بقدر ما هزتنا الرسالة التي كتبها النجل الأكبر الدكتور "أحمد "إلي والده السيد الرئيس الدكتور "محمد مرسي" ،وذلك لما احتوته من معاني دينية وإنسانية وأخلاقية عميقة،بقدر ما شعرنا بالمرارة ونحن نري نجله الأصغر الذي لايزال يعيش سنه ،يرد علي شاب فوق الفيس بوك،هذا الشاب قال له (بلاش أنت وأبوك تكفروا في الناس كده وتتهموهم بالباطل) ،رد عليه عمر مرسى: (اسمه سيادة الرئيس يا بغل). ونحن نثق إن الدكتور محمد مرسي يرفض إن يسمع مثل تلك الألفاظ تصدر عن نجله الحاصل علي الثانوية العامة حديثاً ،حتى وإن كانت تلك الألفاظ الفاحشة والمنكرة تتردد الآن علي السنة أبناء لمصر من جيل هذا الصبي ،باتوا لايعرفون أقدار الناس ولايوقرون كبير أو صغير ،وهُم للأسف ينتمون لكافة التيارات السياسية بما في ذلك التيار الديني.والدكتور مرسي رجل عرف بدماثة خلقه واحترامه للآخر وتواضعه وتسامحه ،وبالتالي نحن نثق بأنه لايمكن أن يسمح لنجله إن يبدد أحسانه.
صحيح أن "عمر "لايزال صغير في السن ،ولكن قدره انه ليس مثل كل الشباب في عمره ،لأنه أبن الرجل الأول في مصر ،ومن ثم عليه أن يتحلي بالقدوة والأخلاق الحسنة ويضرب مثالاً لأبناء جيله بأنه نجل رجل وصل الي الحكم وهو يرفع شعارات دين ينهي عن الفحشاة والمنكر والبغي ،ويقتص للمحكوم من الحاكم ،ويجعل ابن مواطن مصري ومسيحي بسيط يضرب أبن عمر ابن العاص بالكرباج ويجله علي صلعة خليفة المسلمين.
وكما قلنا علي العكس من عمر ، الدكتور "احمد مرسي " وهو طبيب يعمل بالسعودية الشقيقة ، ضرب مثالاً بما قاله في التضحية والأيمان بالله والوطن عندما كتب مخاطباً والده ،وقال أحمد عبر صفحته علي شبكة التواصل الاجتماعي " الفيس بوك " " أقول للسيد الرئيس محمد مرسى أعانك الله و قوي ظهرك و سدد خطاك و جهدك و عملك ، ولكني أسألك أين حقنا نحن أبناءك فيك ".
وأضاف الدكتور احمد " اشتقت اليك وإلي سماع صوتك والإطمئنان عليك ، اشتقت إلي الجلوس معك و الحديث الودي معك ، افتقد سؤالك لي عن أحوالي و متابعة حياتي ، نذرناك لله ( أنا و اخوتي ) ، من ترك شيئا لله..أبدله الله خيرا منها ، ونحن تركناك لله ولوطننا الغالي مصر ".
وتابع أحمد " ملحوظة : لم أستطع التواصل مع والدي منذ أكثر من شهر لانشغاله الدائم فألقيت عليه التحية من هنا علها تصل إليه .. أحبك يا أبي ..فمنك تعلمت الكثير .. حفظك ربي من كل سوء ".
إلي هنا انتهت رسالة "د.احمد" والتي أفسدت مفعولها تعليقات الابن الأصغر للرئيس "عمر "علي الرغم من معاني الإخلاص لله والصدق في رسالة الدكتور "أحمد مرسي" ،لكن تلك المعاني أفسدتها كلمات "عمر بك"كما قلنا ،وجعلت عدد ممن علقوا علي ما كتبه دكتور "احمد" يوجهون له للأٍسف كلام جارح ويشككون فيما كتب ويتهمونه بالتمثيل .
ومن جهته تقدم الإعلامي "يوسف الحسيني"، أحد مقدمي برامج التوك شوه علي قناة الملياردير نجيب سوير يس ببلاغ للمستشار عبد المجيد محمود، النائب العام، ضد "عمر محمد مرسي"، نجل رئيس الجمهورية، يتهمه فيه بالسب. وكان الحسيني اعترض على كلام ابن الرئيس في حق بعض القوى الوطنية ، وهو ما علق عليه الحسيني في برنامجه على ON TV، مهاجما نجل رئيس الجمهورية.
وفي إعقاب تعليق " الحسيني " دار الحوار بين عمر وصديقته على فيس بوك كالآتي "ما ينفعش كل الصفحات بتتكلم عنك وأغلبية البرامج بتتكلم عنك"، قبل أن يرد "برامج إيه أنتي قصدك المتخلف يوسف الحسيني دية أشكال ضالة وكلها تاخد بالجزمة أنا هاعلموا الأدب على كلامه دة"،يقصد أنه سيعلم يوسف الحسيني الأدب.
وإن كان الدكتور "احمد" يري أن من حقه كمواطن ان يعبر عن رأيه فنحن لانصادر حقه بل نرفع له القبعة لكون أنه يدلي برأيه في قضايا وطنه مثلما نرفع تلك القبعة لكل شاب وطني مخلص ،لكن عليه أن يدرك أنه شاب ليس ككل شاب ،إنما هو أبن الرئيس ويتوجب عليه مع أسرته ومع شقيقه إن يعرفوا ذلك جيداً ،ولو كان ما نسب ل"عمر "صحيحا ،فبلاشك سوف يسيء للسيد الرئيس إساءة بالغة ،وهو غير مقبول تحت أي مبرر أو لأي سبب.
ومن المهم أن نلفت إنتباه أولاد السيد الرئيس أننا لم نستمع لأياً من أبناء المخلوع حسني مبارك يتفوه بتلك الألفاظ في العلن او يكتبها علي فيس أو توتير طوال فترة تواجدهم في السلطة ،ونحن أيضا لانقارن هنا بين السيد الرئيس "مرسي "و"المخلوع حاشا لله أن نفعل ذلك ،لكون أن الرئيس مرسي رجل مؤمن ونظيف اليد والسان وجاء بإرادة شعبنا الحرة ،وعقب ثورة عظيمة .
ولكن هدفنا من وراء تلك المقارنة أن نظهر للسيد الرئيس الدكتور محمد مرسي الخطر الذي بات يمثله نجله الذي لايزال في طور المراهقة علي مسيرته ،ونظهر للدكتور أحمد أيضا ،ونصيحتنا لنجلي الرئيس من فضلكما ارفعا أيديكما عن والدكما إن كنتما تحبانه وتحبان مصر وتسعيان لمرضاة الله ،وعلي السيد الرئيس الدكتور محمد مرسي أن يقنعهما أنه يدفع ثمناً غالياً جراء ما يدليان به من تصريحات ،وان الناس تهتم بهما لأنهما نجليه لا أكثر،وبالتالي عليهما إن يراعيا هذا الأمر. وعلي السيد الرئيس آن يضع أمام عينيه جيداً إلي أين أوصل جمال مبارك وسلوكياته والده في نهاية المطاف .