القدس المحتلة: كشفت صحيفة "هآرتس" العبرية اليوم الخميس أن رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو يرفض خطة سلام بين إسرائيل والفلسطينيين يتوقع أن يطرحها الرئيس الأمريكي باراك أوباما في الخريف المقبل بادعاء أنها تشكل إملاء على إسرائيل. ونقلت "هآرتس" عن مصدر سياسي إسرائيلي قوله" نتنياهو يعارض التسوية التي تحاول الولاياتالمتحدة فرضها على إسرائيل". وأضاف" نتنياهو قال خلال اجتماعات مغلقة إذا حاولوا أن يفرضوا علينا اتفاقا فإن هذا لن ينجح ولن يكون مقبولا". وتأتي أقوال المصدر الإسرائيلي في أعقاب نشر صحيفة "واشنطن بوست" الأمريكية الأربعاء أن أوباما يدرس إمكانية طرح خطة سلام بين إسرائيل والفلسطينيين في الخريف المقبل تستند إلى المفاوضات التي جرت بين الجانبين في الماضي وخصوصا محادثات كامب ديفيد في العام 2000. ووفقا للمصدر السياسي الإسرائيلي فإن نتنياهو شدد خلال المداولات المغلقة التي أجراها في الأيام الماضية على أن القضية المركزية التي لم يتم معالجتها كما ينبغي في المفاوضات التي جرت منذ اتفاق أوسلو هي قضية الترتيبات الأمنية والحاجة إلى منع دخول صواريخ وقذائف صاروخية إلى منطقة الضفة الغربية. واعتبر نتنياهو أنه لهذا السبب يجب أن يكون هناك تواجد إسرائيلي في منطقة الحدود الشرقية للدولة الفلسطينية، أي غور الأردن، وأن أي اتفاق لا يشمل ترتيبات أمنية كهذه لن يكون مقبولا من إسرائيل. ونقلت "هآرتس" عن مصدر سياسي إسرائيلي آخر قوله إنه يوجد نقاش داخل الإدارة الأمريكية حول مواصلة الطريق في ما يتعلق بالعملية السياسية. وأضاف إن المبعوث الخاص إلى الشرق الأوسط جورج ميتشل يحاول أن يدفع باتجاه عملية سياسية مكونة من عدة مراحل، تحاول الولاياتالمتحدة من خلالها الحصول تعهد إسرائيلي بتجميد البناء الاستيطاني في الضفة الغربيةوالقدسالشرقية والشروع في مفاوضات حول قضية الحدود. وتابع المصدر الإسرائيلي أن مستشار الرئيس الأمريكي دنيس روس يعتقد، من الجهة الأخرى، أن ثمة احتمالا ضئيلا لنجاح المحادثات بين إسرائيل والفلسطينيين وأنه ينبغي التركيز على بناء مؤسسات السلطة الفلسطينية من أسفل إلى أعلى. ووفقًا للمصدر الإسرائيلي يتعزز الآن معسكر مؤلف من مسئولين في البيت الأبيض ومقربين من أوباما الذين يرون أنه يجب بلورة خطة سلام أمريكية تكون شبيهة للخطة التي طرحها الرئيس الأمريكي الأسبق بيل كلينتون في أعقاب فشل محادثات كامب ديفيد. ويذكر أن خطة كلينتون قضت بتنازل الفلسطينيين عن حق العودة للاجئين الفلسطينيين وانسحاب إسرائيل من حوالي 95% من مناطق الضفة الغربية لإقامة دولة فلسطينية فيها، وإجراء تبادل أراضي بحيث يحصل الفلسطينيون على أراض داخل الخط الأخضر مقابل ضم الكتل الاستيطانية لإسرائيل، وانسحاب إسرائيل من القدسالشرقية وتقسيم البلدة القديمة بين الجانبين وإبقاء سيادة رمزية لإسرائيل في الحرم القدسي.