سرت: دعم العاهل الأردني الملك عبدلله الثاني كل جهد يهدف إلى تنقية الأجواء العربية، وتحقيق التضامن العربي، وإلى تجاوز كل الخلافات التي تؤدي إلى التدخل الخارجي في الشؤون العربية، ليس لنصرة قضايانا العادلة، وإنما لتحقيق طموحات الهيمنة والنفوذ. ونقلت صحيفة "القدس العربي" اللندنية عن العاهل الأردني قوله في كلمة مكتوبة وزعت بعد الجلسة الختامية لقمة سرت "إن تبني مبادرة السلام العربية في قمة بيروت عام 2002، والتمسك بها في كل القمم العربية التي تلتها رسخ القناعة بالإلتزام العربي الجماعي، بتحقيق السلام الشامل والعادل على أساس حل الدولتين، الذي يضمن قيام الدولة الفلسطينية المستقلة وذات السيادة في الضفة الغربية وقطاع غزة، وعاصمتها القدسالشرقية، وفي سياق إقليمي يضمن استعادة الحقوق والأراضي العربية المحتلة بالكامل". وقال: "إن استمرار التمسك العربي بهذه المبادرة أدى إلى بلورة إجماع دولي غير مسبوق على أن حل الدولتين هو الحل الوحيد للقضية الفلسطينية، وعلى أن إحلال السلام الشامل والعادل في الشرق الأوسط هو مصلحة حيوية ليس للعرب والفلسطينيين والإسرائيليين وحسب، وإنما للعالم أجمع". وعلى ذلك، فإن على المجتمع الدولي، أن يتحمل مسؤولياته بالضغط على إسرائيل، لإزالة العقبات والعراقيل التي وضعتها أمام المسيرة السلمية، ووقف الممارسات غير القانونية وغير الشرعية، المتمثلة في استمرار الإستيطان في الأراضي المحتلة وفي القدسالشرقيه بشكل خاص وفي انتهاك القانون الدولي والإنساني، من خلال هدم منازل الفلسطينيين ومحاولة تهجيرهم، لتغيير الواقع السكاني والطابع العربي للقدس المحتلة. وحذر الملك الأردني من ضياع هذه الفرصة الأخيرة، لإيجاد حل عادل للقضية الفلسطينية والصراع العربي الإسرائيلي. حتى لا تغرق هذه المنطقة وشعوبها، في دوامة جديدة من العنف والصراع، الذي يهدد الأمن والسلم العالمي ، وعلى إسرائيل أن تعرف أنها لن تحصل على الأمن، ما لم يحصل الفلسطينيون أيضا على حقهم في الأمن والحرية والدولة ، وعليها أن تختار بين البقاء قلعة معزولة أو العيش بسلام مع جيرانها. وأدان العاهل الأردني الإجراءات الإسرائيلية في القدس، وتحدث عن بذل كل جهد ممكن للإستمرار في دورنا التاريخي في المحافظة على عروبة القدس ورعاية وحماية مقدساتها، حتى تتحرر من نير الإحتلال كما دعا إلى تكثيف جهودنا مع المجتمع الدولي، لرفع الحصار الإسرائيلي الجائر، عن أهلنا الصابرين في قطاع غزة، الذين يعيشون ظروفا مأساوية لا يمكن السكوت عليها. وقال الملك عبدلله الثاني في كلمته: يتعين علينا أن نقف بحزم في وجه كل محاولات التدخل الخارجي في شؤون الدول العربية، ومحاولات العبث بأمنها واستقرارها. وعلى ذلك، فنحن نساند الجمهورية اليمنية الشقيقة، في كل الإجراءات التي قامت بها، لمنع التدخل الخارجي في شؤونها الداخلية، وندعم جهودها في محاربة الإرهاب، ومنع تنظيم القاعدة وغيره من التنظيمات الإرهابية، من التغلغل في اليمن الشقيق، وتهديد الأمن والإستقرار فيه وفي دول الجوار والعالم. وشدد عبد الله على دعم وتأييد كل الإجراءات التي تقوم بها المملكة العربية السعودية للدفاع عن أمنها واستقرارها ومحاربة الإرهاب، كما ساند دول الخليج العربي في التصدي لكل من يحاول العبث بأمنها أو استقرارها أو التدخل في شؤونها الداخلية، أو منازعة سيادتها الكاملة على كل شبر من أراضيها. وأكد أيضا على الوقوف إلى جانب لبنان في وجه التهديدات الإسرائيلية المدانة، وإلى جانب حكومته وشعبه ضد كل من يحاول العبث بالنسيج الداخلي اللبناني، أو يهدد استقرار لبنان وسلمه الأهلي. وأكد أيضا دعمه للسودان ورفض كل ما يهدد أمنه واستقراره.