شهدت مكتبة الإسكندرية أمس افتتاح معرض "التنوع البيولوجي: العب وتعلم"، والذي ينظمه مركز القبة السماوية العلمي بالمكتبة، في الفترة من 9 إلي 24 نوفمبر الجاري، وذلك في إطار الاحتفال بالسنة الدولية للتنوع البيولوجي 2010. ويقدم معرض "التنوع البيولوجي: العب وتعلم" لزائريه من الأطفال والنشئ وطلاب المدارس وسائل فريدة للتعلم وإدراك مدي أهمية التنوع البيولوجي وطرق حمايته، وفرصة لاكتشاف الجوانب المختلفة للتنوع البيولوجي في مصر والعالم. ويستخدم المعرض العروض التفاعلية والأفلام والأنشطة التعليمية الجذابة، بالإضافة إلي تقديم عرض لنماذج وصور ملونة عن التنوع البيولوجي من خلال ثلاثة أركان هي: ركن عالم البحار، وركن عالم الغذاء، وركن عالم الحشرات. ويضم ركن عالم البحار لوح تعليمية تقدم معلومات عن التنوع الحيوي في البحر الأبيض المتوسط والبحر الأحمر، وتبين أن التنوع الحيوي البحري يواجه عدد كبير من التهديدات من قبل الأنشطة البشرية، ومنها عمليات الصيد والتلوث الكيميائي وتغير البيئة الطبيعية نتيجة التغير المناخي. ويحتوي الركن علي مجموعة من الإرشادات التي يمكن اتباعها للحفاظ علي الشعاب المرجانية، ومنها: عدم استخدام المبيدات الحشرية، والاختيار الواعي للنوع الذي يتم شراؤه للزينة، وعدم تلويث المياة أو لمس الشعاب المرجانية أو الإرساء فوقها. ويعرض ركن عالم البحار نماذج لعدد كبير من الكائنات البحرية، قام بتجميعها المعهد القومي لعلوم البحار والمصايد، ومنها نماذج لسمكة التيس، والغلفيس، والرعاد، والسمكة مسطحة الرأس ذات الذيل الشريطي، والكابوريا الخجولة، وكابوريا الحجر، والاخطبوط ذو الاذرع الطويلة، والسبيط، والكالماري، وعدد من الشعاب المرجانية. وفي منطقة الأنشطة، يستطيع الزائر استخدام كافة أشكال الفنون اليدوية من مجسمات وصلصال وتلوين للتعرف أكثر علي أشكال الأسماك المختلفة، كما يقدم نشاط "المواطن البحرية" فرصة للتعرف علي أنواع الأسماك المختلفة وأماكن تواجدها. ويقدم ركن عالم الغذاء معلومات قيمة عن السلسلة الغذائية والتراكم الحيوي، ويستطيع الزوار تطبيق ما تعلموه من خلالها في شكل مجموعة كبيرة من الألعاب والأنشطة، ومنها: لعبة "من يأكل من"، والتي تعمل على ترتيب السلسلة الغذائية، وأحجية السلسلة الغذائية للأطفال دون السادسة، ولعبة الاستهلاك الغذائي والتنوع الحيوي.. وفي ركن عالم الحشرات، يتم تقديم مجموعة متنوعة من التطبيقات التي تزود الزائرين بمعلومات عن الحشرات المختلفة، بالإضافة إلى وجود أقسام الصوبة الخضراء، وغرائب الطبيعة، ولعبة كونكت4 باستخدام صور للكائنات الحية. ويعرض ركن الأفلام مجموعة من الأفلام الوثائقية الشيقة التي تبين أن الفصائل والنظم البيئية تحتاج إلى مساحات للتطور، ولذلك يجب وضع ما لا يقل عن 10% من جميع أنواع النظم البيئية تحت الحماية، كما أنه يجب التحكم في عمليات الصيد، حيث أنه يتم استغلال 75% من مصائد الأسماك استغلال مفرط، فبعض الفصائل مثل القد والهلبوت مهددة