بدء الدراسة في درجة البكالوريوس لكلية العلوم والتكنولوجيا بجامعة أسيوط الأهلية    تعرف على تكليفات الرئيس السيسي للحكومة الجديدة    هاني عنتر: إدارة تعليم بني سويف أول الإعدادية بنسبة نجاح 85.81%    بالأسماء، أوائل نتيجة الشهادة الإعدادية ببني سويف    الأمن القومي والاقتصاد وبناء الإنسان.. السيسي يضع خارطة طريق لتشكيل حكومة مدبولي الثالثة    «ابتعدوا عن الميكروفون».. رئيس «النواب» يطالب الأعضاء باستخدام أجهزة القاعة بشكل صحيح    التحفظ على مدير حملة أحمد طنطاوي داخل المحكمة بعد تأييد حبسه    مجلس النواب يوافق على الموازنة العامة للدولة للعام المالى الجديد    وزارة الزراعة تعلن الطوارئ لاستقبال عيد الأضحى    رئيس «شباب النواب»: الموازنة تأتي في ظروف صعبة ولابد من إصلاح التشوهات وأوجه الخلل    «الإسكان»: 220 ألف مواطن تقدم للحصول على شقق «الاجتماعي»    ارتفاع جماعي لمؤشرات البورصة بمنتصف تعاملات اليوم الإثنين    محافظ المنيا: توريد 346 ألف طن قمح منذ بدء الموسم    السكة الحديد تُطلق خدمات جديدة لركاب القطارات.. تعرف عليها    السيسي يوجه مدبولي بتشكيل حكومة جديدة من ذوي الكفاءات والخبرات والقدرات المتميزة    شكري: الممارسات الإسرائيلية تفتقر إلى الالتزام بقواعد القانون الدولي    سلطنة عُمان: ندين تصنيف الأونروا منظمة إرهابية    الخارجية الصينية: من الصعب على بكين المشاركة في قمة سويسرا بشأن أوكرانيا    ارتفاع حصيلة ضحايا الفيضانات والانهيارات الأرضية في سريلانكا إلى 12 شخصا    أفشة: الجلوس على الدكة يحزنني.. وأبو علي هيكسر الدنيا مع الأهلي    هل تلقى الزمالك خطابا بموعد ومكان مباراة السوبر الأفريقي؟    "مش عايزه".. مدرب ليفربول الجديد يصدم صلاح    بالأسماء.. شوبير يكشف كل الصفقات على رادار الأهلي هذا الصيف    رئيس الإدارة المركزية للمنطقة الأزهرية تتابع امتحانات القرآن الكريم في الإسكندرية    المستندات المطلوبة للتقديم في وظائف المعلمين بالمدارس اليابانية.. اعرف الشروط    رئيس بعثة الحج الرسمية: استقرار الحالة الصحية لزوار بيت الله الحرام دون ظهور أمراض وبائية    السكة الحديد تعلن إجراء تعديلات على تركيب بعض القطارات بالوجه البحري    انهيار منزل ونشوب حريق في حادثين متفرقين دون إصابات بقنا    محافظ المنوفية: تحرير 94 محضر انتاج خبز غير مطابق للمواصفات لمخابز بلدية    تخرج دفعة جديدة من ورشة الدراسات السينمائية بقصر السينما    28 يونيو الجاري .. جورج وسوف يقدم حفله الغنائي في دبي    فيديو.. «العيال فهمت» على مسرح ميامي بعيد الأضحى المبارك    اتفاق تعاون بين الجامعة الفرنسية وباريس 1 بانتيون سوربون لإطلاق برامج جديدة في مجال السياحة    دعاء لأمي المتوفية في عيد الأضحى.. «اللهم انزلها منزلا مباركا»    الكشف وتوفير العلاج ل 1600 حالة في قافلة للصحة بقرية النويرة ببني سويف    5 خدمات تقدمها عيادة أبحاث الألم بالمركز القومي للبحوث، اعرف المواعيد    «صيادلة الإسكندرية» تطلق 5 قوافل طبية وتوزع الدواء مجانا    التشكيل المتوقع لودية ألمانيا وأوكرانيا ضمن استعدادات يورو 2024    الموسم الثاني من سلسلة "الأعيان" على شاشة الوثائقية قريبًا    لماذا رفض الروائى العالمى ماركيز تقديم انتوني كوين لشخصية الكولونيل أورليانو في رواية "100 عام من العزلة"؟ اعرف القصة    الطيران الإسرائيلي يغير على أطراف بلدة حانين ومرتفع كسارة العروش في جبل الريحان    هل يجوز للمُضحي حلاقة الشعر وتقليم الأظافر قبل العيد؟.. معلومات مهمة قبل عيد الأضحى    كوريا الجنوبية تعلق اتفاقية خفض التوتر مع نظيرتها الشمالية    محافظ القاهرة: 1.5 مليار جنيه لرفع كفاءة الخدمات المقدمة إلى المواطنين    "ما حدث مصيبة".. تعليق ناري من ميدو على استدعائه للتحقيق لهذا السبب    علقت نفسها في المروحة.. سيدة تتخلص من حياتها بسوهاج    باحثة ل"إكسترا نيوز": مصر لديها موقف صارم تجاه مخططات إسرائيل ضد غزة    هل يجوز ذبح الأضحية ثاني يوم العيد؟.. «الإفتاء» توضح المواقيت الصحيحة    للتدخلات الجراحية العاجلة.. كيف تستفيد من مبادرة إنهاء قوائم الانتظار؟    أول تعليق من التعليم على زيادة مصروفات المدارس الخاصة بنسبة 100 ٪    تحرك من الزمالك للمطالبة بحق رعاية إمام عاشور من الأهلي    رسومات الأحياء المقررة على الصف الثالث الثانوي.. «راجع قبل الامتحان»    35 جنيها للمادة.. ما رسوم التظلم على نتيجة الشهادة الإعدادية بالجيزة؟    أفشة: ظُلمت بسبب هدفي في نهائي القرن.. و95% لا يفقهون ما يدور داخل الملعب    فضل صيام العشر الأوائل من ذي الحجة وفقا لما جاء في الكتاب والسنة النبوية    محمد الباز ل«بين السطور»: فكرة أن المعارض معه الحق في كل شيء «أمر خاطئ»    مقتل شخص وإصابة 24 فى إطلاق نار بولاية أوهايو الأمريكية    الإفتاء تكشف عن تحذير النبي من استباحة أعراض الناس: من أشنع الذنوب إثمًا    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



