لندن: كشفت مصادر صحافية بريطانية، نقلا عن مصدر أمني، إن الاستخبارات البريطانية للامن الخارجي "أم آي 6" تشتبه بأن موظفي المطارات العاملين لصالح جهاز الاستخبارات الإسرائيلية "الموساد" ربما قاموا بنسخ جوازات سفر البريطانيين المسافرين إلى إسرائيل. وذكرت صحيفة " القدس" الفلسطينية ان التقرير الذي نشرته صحيفة "نيوز أوف ذي وورلد" أشار إلى ان السلطات البريطانية قلقة بشأن التفتيشات الأمنية التي جرت على المسئولين البريطانيين الذين شاركوا في مؤتمر لمكافحة الإرهاب عُقد في إسرائيل خلال شهر سبتمبر/ أيلول الماضي. وكشفت ان هناك شكوكا لدى الاستخبارات البريطانية من أن آلافا من جوازات السفر البريطانية قد تم نسخها، والتي استخدم بعضها في عملية اغتيال القيادي في "حماس" محمود المبحوح في دبي. ويعتقد جهاز "إم آي 6" أن البريطانيين الذين يسافرون جوا إلى إسرائيل تم استهدافهم طيلة شهور ونسخت جوازات سفرهم، وفقا للصحيفة، التي أضافت أن وزارة الخارجية البريطانية عقدت اجتماعات على مستويات عالية الاسبوع الماضي لإصدار تحذير من السفر مع شركات طيران معينة. وكشف النقاب عن اسلوب التزييف الأسبوع الماضي في بيان "حملة الجوازات البريطانية المتهموم بقتل المبحوح" وجهته الحكومة البريطانية للبرلمان عقب استخدام هويات مواطنين بريطانيين في عملية الاغتيال في دبي. وبحسب البيان فإن 12 جواز سفر استخدمها قتلة المبحوح تم استنساخها في مطارات محتلفة أثناء توجه مواطنين بريطانيين إلى اسرائيل. وكان هؤلاء قد أخذوا لإجراء "فحوصات" كان كل منها يستغرق 20 دقيقة. وبالإضافة إلى التحقيق في تزييف الجوازات البريطانية، تدقق السلطات في المملكة المتحدة فيما إذا كانت عناصر من الاستخبارات الإسرائيلية استفادت من الزيارة التي قام بها مسئولون أمنيون بريطانيون لإسرائيل في نسخ جوازات سفرهم. وذكرت مصادر الشرطة البريطانية أن المسئولين خضعوا لتفتيشات أمنية مشددة لدى وصولهم إلى إسرائيل. وأخبر أحد تلك المصادر الصحيفة أنه " قيل للمسئولين بأن التفتيش روتيني لكنه لا ينطبق على كل الدول. وهذا سبب لقلق حقيقي من أن عددا من كبار الضباط والمسئولين هؤلاء قد يكون تم استنساخ جوازات سفرهم". وأعربت بريطانيا عن عدم رضاها بعد أن كشفت سلطات دبي عن أن هويات مواطنين بريطانيين استخدمت في الاغتيال وأجرت تحقيقا في القضية. وكان أحد الاجراءات التي اتخذت هو القرار بطرد دبلوماسي اسرائيلي يعمل في بريطانيا قيل انه مندوب "موساد" في لندن. وتردد ايضا ان إسرائيل لن يُسمح لها باستبدال مندوب "موساد" في بريطانيا ما لم تتعهد علنا بأن جوازات سفر المواطنين البريطانيين لن تستخدم مستقبلا في عمليات سرية. وأبلغ ديفيد ميليباند وزير الخارجية البريطاني مجلس النواب الاسبوع الماضي أن نشاطات اسرائيل وضعت المواطنين البريطانيين في حالة الخطر ودلّت على "استهانة مطلقة" بالسيادة البريطانية. وقال إن حقيقة كون إسرائيل حليفا طويل الأمد ولها روابط تجارية وشخصية وسياسية مع بريطانيا "تضيف إهانة إلى الجرح" في هذه القضية. ولاحظ ميليباند أن تحقيقا بريطانيا شامل توصل إلى أن إسرائيل كانت وراء تزييف الجوازات البريطانية التي استخدمها القتلة في دبي.