بالانقراض بالفعل، بالإضافة إلى ذلك، فمن الضروري المساعدة على التقليل من التغير المناخي للتأكد من قدرة الفصائل على الهجرة والتأقلم مع البيئات الجديدة. وتشير الأفلام إلى أن اختلال التنوع الحيوي يؤثر بشكل كبير على عدد متنوع من المجالات، ومنها الزراعة؛ التي تعتمد على الفصائل المختلفة، والأدوية؛ حيث أن 40% منها مشتق من النباتات والحيوانات، والاقتصاد؛ حيث أن ضروريات الحياة تستمد من عدد قليل من النباتات والحيوانات، وذلك بالإضافة إلى التأثير على خدمات الأنظمة البيئية، والتعليم، وعلم الجمال، والتراث. . يذكر أن التنوع البيولوجي هو التنوع الحيوي على الأرض، ويشمل كل الكائنات والفصائل والمجموعات والأنظمة البيئية. وتعتمد حياة الإنسان على التنوع البيولوجي، إلا أن فصائل بأكملها وأنظمة بيئية تختفي الآن بمعدل غير مستدام، ولذلك يواجه العالم اليوم خطر خسارة الكثير مما تقدمه البيئة ويعتبره الإنسان أمور مسلم بها. وكان برنامج الأممالمتحدة البيئي قد أعلن سنة 2010 "السنة الدولية للتنوع البيولوجي" حيث يعمل الناس حول العالم لحماية الثراء الطبيعي الذي لا يمكن تعويضه وخفض الخسائر المتعلقة بالتنوع البيولوجي، الأمر الذي يعد ضروري لحياة الإنسان في الوقت الحاضر والمستقبل. وعلي صعيد متصل تنظم مكتبة الإسكندرية يومي 28 و29 نوفمبر الجاري، الندوة الدولية الثالثة حول التعددية اللغوية والعولمة والتنمية، والتي تناقش أهمية الإعلام والتكنولوجيا الجديدة بالنسبة للتعددية اللغوية، وذلك بالتعاون مع بيت اللغات "لينجوامون"، ومؤسسة روبرتو مارينهو بالبرازيل، وبرعاية اليونسكو وإدارة شئون الإعلام بالأممالمتحدة. وتأتي الندوة استكمالاً لسلسلة الندوات الدولية التي تعقد حول التنوع اللغوي والعولمة والتنمية، بعد إعلان الأممالمتحدة لعام 2008 "سنة دولية للتنوع اللغوي". وانعقدت الندوة الدولية الأولي للتنوع اللغوي والعولمة والتنمية في نيويورك بالولايات المتحدةالأمريكية، عام 2008، لختام السنة الدولية للغات، بينما انعقدت الندوة الثانية في ساو باولو عام 2009. وتناقش الندوة مجموعة من الموضوعات الرئيسية في مجال التعددية اللغوية، ومنها: الإعلام والتعددية اللغوية؛ التكنولوجيا الرقمية ونشر التنوع الثقافي واللغوي، والتنوع اللغوي والتكنولوجيا والعولمة. وتستضيف الندوة الدولية عدد كبير من المفكرين والخبراء وممثلي المؤسسات والجمعيات المعنية بموضوعات التعددية اللغوية والإعلام والتكنولوجيا. ويشارك في الجلسة الافتتاحية للندوة الدولية الثالثة حول التعددية اللغوية والعولمة والتنمية، كيو آكاساكا؛ وكيل الأمين العام للأمم المتحدة لشئون الاتصالات والإعلام، وطارق شوقي؛ مدير المكتب الإقليمي لمنظمة اليونسكو بالقاهرة، وعلي ماهر؛ مستشار مدير مكتبة الإسكندرية، وهيوجو باريتو؛ الأمين العام لمؤسسة روبرتو مارينهو، وأنطوني مير؛ مدير مؤسسة لينجوامون 'بيت اللغات'. وتتضمن فعاليات اليوم الثاني للندوة جلسة بعنوان "الإعلام