الدعوة الإسلامية في البرازيل ..الواقع والمأمول
نشر في محيط يوم 01 - 10 - 2012


مركز "محيط" للدراسات السياسية والإستراتيجية
دراسة بقلم . خالد رزق تقي الدين*

تعد البرازيل أكبر دول أمريكا اللاتينية مساحة حيث تبلغ 8.500.000 ثمانية ملايين وخمسمائة ألف كيلومتر مربع، وأكثرها سكانا حيث يقدر عددهم ب 200 مليون نسمة .

وتعد الجالية المسلمة أكبر جالية من حيث العدد في أمريكا اللاتينة إذ تقدر ب مليون ونصف مسلم، وهم منحدرون من أصول شامية وبعض الجنسيات الأخرى وممن اعتنق الإسلام من أبناء البرازيل .

والإسلام ليس غريبا على البرازيل فقد وصلها مع العبيد الأفارقة الذين حافظوا على إسلامهم وكادت أن تقوم لهم دولة بعد حركة جهادية مستمرة كان آخرها " ثورة العبيد " عام 1835م ولكنها أخمدت، وبدأ صوت الإسلام يخفت في هذه البلاد، إلى أن وصلت الهجرة الحديثة من بلاد الشام عام 1915 وتزايدت فيما بعد وبدأ المسلمون يهتمون بأمورهم الإسلامية نتيجة حتمية لتوطنهم في هذه البلاد .

أغلب الذين هاجروا كانوا من أصحاب الحرف والمزارعين البسطاء ولذلك انصب اهتمامهم الإسلامي في المحافظة على أداء بعض الشعائر الدينية، وتعليم دروس اللغة العربية للأبنائهم، ولذلك لم تنتقل الدعوة الإسلامية خطوات إلى الأمام وظلت أسيره داخل بعض المساجد أو ممارسة بعض العادات.

