ينضم توماس نيدس مساعد وزير الخارجية الأمريكى للشئون الإدارية والميزانية بوصوله القاهرة اليوم، إلى الوفد الاقتصادى الأمريكى الكبير الذى يبدأ مباحثاته غدا الأحد مع المسئولين ورجال الأعمال المصريين وأعضاء غرفه التجارة الأمريكية، وذلك خلال الزيارة التى تستمر لمدة ثلاثة أيام. ويشمل الوفد نحو 117 من كبار رجال الأعمال يمثلون 50 شركة من كبرى الشركات الأمريكية سواء التى تعمل بالفعل فى مصر أو التى تبحث عن فرص الاستثمار لضخ أموال فى السوق المصرية خلال المرحلة المقبلة.
أشار جمال محرم رئيس غرفه التجارة الأمريكيةبالقاهرة إلى أنه لأول مرة فى تاريخ الغرفة تستضيف مثل هذا العدد فى وفد واحد، كما أنها المرة الأولى التى يجمع وفد أمريكى خارج الولاياتالمتحدة هذا الكم من كبار رجال الأعمال والذين يعملون جميعا فى مجالات الاستثمار المباشر، وليس من بينهم مستثمرون فى صناديق استثمار فى البورصة مثلا، وهو ما يدل على حرصهم على نيتهم لضخ أموال فى السوق المصرية.
ويلتقى الوفد الأمريكى غدا الأحد مع الدكتور هشام قنديل رئيس مجلس الوزراء على إفطار عمل بالغرفة الأمريكية يتم خلاله استعراض مناخ الاستثمار فى مصر، وذلك من خلال العرض الذى سيقدمه رئيس الوزراء ثم يعقبه مباحثات مع عدد من رجال الأعمال المصريين والأمريكيين الذين لديهم استثمارات بالفعل فى مصر ويعقد الوفد مباحثات يوم الاثنين مع اسامه صالح وزير الاستثمار.
وتتضمن لقاءات الوفد الأمريكى عددا من كبار الصحفيين الاقتصاديين وذلك للتعرف على مناخ الاستثمار فى مصر من مختلف الآراء الرسمية وغير الرسمية.
يضم الوفد بجانب عددا من كبار المسئولين فى الإدارة الأمريكية وعددا من مسئولى كبرى الشركات مثل أي بى إم ومايكروسوفت وكوكاكولا وبيبسى كولا ومورجان ستانلى وجوجل وكاتيربيللر وكريزلر جروب وسيتى جروب وكريديت سويز وكرويل إن موريجن وأوكسون موبيل وجنرال إليكتريك وهيل انترناشيونال وجونسون أند جونسون وزيروكس كوربراشين وأوراكل كوروبراشين وفايزر وفيليب موريس إنترناشيونال.
ويتوقع خبراء الاقتصاد وأسواق المال أن تنعكس الزيارة بالإيجاب على قطاع الاقتصاد وأسواق المال، حيث تعكس مباحثات الشركات الأمريكية مع الحكومة المصرية ورجال الأعمال المصريين عن مدى جاذبية وملائمة المناخ فى مصر للاستثمارات الأجنبية.
أشار الخبراء الى أن الاستثمار الأجنبى يعد شريكاً أساسيًا للاقتصاد القومى ويعمل على تحقيق معدلات نمو مرتفعة، مما يعود بالنفع فى النهاية على المجتمع المصرى، داعين الى ضرورة الاستفادة من زيارة وفد رجال الأعمال الأمريكى على أكمل وجه حيث إنها تعد إشارة إلى الدول الأوروبية والآسيوية بتوافر فرص استثمارية عالية بمصر مع عبورها المرحلة الانتقالية عن جدارة.
وقال محسن عادل، المحلل المالى، إن الزيارة من شأنها أن تنعكس إيجابيًا على الاقتصاد المصرى بصفة عامة، والبورصة المصرية بصفة خاصة، وستكون بوابة لجلب المزيد من الاستثمارات التي يجب أن تركز على قطاعات تولد فرص عمل خلال فترة قصيرة، وتعتمد بدرجة كبيرة على مدخلات إنتاج محلية .
وتوقع عادل أن يمتد تأثير تلك الزيارة إلى تداولات البورصة المصرية، والتى اتخذت مسارًا صعوديًا خلال الأسابيع الماضية تأثرًا بحالة الحراك السياسى وتاولي البلاد قيادة جديدة، متوقعا صعود قوى للبورصة خلال تعاملات الأسبوع الحالى.
وطالب باستثمار تلك الزيارة للربط بين القطاعين العام والخاص، فوجودهما يعني تأمين الطمأنينة للقطاع الخاص، وتشجيعه على الانخراط في مشاريع تهم الدولة بالدرجة الأولى، وعدم تكرار أخطاء الماضي التي ساهمت في تشويه صورة القطاع الخاص، فيكون الإطار الذي ستنفَّذ الاستثمارات الجديدة على أساسه واضحًا وشفافًا ويتيح فرصًا متكافئة لكل الراغبين القادرين على الدخول بهذا النوع من الشراكات.
وأوضح أن أهمية تلك الزيارة تأتى تدعيمًا للشركات الأمريكية العاملة بالفعل بالسوق المصرية، والتى ترغب فى زيادة استثماراتها ولكنها فى حاجة إلى مؤشرات تؤكد عودة الثقة مرة أخرى لعجلة الاستثمار المصرى بعد الثورة.