عززت السلطات الأمنية الجزائرية من أجراءتها الأمنية في شوارع وسط العاصمة والميادين الرئيسية وأمام الوزارات والمؤسسات الإستراتيجية منذ الساعات الأولى لصباح اليوم الجمعة بمناسبة الذكرى الرابعة والعشرين لمظاهرات 5 أكتوبر عام 1988 التي خرجت للمطالبة بالحرية والديمقراطية مما أسفر عن وقوع اشتباكات بين قوات الجيش والمواطنين أسفرت عن مصرع المئات . وقد دعت العديد من القوى والأحزاب السياسية في البلاد إلى أحياء هذه الذكرى التي كانت أنهت سيطرة حكم الحزب الواحد " حزب جبهة التحرير الوطني " والتوجه الاشتراكي للدولة بعد خروج الآلاف من الجزائريين في مظاهرات عمت كل أرجاء البلاد وبصفة خاصة العاصمة للمطالبة بالحرية والديمقراطية والعدالة الاجتماعية
واستهدف الشباب الغاضب كل ما يرمز للدولة من مؤسسات ومقرات لحزب جبهة التحرير الوطني الحاكم لتخلف تلك الأحداث حسب حصيلة رسمية 144 قتيلا فيما قالت منظمات حقوقية إن عدد الضحايا وصل ال 500 قتيل وآلاف الجرحى.
ويرى العديد من المراقبين أن "مظاهرات 5 أكتوبر " كان يقف وراءها العديد من الأسباب على رأسها الأزمة الاقتصادية العنيفة التي شهدتها الجزائر نهاية الثمانينيات من القرن الماضي بعد انهيار أسعار النفط وصوله إلى 7 دولارات و الذي يعد أهم مصدر للدخل القومي مما أثر على القدرة الشرائية للمواطن وأدى إلى نقمة على نظام الحكم المبني على حكم الحزب الواحد .
كما يرى المراقبون أن هناك العديد من كبار رجال الدولة ورجال الأعمال ساعدوا على تفجير هذه المظاهرات خاصة بعد أقدام الرئيس الجزائري الأسبق الشاذلي بن جديد على المضي قدما في تطبيق نظام الاشتراكية مما حرم الكثيرين من الاستفادة من أنشاء شركات خاصة للاستيراد والتصدير كانت ستحقق مكاسب بملايين الدولارات .
وبعد يومين من اندلاع الأحداث خرج الرئيس الشاذلي بن جديد الذي حكم البلاد منذ عام 1979 في خطاب تلفزيوني دعا فيه المواطنين للتعقل ووعدهم بغد أفضل وبإصلاحات في جميع المجالات السياسية والاقتصادية وكانت الأوضاع قد هدأت في أغلب مناطق البلاد.
وتسارعت الأحداث في الجزائر بعد هذا الخطاب حيث صدر في 23 فبراير 1989 دستور جديد للبلاد بعد استفتاء شعبي أقر لأول مرة التعددية السياسية والإعلامية والتحول نحو اقتصاد السوق بشكل أدى إلى ظهور عشرات الأحزاب والصحف المستقلة.
وكان إجراء أول انتخابات برلمانية تعددية في البلاد في 26 ديسمبر 1991 منعرجا آخر في تاريخ البلاد بعد أن اكتسحها حزب الجبهة الإسلامية للإنقاذ في دورها الأول ثم جاء قرار قادة الجيش بإلغاء نتائجها كما أجبروا الرئيس الشاذلي بن جديد على الرحيل في يناير 1992 لتدخل البلاد في دوامة عنف مسلح استمرت لسنوات خلفت بحسب أرقام رسمية 200 ألف قتيل. مواد متعلقة: 1. اكتشاف شبكة إرهابية في الجزائر تجند مقاتلين لفائدة المليشيات ليبيا 2. الجزائر تمشط حدودها الشرقية في أعقاب سرقة 20 صاروخا من قاعدة عسكرية ليبية 3. الجزائر: ارتفاع عدد الأحزاب إلى 57