كان لقدوم الشيخ الدكتور عبد الله عبد الشكور كامل مبعوثا لوزارة الأوقاف المصرية لمسجد البرازيل عام 1956م أثر عظيم في التأسيس للدعوة الإسلامية الحديثة حيث استطاع أن يؤسس المدرسة الإسلامية البرازيلية بضاحية " فيلا كارون "، والمقبرة الإسلامية في ضاحية " غواروليوس "، وناديا اجتماعيا في ضاحية "سانتو أمارو " للقاء العائلات المسلمة، وتتلمذ على يديه الكثير من قيادات العمل الإسلامي في البرازيل منهم الحاج حسين الزغبي رحمه الله مؤسس اتحاد المؤسسات الإسلامية في البرازيل، والأستاذ سمير الحايك صاحب أول ترجمة لمعاني القرآن الكريم باللغة البرتغالية، والدكتور حلمي نصر صاحب ترجمة معاني القرآن باللغة البرتغالية المعتمده من مطبعة الملك فهد، والأستاذ عز الدين البعلبكي مؤسس مجلة الرسالة وله الكثير من الكتب حول الإسلام في البرازيل، والأستاذ محمد سعيد صالح من قيادات العمل الإسلامي في لبنان .

دور د عبد الله عبد الشكور في انعقاد أول مؤتمر

ويعود للدكتور عبد الله عبد الشكور كامل الفضل في انعقاد أول مؤتمر إسلامي بأمريكا اللاتينية عام 1970م والذي حضره وزير الأوقاف وشؤون الأزهر الدكتور عبد العزيز كامل والشيخ محمد بن ناصر العبودي، ويعتبر هذا المؤتمر علامة تحول كبيرة في تاريخ الدعوة الإسلامية داخل البرازيل، حيث قامت المملكة العربية السعودية بمساعدة الجالية المسلمة في البرازيل في تعمير الكثير من المساجد وإرسال الدعاة.

توجد في البرازيل اليوم الكثير من المؤسسات التي أقيمت للعناية بشؤون المسلمين المختلفة، إلا أننا يمكن أن نجمل أهمها والتي لها تأثير على مسار الدعوة الإسلامية في البرازيل فيما يلي .

الجمعية الخيرية الإسلامية " ساو باولو "

تم تأسيسها عام 1929م وتعد أيضا أقدم جمعية إسلامية في أمريكا اللاتينية، ويتبع لها أول مسجد تم إنشاؤه في أمريكا اللاتينية عام 1956م بدعم من جمهورية مصر العربية " مسجد البرازيل "، ويوجد لدى الجمعية قاعة للمحاضرات وصالات للمناسبات وقاعات رياضية، وتتولى الجمعية إدارة المقبرة الإسلامية بضاحية " غواروليوس "، والمدرسة الإسلامية البرازيلية بضاحية " فيلا كارون "، رئيس الجمعية الدكتور عادل فارس، ولديهم مبعوثان من وزارة الأوقاف المصرية هما إمام المسجد الشيخ سيد جمعة والشيخ الدكتور عبد الحميد متولي مسؤول بعثة وزارة الأوقاف المصرية، ورغم اقتصار نشاط المسجد على محيطه وعدم امتداده ليشمل باقي ولاية ساو باولو،إلا أنه يعد بمثابة المسجد الجامع ويطلق على الجمعية الإسلامية هناك الجمعية الأم، وله وضع خاص في نفوس أبناء الجالية ويوجد صراع دائم بين العائلات المسلمة لتولي رئاسته، ويعتبر المقصد الرئيسي لوسائل الإعلام البرازيلية والهيئات والجامعات والمؤسسات المختلفة داخل البرازيل .

الجمعية الخيرية الاسلامية " ريو دي جانيرو "

أسست عام 1951م وتضم الجمعية مسجدا لم يكتمل بناؤه، وهو بحاجة لمساعدة المؤسسات الإسلامية في العالم الإسلامي، ويعد المسجد الوحيد في تلك الولاية حيث يقصده الكثير من السياح والجامعات والمدارس، ويشرف عليه أبناء المسلمين وجميعهم متطوعون، وبعضهم تلقى تعليمه الشرعي في جامعات إسلامية وبعضهم الآخر تلقوا تعليمهم من خلال دورات شرعية وندوات وملتقيات إسلامية وعلى أيدي مشائخ، ويوجد عدد كبير من معتنقي الإسلام ممن يستفيدون من خدمات الجمعية ورئيسها الحالي السيد محمد زينهم .

المدرسة الإسلامية البرازيلية

تم إنشاؤها عام 1966م في عهد الشيخ الدكتور عبد الله عبد الشكور كامل مبعوث وزارة الأوقاف المصرية، وهي تابعة للجمعية الخيرية الإسلامية بساو باولو، وظلت تؤدي دورها إلى أن ضعف أداؤها، وفي منتصف التسعينات قامت الجمعية بتأليف مجلس إدارة تابع للجمعية من الشباب لترتيب أوضاع المدرسة ومنذ ذلك الحين وحتى اليوم تؤدي المدرسة دورها ورسالتها في تعليم أبناء المسلمين ومدير المدرسة الشيخ محمد أمامه.

