لم يفتأ الشعب المصري يتحدث عن القضاء المصري الذي بات يطارد كل ظالم عاث في البلاد فساد، ويتفاخر به في النصر الذي حققه بالأمس القريب؛ حين أعلن السجن المؤبد للرئيس المخلوع محمد حسني مبارك، مرورا بإعلان نتيجة الانتخابات الرئاسية بشرف ونزاهة، ومن ثم مطاردة «الهارب شفيق» وصولا إلى منع الكاتب الصحفي سمير رجب وبعض من رموز النظام السابق من السفر خارج البلاد، إلا و«قنبلة» دوت وسط قلب كل ثائرا معلنة البراءة للمتهمين الذين قتلوا الثوار في موقعة باتت تعرف باسم «موقعة الجمل». ما إن نطق القاضي بالحكم، إلا وخرج أنصار النظام السابق مهللين مكبرين، منهم شامتين بوعود الرئيس محمد مرسي، وآخر يتهمه بالخيانة، وذاك ينعته بالفاشل، وآخرون يتهمون القضاء بالفساد مطالبين بتطهيره كونه يعد رمزا من رموز «مبارك».
ربما لم يعلم الرئيس مرسي من قبل عن ما سيئول إليه الحكم، لكونه يبحث عن ترسيخ العدل واستقلال القضاء، ليتفاجأ مثله مثل الشعب المصري بالحكم الصادر، الأمر الذي جعل يوجه مصدر في الرئاسة أن يصب «كوب في حريق هائل» شب في أوساط الشعب المصري وقلب أم كل شهيد لعل أن يكون ذلك مهدئا بسيطا، وإن كان لا يعني شيء في هذا الوقت العصيب.
الأدلة مع الرئيس حيث قال مصدر أمني في رئاسة الجمهورية لشبكة الإعلام العربية «محيط» أن الرئيس مرسي طلب من جهاز المخابرات العامة المصرية ملفات وصفها بالهامة تدين المتورطين في قتل المتظاهرين يومي 2 و 3 فبراير والمعروفة إعلاميا بموقعة الجمل.
وأضاف المصدر ل«محيط» أن الرئيس سوف يقدم الأدلة التي تدين المتورطين في الموقعة إلى الجهات المعنية خلال أيام وجيزة.
وأوضح المصدر أن الرئيس سوف يجتمع مع بعض المختصين على صعيد آخر، وسيقوم بدراسة حيثيات "أسباب" الحكم ببراءة جميع المتهمين في القضية، عقب إيداع المحكمة لها، وذلك لاتخاذ إجراءات الطعن على الحكم أمام محكمة النقض.
تلك التصريحات لم تهدئ بال المصريين.. سواء من الذين يبحثون عن ثغرات يستطيع من خلالها تشويه «حكم الإسلاميين وإسقاط حكمهم» أو من خلال أمهات الشهداء الباحثات عن الثأر لأولادهن، حتى أولائك اللاهثين عن الشهرة الإعلامية، وتجميع الناس الغرض منها تعطيل حركة التنمية في البلاد.
في هذا الصدد قال حسام الخولي، سكرتير عام مساعد حزب الوفد، أن الأوراق التي قدمتها النيابة والمدعين غير كافية، ولا تدين هؤلاء المتهمين، معتبرا أن ما حدث اليوم هو نفس سيناريو البراءات السابقة التي حصل عدد كبير من الضباط المتهمين بقتل المتظاهرين خلال أحداث يناير على البراءات بعد أن تم إخفاء الأدلة ولذلك جاء الحكم بهذا الشكل".
اتهام الإخوان وقال الخولي: القاضي يحكم بضميره، ووفقا للأوراق الموجودة أمامه، وليس وفقا لأهوائه.
وعما إذا كان هذا الحكم يفتح باب أن الإخوان كان لهم دور في موقعة الجمل، قال الخولي: كل شيء جايز ومن معه دليل على الإخوان أو غيرهم فليقدمه.. بالتأكيد هناك مذنبين ولكننا بحاجة للأدلة".
مؤكدا أن حزبه يحترم قرارات القضاء وأحكامه أيا كانت، لكونه يمثل ركنا أساسيا من أركان الدولة التي لا يمكن هدمها، حد قوله.
اتهام الفلول وانتقدت جماعة الإخوان المسلمين وحزبها السياسي قرار براءة المتهمين في قضية موقعة الجمل. وقال الدكتور "محمد وهدان "عضو مكتب الإرشاد، أن لا يرضي أي مواطن مصري وسيثير غضب الشارع مجدا لافتا إلي أن قلة الأدلة هي السبب في ظهور أحكام غير مرضية ضد مرتكبي جرائم قتل الثوار. وأوضح وهدان، أن الفترة مابين الثورة وتولي محمد مرسي رئاسة البلاد شهت توغل كبير من ذيول النظام نجحت في إخفاء الأدلة التي تدين قتلة الثوار.
