في تطور جديد للوضع في سجن العقرب بعد الإضراب الذي قام به سجناء قضية طابا وشرم الشيخ منذ عدة أيام، هددت إدارة سجن العقرب بإلغاء الزيارة والفسح وغلق الزنازين وسحب جميع الامتيازات التي كان يتمتع بها جميع النزلاء السياسيين في السجن. وقد تقدم عدد من أهالي السجناء اليوم بشكوى للعديد من المنظمات الحقوقية يطالبون فيها بالتدخل لحماية أبنائهم من تهديدات إدارة السجن، وصرحت زوجة السجين السياسي أكرم فوزي بأن زوجها انتظر تنفيذ وعد الرئيس مرسي بالإفراج عنه الأشهر الماضية.
واستنكرت جميع الاتهامات التي يرويها البعض من تورط المفرج عنهم في أعمال عنف ضد الدولة، حيث أكدت أن معظم المفرج عنهم كانوا في عهد الرئيس المخلوع مبارك، وأن عدد المفرج عنهم في عهد الرئيس مرسي لا يتجاوز العشرات مما يدل علي التباطؤ الشديد في التعامل مع هذا الملف.
وأضافت أنه رغم عدم مشاركته في الإضراب الذي قاما به سجناء طابا وشرم الشيخ إلا إنه تلقي تهديدات بالتضييق عليه، وعلينا في الزيارة وأكدت على أن فكر زوجها أكرم فوزي معتدل وقد أعطها ملخص بحث وضعه في الأيام السابقة تدل علي رفضه الكامل لما يحدث في سيناء بل ورفضه لقتل السفراء ردا علي الفيلم المسيء للنبي.
وقد حصلت شبكة الإعلام العربية « محيط» على نسخة من هذا البحث بعنوان« المغير علي فتوى قتل السفير» حذر فيه الشيخ أكرم فوزي من خطورة مقولة قتل السفراء في بلاد المسلمين ردا علي إهانة الرسول والإسلام على اعتبار أنهم في عداد المستأمنين ولا يجوز الاعتداء عليهم علي الإطلاق وفيما يلي نص الوثيقة:
(المغير على فتوى قتل السفير)
الحمد لله والصلاة والسلام على نبي الله ومن والاه؛ وبعد: رأيت فتاوى مشئومة محرومة التوفيق للقاعدة؛ تدعوا إلى قتل السفراء وتحرض عليهم، وقد أشكل الشيطان عليهم ونفث في منخرهم بدعوى الغيرة والحمية على الدين والنبي الأمين؛ وقد اسندوا إشكالاتهم في ثلاث: -الأول: أنهم دخلوا بأمان لم يعقده لهم مجاهدو القاعدة؛ وإنما عقدته حكومات كافرة؛ فأمانهم لا يلزم المجاهدين؟ -الثاني: أن مجاهدي القاعدة قد حذروهم؛ وبذلك برئت ذمتهم؟ -الثالث: إنهم بؤرة تجسس وإفساد للمسلمين تحت ستار السفارة؟ وقد أفردت هذا الجزء المبسط في هدم مقالهم والإغارة على إشكالهم؛ ومن الله استمد العون. الإشكال الأول: « إنهم دخلوا بأمان لم يعقده لهم مجاهدو القاعدة؛ وإنما عقدته حكومات كافرة؛ فأمانهم لا يلزم المجاهدين؟.. الجواب: ويجاب عن ذلك من أربع أوجه: *الأول: ان مجاهدي القاعدة ليسو هم امة الإسلام ، وإنما هم فصيل منه ؛ وقد اقر أمانهم كل المشايخ الذين يرون مشروعية استئمانهم وحرمة التعدي عليهم!، وعليه فيجب النزول على إجارتهم وأمانتهم ؛ لحديث:" وَيسعى بذمتهم أدناهم" قال أبو عبيد القاسم بن سلام:"فقوْلهُ صلى اللهُ عليهِ وَسلمَ : يسعى بذمتهمْ أدناهمْ ، هوَ العهدُ الذي إذا أعطاهُ رجلٌ منَ المسلمينَ أحد امن أهل الشركِ جازَ على جميعِ المسلمين، ليسَ لأحد منهم ْنقضه، ولارده". كتاب الأموال، ولحديث أم هانئ أنها أجارتْ رجلينِ ،فأراد عليّ قتلهما ، فقالَ رَسولُ اللهِ صلى اللهُ عليهِ وَسلمَ : " قدْ أَجرْنا منْ أَجارَتْ أُمُّ هَانِئٍ "، هذا وليس من شرط الإجارة أن يقيمها من ليس بمبتدع ، أو جاهل؛ بل يقيمها أحاد المسلمين وعامتهم!!