وتدرس المدرسة منهج اللغة العربية والدين الإسلامي داخل الدوام الرسمي، والمناهج معترف بها من قبل وزارة التعليم البرازيلية، وتعد بهذا الشكل فريدة في كل البرازيل، وتعتمد المدرسة على تبرعات أهل الخير من داخل البرازيل فيما يخص التوسعات الدائمة أو المنح الدراسية .

إتحاد المؤسسات الإسلامية في البرازيل

تم تأسيسه في 19/12/1979م على يد الحاج حسين محمد الزغبي، وبرعاية وإشراف السفارات الإسلامية في برازيليا، ومباركة رابطة العالم الإسلامي، ووزارات الأوقاف والشؤون الإسلامية في أكثر من بلد إسلامي، ويضم الاتحاد في عضويتة 40 مركزا إسلاميا يتوزعون على ولايات البرازيل المختلفة، ويتولى إدارته الدكتور محمد حسين الزغبي .

ويهدف الاتحاد للعمل على رعاية شؤون الجالية المسلمة في البرازيل، وتأسيس المراكز والمساجد والمدارس الإسلامية، وتوفير الدعم للمؤسسات الإسلامية، ونشر تعاليم الإسلام داخل البرازيل بالطرق الحسنة، وتوفير الطعام الحلال للمسلمين في البرازيل والعالم الإسلامي ولديه جهاز للذبح الحلال يضم 350 موظفا، وإدارة للشؤون الإسلامية تعنى بتوزيع الكتب باللغة البرتغالية مجانا، وعمل مشاريع دعوية حديثة وتضم 8 مشايخ متفرغين إضافة ل 5 موظفين محترفين، ويعتمد الاتحاد في دعم أنشطته المختلفة على قسم من عوائد شهادات الذبح الحلال وبدأت تأتيه بعض المساعدات خلال العامين الماضيين لدعم بعض المشاريع الموسمية " الحج - إفطار الصائم - الأضاحي " .

المركز الثقافي الخيري الإسلامي " فوز دو إيجواسو "

تأسس عام 1980 م حيث يقطن بهذه المدينة قرابة 15.000 مسلم ، ويشمل مسجدا كبيرا بملحقاته وتقام فيه الصلوات والمحاضرات الشرعية للمسلمين وغير المسلمين، ويتبعه مدرسة لتدريس اللغة العربية،رئيس المركز الدكتور فيصل إسماعيل، وإمام وخطيب المسجد الشيخ الدكتور محسن الحسيني مبعوث رابطة العالم الإسلامي، ولديه العديد من النشاطات الدعوية الأخرى ويعد من أقوى المراكز في جنوب البرازيل ويقع على عاتقه التعريف بالإسلام في منطقة الحدود الثلاثية لدول " البرازيل والبراغواي والأرجنتين " .

مركز الدعوة الإسلامية بأمريكا اللاتينية

تم تأسيسه عام1987م على يد الحاج أحمد علي الصيفي وهو رئيسه حتى اليوم، ولديه جهاز لإصدار شهادات الذبح الحلال، ويهدف لإقامة المخيمات وإصدار المطبوعات والمشاركة في معارض الكتاب ويقوم بعقد مؤتمر سنوي للمسلمين في أمريكا اللاتينية، ويحظي مركز الدعوة الإسلامية بدعم كبير من المؤسسات الخيرية وبعض رجال الأعمال في دول العالم الإسلامي المختلفة وخصوصا دول الخليج لتحقيق نشاطاته منذ إنشائه وحتى الآن وهو مالم يتحقق لغيره من المؤسسات العامله على الساحة البرازيلية، ولاتوجد إحصاءات دقيقة حول حجم الدعم الذي يتلقاه المركز سنويا ولا أوجه الصرف، وتوجد الكثير من الأوقاف التي تم شراؤها من هذه الأموال والتي لايعلم قدرها بشكل من الدقة، ويوجد لديه بعض الدعاة .

رابطة الشباب المسلم في البرازيل

تم تأسيسها عام 1995م في ضاحية " براس " بمدينة ساو باولو، وهي تجمع شبابي حديث الهجرة للبرازيل، أغلبهم من شمال لبنان " عكار – طرابلس "، والمقر به مسجد صلاح الدين وقاعة للمحاضرات، ومصلى للنساء، إضافة لقاعات للتدريس، رئيس الجمعية الشيخ أسامه الزاهد، ولهم نشاط ملحوظ مع المسلمين الجدد، ومتعاقد مع الشيخ رامي الزمار، وتعتمد المؤسسة على الدعم المحلي من تجار المنطقة واستطاعت شراء وقف بمبلغ مليون دولار لتأمين المصاريف المختلفة .