فيما قال " عزب مصطفي " عضو الهيئة العليا لحزب الحرية والعدالة الذراع السياسي لجماعة الإخوان المسلمين ، أنهم ضد التعليق على قرارات القضاء ويسعون لبناء دولة القانون والدستور مهما كان رفضهم لقرارات القضاء.
تحميل الداخلية علق الدكتور محمد البرادعي رئيس حزب الدستور، على الحكم الصادر اليوم ببراءة جميع المتهمين في قضية قتل المتظاهرين ب"موقعة الجمل"، حيث أتهم وزارة الداخلية بطمس الأدلة التي كان من شأنها أن تغير الحكم وتأتي بحقوق الشهداء.
وكتب البرادعي في تغريدة عبر حسابه الشخصي على موقع التدوينات القصيرة «تويتر»: "بدون تطهير أجهزة الأمن بدءاً بالقيادات وإعادة هيكلة الداخلية سيستمر طمس الأدلة وغياب العدالة.. كفانا خداعاً للنفس والتفافاً علي الثورة".
جدير بالذكر أن محكمة جنايات القاهرة، قد أصدرت اليوم حكما ببراءة جميع المتهمين في قضية قتل المتظاهرين يومي 2 و3 فبراير 2011، والمعروفة إعلاميًا ب"موقعة الجمل".
ثورة غضب لا تعليق علي أحكام القضاء ،كانت كلمة الدكتور احمد البرعي وزير القوي العاملة السابق ونائب رئيس حزب الدستور، مستطردا إياها بكلمة واحدة قائلا " لكن ما يحدث أصبح يفوق طاقة النفس وقدرة البشر علي التحمل، لافتا إلى النائب العام لا بد وان يطعن بالنقض علي الحكم ولابد للنيابة أن تجد أدلة إدانة جديدة ".
ولفت البرعي إلى أن ما يحدث من تتابع أحكام بالبراءة سيتسبب حتما في ثورة غضب ثانية لن تكون اقل ضراوة من الأولى.
مقاضاة الداخلية والنيابة كشفت مصادر مقربة من المتهمين في موقعة الجمل بأنهم سيقوموا برفع دعاوي قضائية يطالبون فيها بالتعويض من الدولة لما أصابهم من أضرار مادية وأدبية والتشهير بهم على خلفية اتهامهم بقتل المتظاهرين.
وأضافت المصادر في تصريح خاص: أن من حق المتهمين ال 24فى القضية قانونا أن يطالبوا بحقهم عن الأضرار التي لحقت بهم وذويهم من جراء الاتهامات التي نسبتها إليهم النيابة العامة.
موقف أم الشهيد « حسبنا الله ونعم الوكيل» هكذا بدأت والدة الشهيد علي زهران ابن مركز ملويجنوب محافظة المنيا الذي استشهد في أحداث موقعة الجمل كلامها تعليقا على الحكم ببراءة مجرمى موقعة الجمل, و في حزن شديد وكلام تاه وسط الدموع قالت أين الرئيس مرسي من دماء الشهدا, وقفنا جنبه حتى أصبح رئيسيا فلينصفنا, واسترسلت قائله كيف يصمت علي هذه المهزلة, كيف تضيع دماء الشهداء هباء دون أن يعاقب الفاعل الحقيقي، وطالبة والدة الشهيد بالقصاص العادل من قتلة الشهداء وصعدت مطالبها إلي إعدامهم في ميدان عام وليس تبرئتهم.
أما محمد زهران احد مصابي موقعة الجمل فقال أنا لا ألوم القضاء علي هذا الحكم فالقاضي يحكم بما لديه من مستندات , فالمستندات التي قدمت إليهم من قبل الشرطة لم تكن بالقدر الكافي الذي يؤسس عليه القاضي حكمه , بل بالعكس فالمستندات التي قدمت إلي هيئة المحكمة تؤدي إلي البراءة , وأضاف زهران أن الشرطة نجحت في طمس معالم القضية والنيابة العامة ضللت المحكمة بمستندات وهمية، زهران طالب بإعادة المحاكمة في قضية موقعة الجمل, والقصاص العادل لشهداء الثورة.
ومع كل ما سبق هل سيفعلها الرئيس محمد مرسي، ويأمر بإعادة المحاكمة لما يمتلكه من وثائق جديد وفقا لما أعلنه المصدر الأمني في رئاسة الجمهورية، أم أن الأيام القادمة ستعلن لنا تطورات جديدة..؟ مواد متعلقة: 1. إذن من الذي قتل الثوار بموقعة الجمل؟ 2. براءة المتهمين في «موقعة الجمل» تشعل ال«فيسبوك» و«تويتر» 3. قوي سياسية ب«سوهاج»: براءة متهمي موقعة الجمل.. "صدمة"