والتعدد اللغوي"، يتحدث فيها جوستافو وين؛ الصحفي بإذاعة "صوت أمريكا"، ونومازولو مدا؛ مديرة العلاقات الدولية في هيئة إذاعة جنوب إفريقيا، وتدير الجلسة الخبيرة الإذاعية بولين كوتور. وتتناول الجلسة الثانية موضوع التكنولوجيا الرقمية وتنوع المحتوي الثقافي واللغوي، ويتحدث فيها روبرت موروبا؛ ممثل لجنة اللغات والترجمة بجامعة بريتوريا بجنوب أفريقيا، وجوي سبرينجر؛ مديرة برنامج ذاكرة العالم بمنظمة اليونسكو، وهيلاري وايزنر؛ مديرة برنامج "مبادرة الإسلام" بمؤسسة كارنيجي، وعزة عزت؛ المسئولة عن المكتبة الرقمية للنقوش والخطوط بمكتبة الإسكندرية. ومن المقرر تخصيص الجلسة الثالثة لتقديم عروض تقديمية للمؤسسات المختلفة، ويشارك فيها إيزابيل ليجار؛ مدير برنامج الشباب التابع لحركة تحالف الحضارات، وسوزينهو فرانشيسكو ماتسينهي؛ رئيس الأكاديمية الإفريقية للغات، وجارباس مانتوفانيني؛ ممثل متحف اللغة البرتغالية، وجيتا دارماراجان؛ المديرة التنفيذية لمؤسسة كاثا، والدكتور خالد عزب؛ مدير إدارة الإعلام بمكتبة الإسكندرية، ويدير الجلسة نهي عمر، نائب مدير إدارة النشر بالمكتبة. ويضم اليوم الثاني للندوة أيضًا مجموعة من الجلسات الخاصة، ومنها جلسة بعنوان "دور مفوض اللغات"، يتحدث فيها جراهام فريزر؛ مفوض كندا للغات الرسمية، وجلسة أخري عن التنوع اللغوي والأُسَر، تتحدث فيها الخبيرة آنا سولي مينا. يذكر أنه خلال الأعوام القليلة الماضية، نادت العديد من الأصوات الدولية بالتوعية بلغات العالم، كما طالبت لها بالمزيد من الاعتراف والدعم والنشر. ومَثَّل الاحتفال بالسنة الدولية للغات 2008، والذي دعت إليه الأممالمتحدة، إطار عمل ممتاز لنشر الوعي بالهوية الواحدة للغات العالم السبعة آلاف، مع محاولة الإسهام بفاعلية في إحداث تغيير للمنظور وللتفكير، جاعلاً من التنوع الثقافي واللغوي قيمة تساعد علي الترابط في مجتمع يتصف بالعولمة. وبفضل التعبئة التي دعت إليها السنة الدولية للغات 2008، اعترف المجتمع الدولي بأن احترام التنوع اللغوي هو ضروري لنشر الأهداف الإنمائية للألفية عالميًا وذلك لمحاربة الفقر والسعي للوصول لعالم مستدام يسوده السلام والعدل، وأدرك مدي أهمية اللغات لهوية المجموعات والأفراد وللتعايش السلمي، وأنها عامل إستراتيجي للتطور نحو تنمية مستدامة وعلاقة متجانسة بين السياقين العالمي والمحلي. وفي هذا السياق نادت اليونسكو بزيادة الأنشطة التي من شأنها التعريف باللغات السبعة آلاف وتشجيع تعزيزها والحفاظ عليها. كما عبر الاتحاد الأوروبي عن دعمه الصريح للتنوع اللغوي بإعلانه عام 2009 عام الحوار الثقافي، وهو عام لعبت فيه اللغات دورًا محوريًا. وأعلن المؤتمر العام الذي نظمته الجمعية العامة للأمم المتحدة واليونسكو أن عام 2010 هو العام الدولي للتقارب بين الثقافات، جاعلاً التقارب بين الثقافات السمة المميزة لكل عمليات صنع السياسات علي المستويات المحلية والوطنية والإقليمية والدولية ومُشركًا أكبر عدد من أصحاب المصالح.