الندوة العالمية للشباب الإسلامي

هي المكتب الإقليمي للندوة في أمريكا اللاتنية وقد تم إنشاؤه عام 2001م، ويرأسه الشيخ علي العبدوني والشيخ جهاد حسن حمادة، ولديهم نشاط في إقامة المحاضرات والمخيمات الشبابية التربوية، واستطاع المكتب إنشاء وقف إسلامي من خلال التبرعات المحلية ويمتد نشاطه ليشمل بعض الدول في أمريكا اللاتينية، ويتلقى الدعم من الندوة بالمملكة العربية السعودية .

المجلس الأعلى للأئمة والشؤون الإسلامية في البرازيل

هو تجمع يضم علماء ومشايخ ودعاة أهل السنة والجماعة في البرازيل من الدعاة المحليين أوالمبتعثين من وزارات الأوقاف والشؤون الإسلامية بالعالم الإسلامي، ويبلغ عددهم 60 شيخا وداعية، تم تأسيسه عام 2005م ، ويعتبر المرجعية للجالية الإسلامية في البرازيل والمسؤول عن النواحي الشرعية، ويهدف إلى رعاية الشؤون الإسلامية وتوحيد الفتوى، وإنشاء وقف إسلامي، ويتولى رئاسته الشيخ خالد رزق تقي الدين، ومقره في مسجد البرازيل بمدينة " ساو باولو " .

وليس للمجلس أي مصدر مالي في الوقت الحاضر سوى بعض التبرعات لإقامة بعض الأنشطة الدعوية، ويسعى المجلس لإنشاء بيت الزكاة والوقف حتى يتمكن من تمويل المشاريع الإسلامية المختلفة وخصوصا كفالة الدعاة وترجمة وتأليف الكتب الإسلامية والعناية بالمساجد، وتعقد الجالية المسلمة آمالا كبيرة على المجلس لتحقيق الكثير من التطلعات المستقبلية، حيث أن إدارته يتم انتخابها بالاقتراع المباشر وتتكون من أحد عشر شيخا وتتمتع بالاستقلالية والشفافية التامة .

الاتحاد الوطني الإسلامي

تم إنشاؤه عام 2007م ويرأسه السيد جمال الباشا، ويضم 20 مؤسسة إسلامية أغلبها في ساو باولو، ولديه هيئة إعلامية وأخرى قضائية، ويقوم بالرد على الشبهات الموجهة للإسلام والمسلمين في البرازيل والملاحقة القضائية لبعض القضايا المهمة، ويقوم بعمل نشاط اجتماعي داخل الجالية البرازيلية خلال شهر رمضان المبارك، وتعاقد مع الشيخ محمد البقاعي لإدارة شؤونه الدينية، وحيث أن دعم الاتحاد يعتمد على اشتراكات المؤسسات صاحبة العضوية فإنه مازال يراوح مكانه ولايستطيع تنفيذ الكثير من الأهداف التي أقيم من أجلها .

المعهد اللاتيني الأمريكي للدراسات الإسلامية

أسس بتاريخ 15 مايو 2008 في مقر الجمعية الخيرية الإسلامية بمدينة مارنغا، وهو جهة أكاديمية لتدريس العلوم الإسلامية في مقره أو عن بعد، ويهدف إلى تكوين كادر دعوي متميز من بين أبناء المسلمين وفق أسس علمية حديثة، يشرف عليه الشيخ الدكتور محمد الرهيدي والشيخ عبد الباقي عثمان، ويعتمد في ميزانيته على بعض المؤسسات الخيرية في دول الخليج وخصوصا دولة الكويت.

الدعم الخارجي

بداية الدعم الخارجي للمؤسسات الإسلامية في البرازيل تمثل في مساعدة جمهورية مصر العربية في بناء مسجد البرازيل عام 1941م، ثم تولت وزارة الأوقاف المصرية إرسال مبعوثا لها للعناية بأحوال المسلمين، وقد اتسع هذا الدور ليصل عدد مبعوثى وزارة الأوقاف المصرية إلى 11 شيخا وتعد أكبر بعثة وتقوم الوزارة بإنفاق الكثير من الأموال على هؤلاء العلماء إضافة للقراء الذين يتم ابتعاثهم خلال شهر رمضان المبارك وهذا دعم ثابت يشكل أكبر أنواع الدعم المالي الخارجي للمؤسسات الإسلامية في البرازيل .

