنتاج الغذاء حاليا وأثارها المستقبلية، وأن يضع فى أولوياته المعطيات التى توفرها الطبيعة مثل الغابات والمياه العذبة والتنوع البيولوجى.
وأوضح أنه وفى حين توفر الزراعة حوالى 90 % من كمية السعرات الحرارية التى يحتاجها العالم وتوفر مصائد الأسماك نسبة 10% الباقية ، إلا أن هذه الصناعات الداعمة للحياة تواجه تهديدات كبيرة بسبب الضغوط الكبيرة عليها والتى تعود إلى تزايد النمو السكانى وتغيير أنماط الحياة وطبيعة الوجبات الغذائية التى يستخدمها السكان والتى باتت مرتبطة بالتحضر.
وحذر التقرير بقوة مما يهدد الزراعة حول العالم بسبب التنافس السريع على المياه والاستخدامات المتزايدة لها على فى مجالات الصناعة وفى المنازل ، إضافة إلى بعض الممارسات الزراعية التقليدية وتلوث المياه الجوفية والحد من التنوع البيلوجى فى المزارع والذى بات يصحبه زيادة الآفات والأمراض للنباتات وكذلك تغير المناخ وتأثراته التى يشهدها العالم بالفعل فى السنوات الأخيرة كل ذلك.. مما سيؤدى فى النهاية إلى انخفاض إنتاجية المحاصيل.
وقال "إن عملية الصيد الجائر للأسماك أصبحت هى الأخرى أحد أكبر العوامل التى تهدد الأمن الغذائى للعالم وذلك إضافة إلى تقويض الأسس البيئية لمصايد الأسماك وأيضا ما يسمى بالموائل الساحلية حيث تم تدمير ما يقارب من 40 % من الشعاب المرجانية وحوالى 35% من غابات المنجروف على مدى العقود الأخيرة وذلك بسبب استخدام طرق صيد مدمرة مثل استخدام الديناميت والسيانيد".
ويحذر التقرير الدولى من توقعات للعلماء تؤكد على أن العالم سوف يخسر حوالى 18% أخرى من الشعاب المرجانية فى العالم خلال العقود الثلاثة القادمة وبما سيقلص من مواطن الأسماك إذا استمرت السياسات الحالية للصيد على ما هى عليه. مواد متعلقة: 1. دراسة :النظام الغذائي منخفض السعرات أفضل على المدى الطويل 2. الأممالمتحدة: 2013 عام الازمة الغذائية العالمية