ذكرت صحيفة"واشنطن بوست" الامريكية اليوم السبت أنه في ظل تنامي أعمال العنف الطائفي والوحشية في سوريا، تبرز احتمالات تحول الصراع الدامي داخل الاراضي السورية إلى صراع إقليمي بين السنة والشيعة يزعزع استقرار منطقة الشرق الاوسط برمتها. وأشارت الصحيفة في سياق مقال إفتتاحي أوردته على موقعها الالكتروني إلى ورود العديد من التقارير الاعلامية مؤخرا تكشف الستار عن تنامي وتصاعد وتيرة العنف الطائفي في كافة أنحاء المدن السورية بل وانتقاله إلى الجارة لبنان.
وأردفت الصحيفة تقول أن نظام الرئيس السوري بشار الاسد والايرانيين تمكنوا سويا من جعل الازمة تتفاقم على نحو خطير من خلال إثارة المخاوف بين أبناء المذهب الشيعي في العراق والجماعات الشيعية الأخرى في مختلف أنحاء العالم العربي حيال عواقب نجاح الثورة السورية التي يقودها أبناء المذهب السني حسبما قالت الصحيفة
ورأت الصحيفة أن مخاوف الشيعة تكمن بشكل أساسي في أن تنظيم القاعدة في العراق قد يسعى وراء "تصدير"أعمال العنف الطائفية ضدهم إلى سوريا فضلا عن وقوف العديد من دول الخليج العربي وتركيا إلى جانب الثورة السورية ضد نظام الاسد،إضافة إلى نقل حماس مقرها خارج سوريا وإبداء دعم لثوار السوريين بدلا من الوقوف إلى جانب الاسد وحليفه الايراني"
وحذرت صحيفة"واشنطن بوست" الامريكية من أنه في حال تصاعدت وتيرة العنف الطائفي في سوريا إلى ما هو أكثر من ذلك،ستكون العراق ولبنان أولى الضحايا وهما تمتلكان سجلا تاريخيا حافلا في الصراع الطائفي بين السنة والشيعة فشل المجتمع الدولي في احتوائه في الماضي.
كما المحت الصحيفة إلى أن الصرعات الطائفية التي شهدتها البلقان في تسعينيات القرن الماضي-بين المسيحيين والمسلمين-تطرح نموذجا محتملا لما قد تواجه منطقة الشرق الاوسط في ظل تصاعد العنف والوحشية في سوريا دون إيجاد حل حاسم وسريع.
ونوهت الصحيفة في هذا الصدد إلى أن المسئولين الامريكيين يتعاونون حاليا مع الزعماء السياسيين العراقيين لضمانة الحفاظ على "سلام نسبي" بين السنة والشيعة داخل العراق وتشجيع العراقيين على الوقوف على مسافة واحدة من جميع أطراف النزاع السوري.
وشددت الصحيفة،من جانبها،على ضرورة أن ينصب جل تركيز واشنطن حاليا على التعجيل بوتيرة رحيل الاسد عن السلطة وإعادة النظام إلى سوريا،وتكثيف الدعم العسكري واللوجيستي المقدم لثوار الجيش السوري الحر والعمل على ضمانة حماية حقوق الانسان لجميع الجماعات والاطياف المختلفة داخل سوريا وحماية المدنيين.
وخلصت الصحيفة في ختام تعليقها-إلى أهمية الادراك بأن الشيعة في حد ذاتهم ليسوا أعداء للولايات المتحدة وأن خلاف واشنطن مع النظام الايراني والرئيس الاسد فقط وأن المصالح الامريكية في المنطقة تقتضي من الامريكيين العمل حثيثا لاحتواء الصراع الطائفي في سوريا.
مواد متعلقة: 1. الخارجية السورية: مرسي يقتل محاولات حل أزمة سوريا 2. أردوغان: الأسد يسير على خطى والده وهو ما يهدد مستقبل سوريا 3. مسئول بحزب الله: الأزمة فى سوريا نتيجة تدخل القوى الخارجية