شن ما يعرف بالمكتب الإعلامي لحزب التحرير الإسلامي (ولاية مصر) هجوما عنيفا علي الكاتب الكبير فهمي هويدي، وقال الحزب: "أن إنكار الخلافة نوع من الكفر والفسوق"، و استشهدوا بما ورد في القران بهذا الشأن ويتعلق بها. وأتهم الحزب في بيان أصدره قبل قليل هويدي بتضليل القراء، ساخرا من وصف هويدي لنفسه بالمفكر الإسلامي، وواصفا إياه بأنه مصاب (بالصلف والغرور والكبرياء). وقال الحزب في بيان أصدره ردا علي مقال للكاتب يعترض فيه علي فكرة الخلافة والدولة الدينية: "بأن الكاتب يعمل علي ممالأةً لمن يتخوف من إقامة الخلافة، و يصرف الأمة عن الإنصات والالتفاف حول دعاة الخلافة الذين أصبحت أصواتهم عالية في كل ربوع الدنيا". واتهم البيان دول الغرب الأوروبي الأمريكي بالكفر، ووصف دولة الخلافة بأنها " كابوسٍ يقضُ مضاجعَ الغرب وباتَ يؤرقُهم في نومِهم ويقظتِهم".
وخاطب البيان هويدي، قائلا: "ألم تطلع يا أستاذ هويدي على تصريحات زعماء الغرب بوش و بلير و بوتين و هنري كسينجر و رمسفيلد وغيرهم من الذين بات يؤرقهم تحرك الأمة الصاعد نحو استئناف الحياة الإسلامية بإقامة دولة الخلافة؟، أم أنهم أيضا يحاربون "طواحين هواء"، ويتوهمون عدوا شبحا لا وجود له سوى في أذهان بعض "المتدينين المهووسين" بمسألة الخلافة الإسلامية كما تدعي سيادتك". واتهم البيان فهمي هويدي بالخلط المتعمد بين الخلافة والدولة الدينية بهدف تنفير من لا يزال يراوح مكانه من أبناء الأمة، وما زال مترددا في الانضمام لقافلة الأمة التي تسير نحو إقامة الخلافة.
ودعا البيان هويدي بالتقوى والتفرقة بين الدولة الدينية ودولة الخلافة التي هي دولة بشرية، وليست دولة إلهية. وتوجه الحزب بكلمة أخيرة لفهمي هويدي قائلا في بيانه، الذي ذيل بتوقيع شريف زايد رئيس المكتب الإعلامي لحزب التحرير (ولاية مصر) : "إن الخلافة تشكل ركنا أساسيا في مشروع حزب التحرير الإسلامي، وقد استطاع الحزب بفضل الله تعالى أن يجعل منه مشروعا ومطلبا للأمة، وهو بفضل الله يمتلك دستورا متكاملا جاهزا للتطبيق ليؤكد للأستاذ هويدي ولمن هم على شاكلته أن الخلافة ليست من قبيل الأحلام التي تراود قلة استثنائية من الناس، وأنه يتعذر تنزيلها على الأرض كما يدعى، و إن حزب التحرير يحملُ للعالمِ مشروعاً حضارياً متكاملاً يضمنُ الحياةَ المطمئنةَ والرفاهيةَ للبشر، و يحملُ لهم مشروعَ الخلافة، الأملَ الوحيدَ الذي تبقّى للبشريةِ للتخلصِ من ضنكِ وجورِ الرأسماليةِ التي عاشت على مصِ دماءِ البشر وظلمِهم ونهبِ خيراتِهم، و خلافة ستنيرُ للبشريةِ دربَها وتحفظُ دماءَها وخيراتِها، خلافة تقدمُ أبناءَها قرباناً لنشر الخيرِ والهدى للعالم، خلافة لا يهدأُ لها بالٌ ولا يستقرُ لها حالٌ إلا بجعلِ البشرِ ينعمونَ بحياةٍ آمنةٍ مطمئنةٍ في ظلِ عدلِ شِرعةِ السماءِ دونَ أن ينتقصَ من حقِ البشرِ أو الدواب شيئاً، إنها خلافة حُقَ لها أن تُسمى بمشعلِ الهدايةِ في هذا الليلِ البهيمِ، وأملِ هذه الأمةِ والعالمِ من بعد ما حلَ بالبشريةِ داءُ الرأسمالية". مواد متعلقة: 1. "هويدي": «التقسيم والتشييع والقطرنة» فرقعة إعلامية لتعطيل أهداف الثورة 2. «كُتاب الصحف»: «جلال عارف» يتناول قرض «صندوق النقد».. و«هويدي» يتحدث عن «الدولة البوليسية» 3. كُتاب الصحف: «جويدة» يستنكر الفيلم المسيء.. و«هويدي» ينتقد طريقة الاحتجاجات