علقت صحيفتان أمريكيتان صدرتا اليوم الأثنين على استمرار الهجمات التي يشنها أفراد تابعون لقوات الأمن الأفغانية ضد نظرائهم الأمريكيين وتصاعد وتيرتها إلى جانب الهجوم الذي شنته حركة طالبان يوم الجمعة الماضي على معسكر "باستيون" في إقليم هلمند الجنوبي وأسفر عن تدمير ست طائرات وإلحاق أضرار بطائرتين أخرتين. وذكرت صحيفة "نيويورك تايمز" أنه على الرغم من تسبب الهجمات الأخرى التي تشنها طالبان ضد القوات الأجنبية المتواجدة في أفغانستان في عديد من الخسائر البشرية،إلا أن الهجوم على معسكر "باستيون" آثار حالة من القلق والمخاوف لدى قوات حلف شمال الأطلسي "ناتو" نظرا لقدرة المهاجمين على اختراق المعسكر الذي يعد واحدا من أكبر المعسكرات المحصنة في أفغانستان.
وكان مسئول عسكري في كابول أقر -في تصريحات أوردتها الصحيفة في سياق تعليق بثته على موقعها الأليكتروني- أن الهجوم كان معقدا للغاية على نحو أدى إلى مقتل ضابطين من مشاه البحرية الأمريكية "مارينز" وخسائر مادية تزيد عن 200 مليون دولار أمريكي.
وأعتبرت الصحيفة أن هذا الهجوم-الذي نفذ من قبل ثلاثة فرق مسلحة ارتدت زيا عسكريا أمريكيا، حسبما أعلن الناتو، يعد بمثابة تذكرة بأن طالبان لا تزال قادرة على شن هجمات كبيرة على الرغم من تزايد الهجمات التي تشن ضدهم من جانب القوات الأجنبية.
وأوضحت الصحيفة أنه بجانب الهجمات التي تشنها قوات الأمن الأفغانية ضد قوات الناتو،فإن طالبان باتت تضيف عبأ جديدا يعوق تنفيذ خطة انسحاب القوات الأمريكية من البلاد بحلول نهاية 2014،والتي تتطلب تدريب القوات الأفغانية بشكل كاف على تولي المهام الأمنية بالبلاد.
وأشارت "نيويورك تايمز" إلى إذكاء نار التوترات مع الحكومة الأفغانية أمس على خلفية ادانة الرئيس الأفغاني حامد كرزاي مقتل قرابة 9 سيدات أفغانيات إثر غارة للناتو بشرق البلاد وانتقاده لمواصلة احتجاز المئات من السجناء الأفغان من قبل القوات الأمريكية.
وقالت الصحيفة الأمريكية في ختام تعليقها أن التدخل العسكري في الهجوم على معسكر "باستيون" يحاول الأن كشف ما إذا كان المهاجمون تلقوا مساعدة من داخل المعسكر وما إذا كان قد تم تدريبهم على يد دول مجاورة مثل باكستان وإيران؟!.
في سياق متصل ، رأت صحيفة "واشنطن بوست" أن الهجوم الذي شنته قوات يشتبه في أنها تنتمي للشرطة الأفغانية أمس الأحد وأودى بحياة أربعة جنود أمريكيين مس جوهر المشاكل التي تواجهها قوات الحلفاء بقيادة الولاياتالمتحدة في أفغانستان.
وذكرت الصحيفة في سياق تعليق أوردته على موقعها الألكتروني أن تصاعد وتيرة هذه الهجمات وتواصل سقوط الضحايا المدنيين قد عمق من حالة انعدام الثقة في قوات الناتو وعزلتها عمن اعتقدوا بأنها قادرة على حمايتهم،وتقويض الشراكة الغربية مع أفغانستان أكثر مما هي عليه من حالة ضعف.
وأوضحت أن ارتفاع وتيرة الهجمات من هذا القبيل ضد القوات الدولية المنتشرة في أفغانستان تزامن في الحقيقة مع موجة الاستياء العارمة التي عمت العالم الإسلامي من جراء بث الفيلم الأمريكي "براءة المسلمين" الذي أساء إلى النبي محمد (ص)، إلا أنه لم يتضح بعد ما إذا كان هجوم الأمس ذو صلة بالاحتجاج على عرض الفيلم أم لا.
مواد متعلقة: 1. أوباما يعين سفيرين جديدين في باكستانوافغانستان 2. افغانستان: مقتل 5 جنود استراليين إثر حادثين منفصلين 3. افغانستان تغلق موقع "يوتيوب" لمنع مشاهدة فيلم مسيء للرسول الكريم