أ ش أ: قال رئيس الوزراء الأردني الدكتور فايز الطراونة إن ملف اللاجئين السوريين يشكل مصدر قلق لبلاده لا يقتصر فقط على الناحية المادية، مشيرا إلى أن نحو 200 ألف سوري دخلوا المملكة على إثر الأحداث في سوريا وهذا يشكل ضغطا على الأردن وعلى استهلاك السلع المدعومة. وأشار الطراونة ، في مقابلة مع برنامج " ستون دقيقة " بثها التلفزيون الأردني مساء اليوم "الجمعة" إلى أن أول أمر قامت به الحكومة الأردنية هو إنشاء مخيم "الزعتري" للاجئين السوريين بمحافظة المفرق(75 كم شمال شرق عمان) بدلا من المواقع داخل التجمعات السكنية، لافتا إلى وجود مشكلات في المخيم ناجمة عن الطبيعة الجغرافية في المنطقة مثل الغبار وارتفاع درجة الحرارة.
وأشاد الطراونة بالقوات المسلحة الأردنية التي تتحمل العبء الأكبر على الشريط الحدودي الواسع لاحتضان هؤلاء الناس وحمايتهم وتقديم الخدمات الأساسية لهم لحين إيصالهم إلى المخيم .
وأشار إلى أن اللاجئين السوريين في مخيم "الزعتري" الذين يصل عددهم إلى 30 ألفا يحتاجون يوميا إلى مليون لتر ماء صالح للشرب .
وأضاف " هذه ليست منة على أحد" ، موجه نداءه للعالم كما سبق وأن وجهته الحكومة الأردنية من قبل مع 6 منظمات دولية بالقول"إننا على مشارف أزمة إنسانية لم نبتدعها أو نخترعها وإنما فرضت علينا ونحاول أن نخفف من غلوائها بالقدر الذي نستطيع".
وأعرب الطراونة عن أسفه لما يكتب في بعض المقالات بأن الزعتري"مخيم الموت"، وقال" إن الأردن لا يمكن أن يبخل على أشقائه، ولكن هذا ما نملك، والعالم مدعو لدعم المملكة ليس فقط بالوعود".
وبشأن الجانب الأمني من ملف اللاجئين السوريين، قال الطراونة "إننا لا نعرف من يدخل ونبدأ بعد دخولهم بالتدقيق حتى لا يكون أي ضرر على الأردن"، داعيا المتبرعين من الأشقاء والأصدقاء للقبول بهذا الموقع لمخيم "الزعتري "والعمل على تحسين الظروف فيه.
وأشار في هذا الصدد إلى أن وجبات الطعام المقدمة للاجئين السوريين في المخيم تطبخ في عمان وترسل إلى هناك ، لافتا إلى أن هذا الأمر سيتغير اعتبارا من أول الشهر المقبل حيث سيتم إعداد الطعام في الموقع حتى لا يكون هناك تأخير في تقديم الوجبات الذي كان احد الأسباب للإضرابات التي حدثت في المخيم.
وقال الطراونة إن إيجاد 5 - 6 مواقع مختلفة لإيواء اللاجئين السوريين بالمملكة يتطلب مطابخ ومستشفيات ومدارس متنقلة فضلا عن الطوق الأمني، مؤكدا أن هذا الأمر لا تستطيع أن تقوم به الدولة الأردنية ولا الدول المتبرعة، معربا عن أمله في أن تنتهي هذه الأزمة الإنسانية ويعود الناس إلى بلدهم سوريا.
وفي الشأن الداخلي، أشار فايز الطراونة رئيس الوزراء الأردني إلى أن الحكومة ستقوم بالتنسيب قبل نهاية الشهر الجاري لإرجاء عقد الدورة العادية لمجلس الأمة الأردني(البرلمان) التي تشكل استحقاقا دستوريا في الأول من شهر أكتوبر المقبل ، لافتا إلى أن الإرجاء صلاحية دستورية للعاهل الأردني الملك عبد الله الثاني بتنسيب من رئيس الوزراء ووزير الداخلية لمدة شهرين .
وقال إنه سيأتي بعدها حل مجلس النواب الذي يسبق الدعوة إلى إجراء الانتخابات النيابية كونها تأتي قبل أوانها وهي أربع سنوات شمسية " موضحا أن هذا حق للعاهل الأردني أن يدعو إلى انتخابات مبكرة.
وأعرب رئيس الوزراء الأردني عن اعتقاده وتقديره بأن يكون موعد الانتخابات النيابية المقبلة مع نهاية العام الجاري أو مع مطلع العام المقبل بأسبوع أو أسبوعين.
وأوضح أنه بعد حل مجلس النواب على الحكومة أن تستقيل كما ورد في التعديلات الدستورية الأخيرة خلال أسبوع، مشيرا إلى أن هذا الأمر عائد للعاهل الأردني الملك عبد الله الثاني ليقرر بأي يوم من هذا الأسبوع تقدم الحكومة استقالتها لتشكيل حكومة جديدة .
وتابع الطراونة " إنه كما هو معروف فان رئيس الحكومة الذي ينسب بحل مجلس النواب لا يمكن أن يكلف بالمرحلة القادمة وتشكيل الحكومة الجديدة وبالتالي لن أعود إلى رئاسة الحكومة المقبلة وهذا لا ينطبق على الوزراء .. والأمر يرجع للملك عبد الله الثاني".
وأكد أن الأمر باتجاه إجراء الانتخابات النيابية قد حسم وأن العد العكسي فعليا سيبدأ اعتبارا من غد "السبت" عند يصدر المرسوم الملكي بإرجاء الدورة العادية للبرلمان.
مواد متعلقة: 1. مئات اللاجئين السوريين يثيرون أعمال شغب في مخيم بالأردن 2. أمريكا: سوريا نقلت بعض الأسلحة الكيماوية لتعزيز أمنها 3. الصليب الأحمر: الوضع الإنساني في سوريا يتدهور بسرعة خلال الشهر الجاري