وكان للمملكة العربية السعودية الفضل في إنشاء أكثر من 37 مسجدا موزعة على جميع الولايات البرازيلية وكانت المساعدات كانت تصل عن طريق السفارة ثم تقدم مباشرة للمؤسسات الإسلامية مع متابعة لعملية البناء، وتقوم المملكة عن طريق رابطة العالم الإسلامي ووزارة الشؤون الإسلامية والندوة العالمية للشباب الإسلامي بكفالة الكثير من الدعاة .

حظي مركز الدعوة الإسلامية بأمريكا اللاتينية في البرازيل منذ تأسيسه عام 1987م، بدعم خارجي كبير من رجال أعمال ومؤسسات حتى وصل في بعض الأوقات أنه كان يكفل 20 داعية على نفقة المحسن الكبير الشيخ سليمان الراجحي، وكذلك شمل الدعم الخارجي للمركز طباعة الكتب والصحف وإقامة المخيمات والمؤتمرات إضافة لشراء بعض الأوقاف في البرازيل .

ولايعلم على درجة الدقة حجم هذا الدعم المستمر حتى تاريخ كتابة هذه الدراسة ولاحجم الأوقاف التي قام المركز بشرائها في البرازيل، وقد ساهم في هذا الدعم " الندوة – الشيخ سليمان الراجحي – الهيئة الخيرية الإسلامية العالمية – الشيخ عبد الله بصفر " وغيرها من المؤسسات والأشخاص .

أما اتحاد المؤسسات الإسلامية في البرازيل والذى يعتمد في نفقاته منذ تأسيسه عام 1979م على الجهود الذاتية من داخل البرازيل، بدأ منذ عامين أن يعيد الثقة للمتبرعين ويتلقى دعما خارجيا في مشاريعه المختلفة من خلال التواصل مع مؤسسات خيرية في العالم الإسلامي مثل المشاريع الموسمية " إفطار الصائم – الأضاحي – الحج "، وطباعة الكتب الإسلامية باللغة البرتغالية وفرش المساجد، ومعظم المؤسسات الداعمة هي من دولة الإمارات العربية المتحدة، وقد استفاد الاتحاد من تجارب الدعم السابقة فقام بعمل تدقيق مالي لكل مايتلقاه من أموال أو دعم خارجي، ويصدر بيانا لأوجه الصرف المختلفة من خلال تقارير دورية تصل للمتبرعين ومتابعة بكامل الشفافية من سفارة دولة الإمارات العربية المتحدة في البرازيل .

ويتلقى مكتب الندوة العالمية للشباب الإسلامي في البرازيل دعما من الأمانة العامة للندوة في الرياض، وبدأ المكتب بتجربة حميدة تمثلت بشراء بعض الأوقاف من خلال التبرعات المحلية من البرازيل والتي يساهم مردودها في دعم بعض أنشطته المختلفة .

ويتلقى المعهد اللاتيني الأميركي للدراسات الإسلامية دعما من بعض المؤسسات في دولة الكويت، وتتلقى بعض المؤسسات الجديدة أو بعض الأفراد دعما من مؤسسة عيد الخيرية في دولة قطر .

الواقع الدعوي في البرازيل

أرض البرازيل واسعة وكذلك أعداد المسلمين الذين يتوزعون على الولايات البرازيلية المختلفة، ونستطيع تشبيه العمل الدعوي فيها مثل المطر الخفيف الذي ينزل على الأرض القاحلة، فمهما قدمت من أعمال دعوية فالبرازيل تحتاج إلى المزيد .

لايوجد إحصاء دقيق لعدد المؤسسات الإسلامية ولكنها تقدر ب 80 مؤسسة، وكذلك يقدر عدد المساجد والمصليات بحوالي 110 مسجدا، فيما يبلغ عدد الدعاة والمشايخ 60 شيخا وداعية .

هذا العدد يعجز عن القيام بشؤون المسلمين المختلفة ويحتاج لمزيد من الترتيب والتنسيق والتعاون وتوزيع الأدوار حتى يقوم بهذه المسؤولية العظيمة .

دور المؤسسات الإسلامية

تهتم المؤسسات الإسلامية في البرازيل بالمحافظة على هوية الجالية من خلال برامج مختلفة تشمل إقامة الشعائر الإسلامية، ونشر الكتاب الإسلامي باللغة البرتغالية، وإقامة المخيمات والمؤتمرات، والعناية بالمسلمين الجدد .