* الثاني: « إن آمان المؤتمن على ما يعتقده هو؛ لا ما نحن نعتقده؟ قال شيخ الإسلام ابن تيمية:" الحربي إذا قلت له أو عملت معه ما يعتقد أنه أمان صار له أمان".اه الصارم، وقال أيضا:"وأما من دخل بأمان صبي! ؛ فإنما ذلك لأنه يعتقد انه مستأمن، فصارت له شبهة أمان؛ وذلك يمنع قتله!!".اه الصارم، ومن المعلوم أن الصبي لا أمان له؛ لأنه ليس من أهل التكليف، وقال ابن قدامة:"إذا دخل حربي دار الإسلام بغير أمان وادعى أنه رسول قبل منه ولم يجز التعرض له لقول النبي صلى الله عليه وسلم لرسولي مسيلمة (لولا أن الرسل لا تقتل لقتلتكما) ولأن العادة جارية بذلك وان ادعى أنه تاجر وقد جرت العادة بدخول تجارهم إلينا لم يعرض له إذا كان معه ما يبيعه لأنهم دخلوا يعتقدون!! الأمان أشبه مالوا دخلوا بإشارة مسلم"، اه الكافي والمغني على الشرح الكبير، والعمدة في ذلك على فعل عمر بمحضر من الصحابة، جاء في فتح الباري:"عن أنس قال بعث معي أبو موسى بالهرمزان إلى عمر فجعل عمر يكلمه فلا يتكلم فقال له تكلم قال أكلام حي أم كلام ميت قال تكلم لا بأس فذكر القصة فأل فأراد قتله فقلت لا سبيل إلى ذلك قد قلت له تكلم لا بأس فقال من يشهد لك فشهد لي الزبير بمثل ذلك فتركه فأسلم وفرض له في العطاء".اه ، هذا وهؤلاء السفراء دخلوا يعتقدون أنهم آمنون بأمان المشايخ الذين يرون حرمة التعدي عليهم، وان المسلمين يسعى بذمتهم اناهم، ويرون أكبر مؤسسة إسلامية ومعها الدولة كاملة تؤمنهم، فأقل ما يقال فيهم أن لهم شبهة أمان تمنع من قتلهم».
*الثالث: « إن الأمان إذا انعقد من احد الطرفين ؛ انعقد من الأخر؟ قال ابن قدامة:" و إن دخل المسلم دار الحرب رسولا أو تاجرا و قد جرت العادة بدخول تجارنا إليهم صار في أمانهم و صاروا في أمان منه لأن الأمان إذا انعقد من أحد الطرفين انعقد من الآخر فلا تحل خيانتهم في أموالهم و لا معاملتهم".اه الكافي، وقد قبلت طالبان ومعها القاعدة على ان تنشئي أمريكا لها سفارة في إمارة طالبان في التسعينات وتم تبادل ذلك ومباركته بينهم، وكل كبار القاعدة أمنتهم أغلب دول الغرب ورفضت تسليمهم لدولهم؛ وهذا معناه انعقاد الأمان من طرفهم فيجب على القاعدة أن تفي بأمانها من الطرف الآخر طالما أن قبلته منهم؛ وإلا كانوا خائنين!! وكالوا بمكيالين!!، وما رأينا النبي حينما دخل في جوار المطعم بن عدي وأمانه مال على بني قوم المطعم فقتلهم؟!، فإما أن يرد مشايخ القاعدة أمان من أمنهم وينخلعوا من جوارهم؛ فلهم بعد ذلك أن يقاتلوهم ؛ ولذلك قال النبي صلي الله عليه وسلم بعد موت المطعم وانقضاء جواره :"والله لو كان المطعم حيا وكلمني في هؤلاء النتنى لاجبته"، فحفظ له عهده وذمته حتى بعد انقضاء جواره وموته ، صلوات ربي عليه، فما بالك بمن يدخل في جوارهم وينعم بأمنهم ثم يخفر ذمته ويجازيهم إحسانهم بقتلهم!!».
