تعد مليارات الدولارات التي تقع على عاتق الحكومة المصرية تجاه شركات البترول الأجنبية هي أحد الأمثلة الواضحة للصعوبات المالية والاقتصادية التي تواجه الحكومة. ومن المفترض أن تحصل هذه الشركات على مستحقاتها في غضون شهرين ولكن الحكومة قد تؤخر المدفوعات حفاظاً على النقد. نشرت صحيفة نيويورك تايمز الأمريكية تقريراً عن هذه المشكلة التي تواجه الحكومة ، فيقول مسئولون في مجال البترول أن وزارة البترول تتفاوض من أجل عروض جديدة للدفع مع هذه الشركات ، ويؤكد مسئولون في الصناعة أن الحكومة متأخرة عن دفع 6 – 7 مليار دولار للشركات من أجل البترول والغاز الطبيعي الذي تستخرجه وتقدمه للهيئة العامة للبترول المصرية الحكومية.
وعلق نيك دانسر ، المدير الإقليمي لشركة دانة للبترول البريطانية في مصر ، قائلاً " إنه عبء على عاتق كل شركات البترول " ، مضيفاً أنه بالرغم من عدم رغبتهم في تحمل هذا الموقف على المدى الطويل إلا أنهم على ثقة بأن الهيئة العامة للبترول ستعيدنا لوضعنا الطبيعي.
وبالرغم من المشاكل ، إلا أن الشركات القادرة على تحمل مستوى أعلى من الديون مازالت منجذبة للبترول والغاز المصري ، فعلى سبيل المثال قررت شركة برتيش بتروليوم في سبتمبر استثمار 11 مليار دولار في مشروح للغاز للمصري من المتوقع أن ينتج 40 % من إنتاجية الدولة من الغاز الطبيعي عند الانتهاء منه.
وتعد المشكلة الرئيسية أن مصر تقوم منذ فترة طويلة باستيراد البترول والغاز بأسعار السوق الدولية ومن ثم بيعه محلياً بأسعار مدعمة، وذلك لا يشجع فقط على الإهدار وإنما يعني أن صناعة الدولة البترولية تتعرض للخسارة. وتدفع مصر الكثير من الدعم من أجل الحفاظ على سعر الغاز الطبيعي ليكون أقل من أسعار السوق ، فمصر لديها أرخص سعر للبنزين في الشرق الأوسط.
وليس بالأمر الغريب أن ترتفع فاتورة الدولة في قطاع دعم الطاقة إلى حوالي 16 مليار دولار سنوياً ممثلة حوالي خمس ميزانية الدولة الداخلية. فكانت تكلفة المنتجات البترولية المستورة 5 مليار دولار مع السنة المالية المنتهية في يونيو، وتطالب مؤسسات مالية بما فيها صندوق النقد الدولي بوقف هذا الدعم.
ويؤكد توماس فوتوفيش المدير الأقليمي لشركة أباتشي ، أكبر الشركات الأجنبية المستثمرة في مصر ، أن شركته لم تتأثر كباقي الشركات ؛ لأن 80 % من أرباح الشركة في مصر تأتي من البترول بدلاً من الغاز.
جدير بالذكر أن الشركات التي تربح أكثر من الغاز تأثرت بشكل كبير؛ بسبب الانخفاض الغير طبيعي لأسعار الغاز الطبيعي. مواد متعلقة: 1. 1200 سؤال وتعليق حول حوار «مرسى» مع «النيويورك تايمز» 2. "نيويورك تايمز": ضرب طهران سيساعدها في امتلاك قنبلة نووية 3. "نيويورك تايمز": أمن البعثات الدبلوماسية أخطر التحديات أمام أوباما