العقبات التي تواجه الدعوة في البرازيل

1- عدم وجود خطط استراتيجية لنشر الدعوة الإسلامية في البرازيل .

2- عدم التنسيق بين المؤسسات المختلفة بما يخدم مصلحة الدعوة .

3- التنافس حول إصدار شهادات الذبح الحلال، حيث توجد مؤسستان تصدرات تلك الشهادات هما اتحاد المؤسسات الإسلامية في البرازيل حيث بدأ هذا العمل عام 1979م، ومركز الدعوة الإسلامية بأمريكا اللاتينية والذي بدأ في إصدار شهاداته عام 1989م، وبعد فترة تحول هذا العمل إلى منافسة شديدة حملت معها إثارة للشائعات وطعن في الأشخاص والمؤسسات، وتورط في هذا الصراع أشخاص ومؤسسات داخل البرازيل وخارجها، وكان لهذا الصراع تأثير على مسيرة العمل الدعوي في البرازيل، وازدادت الأمور سوءا حينما بدأت بعض المؤسسات الجديدة الدخول في حلبة هذا الصراع حتى تحظى بنصيب لها من شهادات الذبح، مما عقد الأمور وأوصلها لطرق مسدودة في كثير من الأحيان .

وأرى لزاما على المؤسسات داخل البرازيل وخارجها تحري الموضوعية وعدم تصديق الشائعات التي يطلقها أصحاب المصالح وتطال المؤسسات أو الأفراد إلا بأدلة قاطعة حتى لاتظلم الدعوة في البرازيل .

4- وجود بعض المؤسسات أو الأشخاص داخل البرازيل الذين يعتبرون أنفسهم أوصياء على الدعوة الإسلامية، ولايريدون لأي هيئة أو مؤسسة جديدة أن تظهر على الساحة فيقومون بكيل الاتهامات لها، أو وضع العقبات في طريقها ويشوهون سمعتها داخليا وخارجيا وللأسف الشديد يجدون لهم أعوانا في بعض البلدان الإسلامية من أصحاب النفوذ والقرار والذين يصدقونهم في كل مايدعون دون نظر أو تمحيص، هؤلاء الأشخاص أو المؤسسات لاتستطيع أن تستوعب المؤسسات الجديدة التي بدأت تشق طريقها على ساحة العمل الدعوي في البرازيل، وهي مؤسسات واعدة تنتهج أساليب حديثة في عملها وتعتمد على النظام المؤسسي والشورى، ومشاركة الأعضاء في اتخاذ القرار .

5- قيام بعض مؤسسات الدعم الخارجي بدعم أفراد أو مؤسسات عديمي الخبرة بالواقع الدعوي في البرازيل، دون استشارة لأهل الخبرة أو سفارات الدول الإسلامية المختلفة، مما يؤدي إلى خداع هذه المؤسسات وذهاب أموال المتبرعين سدى أو في غير الطريق الذي رصدت من أجله مما قد يؤدي لمضاعفات مستقبلية تضر بالجالية المسلمة في البرازيل .

المأمول

يستطيع المتابع لمسيرة العمل الدعوي في البرازيل ملاحظة أن هناك نوعا من التنافس بين المؤسسات الإسلامية المختلفة، وهذا في حد ذاته ظاهرة طيبة إذا تقيد بأصول المنافسة الشريفة، ولكن هذه المنافسة دفعت بعض المؤسسات لمحاولة تشويه دور الأخرى أو التقليل من قيمتها، ولعل من يزور البرازيل يستطيع أن يتبين أنه بعد زيارته لم يتعرف على الكثير من الجهات الإسلامية التي تقوم على ثغر عظيم من ثغور الدعوة، وذلك لأن الجهة التي قامت بتنظيم الزيارة أحاطتها بنوع من الكتمان أو جعلتها تزور مؤسسات بعينها مما يفرغ الزيارة من محتواها، وتبرز مؤسسة بعينها وكأنها هي القائمة بشؤون الدعوة في البرازيل .

لذلك فإننا نطمح لمزيد من الحوار بين المؤسسات العاملة في البرازيل للوصول إلى تنسيق فيما بينها، حتى تتحمل كل مؤسسة ناحية معينة من نواحي العمل الدعوي وتبرع فيها وتتكامل مع غيرها من المؤسسات العاملة على الساحة وتتعاون معها ضمن خطة تشمل الجميع، وليس بالضروة إقامة إتحاد فيما بينها قد يكون عقبة في تحقيق الكثير من المشاريع الدعوية .