*الرابع: « إن السفير لا يحتاج طلب الأمان؛ وإنما يأتي ديار الإسلام فيؤمن؟ قال الشوكاني:« كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يصل إليه الرسل من الكفار فلا يتعرض لهم أحد من أصحابه ، وكان ذلك طريقة مستمرة وسنة ظاهرة، وهكذا كان الأمر عند غير أهل الإسلام من ملوك الكفر ؛ [فإن النبي صلى الله عليه وسلم كان يراسلهم من غير تقدم أمان منهم لرسله فلا يتعرض لهم متعرض!!]".اه السيل الجرار، وعليه فالرسالة أمان برأسها لا يحتاج معها تأمين مؤمن ؛ فهي نوع خاص من التأمين الذي يفتقد معه وجود المؤمن، وإنما أمانة ينعقد بكونه رسولا؛ وهذه نكتة تغيب عن كثير ممن تناول هذه المسألة، وهذا نوع غير أنواع التأمين الأخرى التي يحتاج فيها إلى النظر في المؤمن هل هو مستوف الشروط من الإسلام والتكليف والعقل أم لا، وهذا يجعل من اشتراط كون مؤمن الرسل مسلما لا كافرا يحكم بالقوانين؛ شرطا معتبرا فيما نحن فيه ، لان الرسول مؤمن بوصفه، وهذه الدقيقة تهدم أشكال المشكل من أصله لمن تدبرها!! الإشكال الثاني: إن مجاهدي القاعدة قد حذروهم؛ وبذلك برئت ذمتهم؟.. والجواب من وجهين: -الأول: « إن مجاهدي القاعدة ليسو هم الأمة؛ وان هناك السواد الذي يرى تأمين السفراء، فتهديد وتحذير القاعدة للسفراء مع وجود هذا السواد الذي يرى مشروعية التأمين؛ يجب أن يحاكم به أفراد القاعدة محاكمة شرعية؛ إذ أنهم قد اجترؤوا على مخالفة شرعية إجارة جمع من المسلمين لهؤلاء الرسل. -الثاني: إن مع وجود التأمين من هذا الجمع من مشايخ الأحياء الديني السلفي، ومعه مؤسسة الدولة الدينية الرسمية "الأزهر" والحكومة الإخوانية؛ كل ذلك يصور للغرب أن القاعدة مفتئتة على سواد المسلمين ؛ كقطاع الطرق الذين لا تخلو منهم دولة ، ومع إن قطاع الطرق لا تخلو منهم دولة فهذا لا يمنع من دخول هذه الدولة والمعاملة معها، وتصورهم هذا إن لم يعطيهم الأمان؛ فأقله انه شبهة أمان تمنع قتلهم.
الإشكال الثالث:« إنهم بؤرة تجسس وإفساد للمسلمين تحت ستار السفارة؟.. والجواب عن ذلك؛ أقول:جاء في السير:" وقد كان مسيلمة بن حبيب قد كتب إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم :من مسيلمة رسول الله إلى محمد رسول الله، سلام عليك؛ أما بعد فإني قد أشركت في الأمر معك، وإن لنا نصف الأرض، ولقريش نصفالأرض ، ولكن قريشاً قوم يعتدون، فقدم عليه رسولان له بهذا الكتاب، قال ابن إسحاق : فحدثني شيخ منأشجع، عن سلمة بن نعيم بن مسعود الأشجعي، عن أبيه نعيم ، قال : سمعت رسول الله صلى الله.. عليه وسلم يقول لهما حين قرأ كتابه : فما تقولان أنتما ، قالا : نقول كما قال : فقال : أما والله لولا أن الرسل لا تقتل لضربت أعناقكما"، الحديث أخرجه احمد وأبو داود وصححه جمع من الأئمة، وهذا الحديث عمدة في رد الإشكال لان رسولا مسيلمة قد اتهما النبي بالكذب ؛ حينما أقرا مسيلمة على شراكته في الرسالة مع النبي ؛ وهذا سب صريح له صلى الله عليه وسلم ، واتهام للوحي المنزل في القرآن ؛ وهما مع ذلك مرتدان ، والردة مخالفة شرعية يجب معها الحد ؛ ومع ذلك لم يقم النبي الحد عليهما بل أمنهما!!
قال الشوكاني تعليقا على الحديث:"فيه تحريم قتل الرسل الواصلين من الكفار وان تكلموا بكلمة الكفر في حضرة الإمام أو سائر المسلمين".اه نيل الاوطار، وجاء في عون المعبود شرح أبي داود:" لولا أن الرسل لا تقتل لضربت أعناقكما فيه دليل على تحريم قتل الرسل الواصلين من الكفار وإن تكلموا بكلمة الكفر في حضرة الإمام".اه.. وقال ابن قيم:" وكانت تقدم عليه رسل أعدائه، [وهم على عداوته!!]، فلا يهيجهم، ولا يقتلهم".اه زاد المعاد، فإذا قبل من الرسل الأمان مع فعل الكفر؛ فلأن يقبل مع ما هو دون الكفر أولى! فإذا كان وجود الرسل على صفة تحدث فسادا وإفسادا ؛ فلا نواجه الفساد بفساد إن نقتلهم خفرا لأمانهم ؛ بل نردهم لمأمنهم. وهنا يرد إشكالا: انه لا يوجد حاكم شرعي يردهم إلى مأمنهم، ولو أبقينا عليهم أبقينا على فسادهم وإفسادهم؟.. والجواب: ما ذنب المستأمن إذا لم يجد من يرده؟ ؛ هذا مشكلتنا نحن!.. وليس معنى تهديدنا لهم أننا بذلك رددناهم إلى مأمنهم؛ بل الرد إلى المأمن بأن نملك من الشوكة ما يؤهلنا إلى أن نرحله على متن طائرة حتى يصل إلى داره آمنا، أما تهديده فليس فيه رد إلى المأمن بل فيه الخيس بالعهد والغدر بالأمان؟!!...انتهى. مواد متعلقة: 1. الإفراج عن 16 من سجناء العقرب اليوم 2. سجناء العقرب: عفوك ناقص يا سيادة الرئيس! 3. مصادر ل"محيط": إضراب سجناء"تفجيرات طابا"عن الطعام ب"سجن العقرب"