وربما يكون لإنشاء مؤسسة الوقف عظيم الأثر في ترتيب أمور الدعوة الإسلامية في البرازيل بحيث يتولى إدارتها مجموعة من علماء البرازيل إضافة لبعض التجار من أهل الخير على أن تتولى هذه المؤسسة جمع الزكاة إضافة لنسبة معينة من عائدات شهادات الذبح الحلال ويتم بناء على ذلك وضع خطة للعمل على مساعدة المؤسسات المختلفة ودعم المشاريع الدعوية .

توصيات

• العمل على ابتعاث عدد كاف من الدعاة المؤهلين القادرين على التعامل مع واقع الأسر المسلمة في البرازيل، والذين لديهم القدرة على التحدث باللغة البرتغالية، ويمكن أن يتلقى هؤلاء الدعاة المبتعثون دورة في بلادهم أو في البرازيل تتضمن اللغة وعادات وطبائع وتكوين المسلمين في البرازيل، ومشاكلهم واهتماماتهم المختلفة، وكذلك عادات وطبائع الشعب البرازيلي، مما يسهل عمل الداعية ونجاحه في إرشاد الناس إلى الخير .

• تأسيس مكتبة متكاملة باللغة البرتغالية مجازة من جهات الاختصاص بالعالم الإسلامي، تتضمن مبادئ العقيدة والشريعة الإسلامية، وتجيب عن الاستفسارات، والشكوك التي تطعن في الإسلام وتاريخه وترد على الحملات الموجهة ضد الجالية المسلمة .

• التعاون والتنسيق والدعم للمجلس الأعلى للأئمة والشؤون الإسلامية في البرازيل، هذا المجلس الوليد الذي تنعقد عليه بعد عون الله تبارك وتعالى آمال كثيرة في دفع مسيرة العمل الإسلامي داخل البرازيل .

• إنشاء مواقع أليكترونية باللغة البرتغالية للتعريف بالإسلام والرد على جميع الاستفسارات والشبهات التي ترد إليها من الجالية المسلمة أوالبرازيليين .

• إنشاء مدارس إسلامية بالتعاون مع بعض المؤسسات الخيرية في العالم الإسلامي، وابتعاث معلمي اللغة العربية، وإنشاء صندوق للمنح الدراسية لأبناء الأسر المسلمة الفقيرة، وإيجاد المناهج الحديثة لتدريس اللغة العربية لغير الناطقين بها .

• إنشاء قناة فضائية إسلامية متخصصة باللغة البرتغالية .

• إنشاء مركز إسلامي متكامل في مدينة " ساوباولو " يكون ملتقى للأسر المسلمة، يحتوى على مسجد ومدرسة ومدينة للطلاب، وملاعب وقاعات للمحاضرات، ومكانا لإقامة المخيمات والمعارض .

• وضع برنامج لرعاية أبناء الجالية المسلمة يتضمن زيارة الموطن الأصلي للآباء، وتلقي بعض الدورات في اللغة العربية وتعاليم الدين الإسلامي، وهذا البرنامج ممكن أن ينفذ عن طريق وزارات التربية في العالم الإسلامي، وسيفيد في عملية التواصل وعدم الانقطاع بين المهاجرين ومواطنهم الأصلية .

• استنهاض همم المؤسسات الخيرية في العالم الإسلامي لعمل برامج اجتماعية، لمساعدة الأسر المسلمة الفقيرة في البرازيل .

• عمل برامج مستمرة " مؤتمرات – مخيمات – دورات " لتوعية شباب المسلمين، يدعى لها متخصصون من العالم الإسلامي .

• تشجيع الأبحاث التي تتعلق بتاريخ وواقع المسلمين في البرازيل، وتوزيعها على جهات الاهتمام، لاتخاذ القرارات والبرامج المناسبة لوضع المسلمين في البرازيل .

مساجد تحتاج لأئمة

مسجد كويابا ولاية ماتو جروسو
مسجد لاجيس ولاية سنتا كاتارينا
مسجد كولينا ولاية ساو باولو
مسجد باريتوس ولاية ساوباولو
مسجد ريو دي جانيرو
مصلى فورتاليزا ولاية سيارا
مصلى بيليم ولاية بارا

*الأمين العام للمجلس الأعلى للأئمة والشؤون الإسلامية في البرازيل


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.